![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
فلاح أمين الرهيمي
2025 / 3 / 12
صلاح اللبان كان بارعاً في ممارسة الرياضة وأحد فرسان كرة القدم عندما كان طالباً، وقد استمر على ممارسة كرة القدم مع الفرق الشعبية في مدينة الحلة ... أما دراسته فقد واصلها وحصل على شهادة التخرج من الصف الخامس الثانوي فرع الأدبي وعين عام / 1978 على ملاك وزارة النفط ثم نقل خدماته إلى هيئة التصنيع العسكري وقد أحيل على التقاعد بناءً على طلبه عام/ 1996 وأخذ يمارس مهنة الندافة في محل المرحوم والده ... وكان مولعاً بموهبة الشعر والأدب وفي عام/ 1973 أسس مع مجموعة من زملائه الشعراء الشعبيين (جمعية الشعراء الشعبيين) في محافظة بابل وتعتبر هذه الجمعية الأولى في محافظة بابل خاصة بالأدب، وبمبادرة منه وبجهوده تأسست جمعية الرواد الثقافية المستقلة عام/ 2004 التي احتضنت نخبة واسعة من أهل العلم والمعرفة والشعراء والأدباء والمثقفين من مختلف الأطياف الدينية والقومية والسياسية وكانت كالفسيفساء الجميلة الألوان وكان رئيسها الشاعر صلاح اللبان.
والإنسان الرائع اللبان لم يكتف بهذا الإنجاز الكبير والعظيم الذي حققه بمبادرته وجهده الخاص وهو في النهار يكدح ويجاهد في عمله (الندافة) وكان يقضي الليل في إحدى بيوت الشعراء القدامى المتوفين لجمع وترتيب الأوراق (المسودات) من شعرهم التي كانت مكدسة وممزقة ومتفرقة وضعت في أكياس كبيرة (گونية) وكان عمله شاق جداً في تنظيم وترتيب (القصيدة) وعندما ينطفئ الكهرباء يستعين بـ (اللمبة أو الفانوس) وكان في عمله هذا رحب الصدر وملامح البهجة والسرور والفرح والرضا في نفسه وعندما ينتهي من جمع وترتيب أوراق الشعر وتنظيم الديوان التي تستمر لأشهر عديدة كان يبادر إلى طبع الديوان ونشره من ماله الخاص أو مشاركة الآخرين من معارفه إذا كانت عائلة الشاعر المتوفى لا تملك المبلغ الكافي لطبع الديوان.
كان الإنسان الرائع اللبان لم يكتف أيضاً بهذه الإنجازات النادرة والعظيمة وإنما كان يشحذ الأموال من أصدقائه ويدعو معارفه الآخرين بجمع الأموال ويقدمها إلى العوائل المتعففة وإلى المحتاجين ويقدم لهم المساعدة المعنوية وقضاء حاجاتهم وكان يساعد معارفه وأصدقاءه في تجاوز العثرات والملمات في حياتهم بدون مقابل أو رد الجميل.
كان اللبان الرائع والنادر في مواقفه وأعماله فجعل من محله منتدى يتجمع فيه الأدباء والشعراء والمثقفين من الأفكار المختلفة وتجرى وتثار فيه المواضيع والأفكار والآراء المختلفة والحوار والمناقشة في بعضها وكان هو المرجع والشخصية البارزة فيها وهو يمارس عمله الذي كان يساعده فيه أحد الصناع الماهرين في عملية الندافة وكان متواضعاً إلى حد الرضا والطاعة والاحترام للآخرين ورحب الصدر في الحوار والنقاش وكان يرتبط بعلاقات واسعة مع مختلف الأشخاص وكان يمزح معهم وقد تعرفت عليه منذ أوائل الثمانينات من القرن الماضي وأتردد على محله العامر فلم ألمس وألاحظ منه في أي يوم من الأيام التذمر أو الشكوى وإنما كنت أراه رحب الصدر لم تفارق البسمة والمزحة والضحك نفسه الكريمة وكان يساعدني في إنجاز الطبع والندوات وأخطاء الكتاب بالرغم من أنّ الكتب كانت تختلف عن توجهاته الفكرية ... هذا هو صلاح اللبان الرائع وبعض سجاياه وخصاله ومزاياه، لذلك هو أهل لكل تكريم وتبجيل فهنيئاً للحلة الفيحاء بابنها البار الذي أصبح علماً ومعلماً من معالمها وابناً من خيرة أبنائها.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |