ايران وحماس من مرج ‏الزهور إلى طوفان الأقصى،فاطمة الصمادي

مهند طلال الاخرس
2025 / 3 / 12

ايران وحماس من مرج ‏الزهور إلى طوفان الأقصى [ما لم يرو من القصة] تأليف فاطمة الصمادي وهو كتاب ضخم يقع على متن 380 صفحة من القطع الكبير، وهو من إصدارات مركز الجزيرة للدراسات في قطر والدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت، والكتاب بطبعته الأولى صدر في شهر تشرين اول/اكتوبر من سنة 2024 .

الكتاب يتناول العلاقة التاريخية بين ايران الاثني عشرية وحماس السنية ذات التوجه والمنبت الاخواني. وهذا الكتاب يحاول ان يقدم تفسيرا لطبيعة هذه العلاقة الشائكة والمعقدة، ويقدم الحيثيات والمقدمات للتأسيسها، دون اغفال اسبابها الموجبة والمصالح التخادمية التي اوجبت هذه العلاقة بين الطرفين.

ولكي يبدو الكتاب بحثا تأصيليا في تتبع نشأة العلاقة وتطورها بين ايران وحماس؛ كان لابد للكاتبة من ان تمر في الصفحات المئة الاولى على تاريخية العلاقة بين فارس والاسر الحاكمة فيها وفلسطين، ومن ثم تعرج على طبيعة العلاقة في العهد الحديث ابتداء من عهد الشاة ومرورا بعهد الثورة الاسلامية في ايران واصول واواشج علاقتها مع منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، مع التعريج على دور الثورة الفلسطينية بمناصرة الاحزاب والقوى والشخصيات الايرانية دعما ماليا ولوجستيا وبالتدريب في معسكرات فتح بلبنان، وصولا الى تباين النهج وحصول الخلاف على اثر اصطفاف منظمة التحرير مع العراق في حربه مع ايران..والتي خرجت منها ايران مهزومة ومنهكة ومتهالكة لابعد حدود، مما كان له ابعد الاثر في تكوين وارساء قواعد الامن القومي الايراني القائم على عدم خوض مواجهات مباشرة مع اي كان ولاي سبب كان، ولذا اوجبت استراتيجية ايران الدفاعية احاطتها بوكلاء يشكلون دوائر نارية تحميها من اي عدوان قادم وتخدم استراتيجيتها الدفاعية وتحمي مشروعها القومي..

وثبتت الحاجة لهذه الدوائر النارية والوكلاء الذين يدورون بفلكها عندما حطت الانتفاضة الاولى رحالها على اثر هزيمة العراق امام التحالف الامريكي وركوب الفلسطينييون والعرب قطار مؤتمر مدريد بحثا عن السلام...هذا القطار الذي سعت ايران جاهدة لركوبه إلاّ ان مساعيها قوبلت بالرفض، مما اثار حنقها وحفيظتها واستنهض الارث الفارسي التاريخي النائم الى حين للرد على هذه الاهانة التي وجهت لايران. مما دفعها للتعجيل باستيلاد الوكلاء وايجاد الحلفاء لاكمال واحياء مخطط ايران القديم الجديد القائم على اكمال حلقات دوائر النار حول ايران خدمة لمشاريعها وحماية لمصالحها في علاقة تخادمية تتخذ من شعار الصراع مع اسرائيل ومقاومتها عنوانا لهذه العلاقة...

طبيعة هذه العلاقة التخادمية بين مختلفين في البنية والعقيدة والمصلحة بين ايران وحماس تتبعتها الكاتبة بجهد وفير و بكثير من الموضوعية والتي عززتها استعراضها لوجهات نظر جميع الفرقاء في ايران وحماس، وفي محاولة جادة لاستعراض جميع المواقف الداخلية لكل طرف وحجم الاعتراض على كل موقف اعترض طبيعة ومسار العلاقات بين الطرفين.. ومع ذلك كان هناك الكثير مما يمكن تصحيحه واضافته لهذا الكتاب، إلا ان تفهمنا لجهة اصدار الكتاب [قطر/الجزيرة] يجعلنا نتفهم كثيرا من جوانب النقص المتعمد اضافة الى محاولة توظيف كثير من المعلومات في غير سياقها، مما يؤدي حتما الى نتائج تخدم سياسات الجهة الممولة، وبالنتيجة تصب في مجال انشاء خطاب دعائي يخدم اجندة سياسية دعائية بحتة، لا تلبث كثيرا حتى تبث سياساتها وافكارها الى ذهن المتلقي، بعد ان تكون قد استحوذت عليه بالمشهدية العالية اولا وبالفضائحية ثانيا وبالتفتيت ثالثا وببث السموم عند هبوب الريح السموم، وهذه الرياح دائما يجب ان نسأل: من يطلقها في فضائنا؟ ومن يحتل الاثير؟

في هذا الكتاب تسليط للضوء على كثير من المحطات والمفترقات التي اعترضت مسيرة العلاقة بين ايران وحماس. كعملية السلام مدريد ورد فعل الطرفين عليها، ومبعدي مرج الزهور واستثمارها لابعد الحدود، ثم الثورة السورية وتعقيداتها وتقلب المواقف [والتي تغاضت عنها الكاتبة قصدا او بدون قصد، ثم حادثة ابعاد اعضاء المكتب السياسي لحماس من الاردن باتجاه قطر [والذي تغاضت الكاتبة عن التطرق الى اسبابها الحقيقية والتي اشار رئيس وزراء قطر الحالي والسابق في لقاء تلفزيوني مصور الى ان قطر استقبلتهم بناء على طلب امريكا] ، وصولا الى المواقف المتعددة من محاولات رأب الصدع مع قيادة حماس بعد الازمة السورية، وصولا الى اغتيال اسماعيل هنية على الاراضي الايرانية [دون ان تتعرض الكاتبة للاسباب الحقيقية وراء ذلك، وهنا بالذات نعذرها لان حجم هكذا معلومات ممكن ان لا يتوفر لباحثي مركز دراسات الجزيرة المجاور لقاعدة العيديد الامريكية القابعة في قلب قطر، هذا طبعا ان كان لها قلب].
بقلم:
#مهند_طلال_الاخرس


حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي