![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
أحمد صبحى منصور
2025 / 3 / 11
عن ( خُلُق الأولين / نُكُرا / القلة والكثرة / البكرة والعشية )
السؤال الأول من الأستاذ عثمان فخر الدين :
( يقول الله تعالى في سورة الشعراء.. في رد قوم هود على النبي هود.. (إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا خُلُقُ ٱلۡأَوَّلِينَ (137) صدق الله العظيم. ما معنى خُلق الأولين، وهل هى تُطابق في معناها قول الله تعالى في سورة الزخرف. بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ (22) صدق الله العظيم ) ؟
إجابة السؤال الأول :
( خُلُق ) تعنى دين . قال جل وعلا :
1ـ للنبى محمد عليه السلام : (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) القلم ). نعمة الله جل وعلا هنا هى القرآن الكريم . وكلمة ( خُلُق عظيم ) تعنى القرآن الكريم . وهو الدين الاسلامى .
2 ـ (إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا خُلُقُ ٱلۡأَوَّلِينَ (137) تعنى دين الآباء والأسلاف . والمشركون دائما يعبدون ما وجدوا عليه آباءهم . وهذا كما قلت أنت ( تُطابق في معناها قول الله تعالى في سورة الزخرف. ( بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ (22) صدق الله العظيم ) .
السؤال الثانى : من د . سناء الشاهد : ما معنى ( نُكرا ) فى قول موسى للعبد الصالح : ( لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا (74)الكهف ) ؟ وهل هذا مبررلقتل غلام برىء بتهمة أنه عند الكبر سيفعل معصية كبرى ؟ هل مثلا كان يجب قتل هتلر فى طفولته لتجنب الحرب العالمية ؟
إجابة السؤال الثانى :
أولا : عن : ( فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا (74)الكهف )
1 ـ التشريع الاسلامى لا يؤخذ من القصص القرآنى عن السابقين .
2 ـ العبد الصالح الذى إلتقاه موسى بأمر إلاهى كان نبيا يوحى اليه . قال عنه جل وعلا : ( آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً (65) الكهف ). ومن علمه هذا قال فى تعليل قتل الغلام : ( وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً (81) الكهف ). وفى النهاية فقد كان ينفّذ أوامر الله جل وعلا . وقد قال لموسى : ( وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (82) الكهف )
3 ـ ( لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا ) أى شىء يستحق الانكار الشديد .
ثانيا : كلمة ( نكرا ) جاءت أيضا فى قوله جل وعلا :
1 ـ فى قصة ذى القرنين : ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا (87)الكهف ) .هنا وصف عذاب الآخرة بالشديد الذى لا مثيل له
2 ـ ( وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا (8)الطلاق ) نفس الوصف للعذاب ( الاهلاك ) الذى حدث للأمم السابقة .
السؤال الثالث من الاستاذ ( محمد أبو مايا )
ما مفهوم القلة والكثرة في القرآن؟ ومتى تكون محمودة ومذمومة؟
إجابة السؤال الثالث :
أولا :
1 ـ الكثرة الكاثرة من البشر هم اتباع إبليس القائل لربه جل وعلا : ( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) الاعراف ).
2 ـ تكرر وصف الأكثرية بعدم الايمان وعدم العلم وعدم العقل وعدم الشكر . مثلا :
2 / 1 : فى سورة يونس : ( وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36) . ( أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (55). ( إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (60).
2 / 2 : فى سورة يوسف : ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21)، ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (38)
( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40) ، ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (68)، ( وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103 )، ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106).
3 ـ يكفى قوله جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) الانعام ) .يعنى لو أطاع أغلبية من فى الأرض لأضلُّوه . أى إنّ أكثر البشر ليسوا فقط ضالين بل هم مُضلُّون يمكنهم إضلال النبى نفسه . أى إن المُضلّين 80 % مثلا يقومون بإضلال الباقين ما إستطاعوا . وهذا هو الحال فى كوكب المحمديين بالذات ، فى مساجدهم ومؤسساتهم الدينية والتعليمية والدعوية يقومون بالاضلال والصّدّ عن سبيل الله جل وعلا ما إستطاعوا . يعبدون إبليس بكل إخلاص ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعا .
4 ـ ومع كثرة الضالين المضلين فإن جهنم ستسعهم جميعا . قال جل وعلا : ( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلْ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) ق )
ثانيا :
1 ـ كما إن أتباع إبليس هم الأغلبية الأكثرية فإن الناجين من غوايته هم الأقلية . قال إبليس لربه عن آدم وذريته : ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً (62) الاسراء )
2 ـ ونقرأ : ( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ (24) ص ) ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنْ الأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنْ الآخِرِينَ (14) ق ) ( لأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنْ الأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنْ الآخِرِينَ (40) ق )
اخيرا
لو أصبح أهل القرآن كثرة كاثرة فإن هذا يعنى إنهم على ضلال . ولكننا ـ والحمد لله رب العالمين قليلون ، وأيضا نحن ـ بحمد الله جل وعلا ـ مؤثرون . والمستبد ون من المحمديين وأتباعهم ( أكابر المجرمين ) منا مغتاظون . لسان حالهم كما قال فرعون موسى : ( إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56) الشعراء ) .
السؤال الرابع من الاستاذ أسامة عثمان : ما هي البكرة والعشية
إجابة السؤال الرابع :
الابكار هو من الفجر الى طلوع الشمس ، والعشية من غروب الشمس الى العتمة وإشتداد الظلمة .
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )
https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran