-المجازر المنسية في سوريا: قتل ممنهج وصمت عالمي مخزٍ-

ويصا البنا
2025 / 3 / 9

العالم وصمته القاتل أمام المجازر في سوريا

في خضم الصراعات السياسية والمصالح الدولية، تستمر آلة القتل في سوريا بحصد أرواح الأبرياء، مستهدفة الطائفة العلوية والدروز وغيرهم من الأقليات. الأحداث الأخيرة في الساحل السوري كشفت عن حجم المأساة والصمت الدولي المريب.

المجازر الأخيرة وتصاعد العنف

في 7 مارس 2025، شهدت مناطق ريف اللاذقية مجازر مروعة حيث أُعدم 52 رجلاً علوياً في بلدات الشير، المختارية، والحفة على يد قوات الأمن السورية. تقارير أخرى أشارت إلى مقتل 745 مدنياً خلال يومين من الاشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحين موالين للنظام السابق.

استهداف الأقليات وتفاقم الأزمة الإنسانية

لم تقتصر المجازر على الطائفة العلوية فقط، بل امتدت لتشمل الدروز والمسيحيين وغيرهم. في 8 مارس، أُعدم 31 مدنياً في تويم، بينهم 9 أطفال و4 نساء، ودُفنوا في مقبرة جماعية. هذه الأعمال الوحشية أدت إلى نزوح الآلاف من منازلهم، حيث فر البعض إلى الجبال بحثاً عن الأمان، بينما لجأ آخرون إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية في اللاذقية.

الصمت الدولي وازدواجية المعايير

رغم حجم المأساة، يظل المجتمع الدولي صامتاً أو يكتفي ببيانات إدانة خجولة. الأمم المتحدة دعت إلى تحقيق فوري في التقارير المتعلقة بعمليات القتل المستهدفة على أساس الهوية الدينية، إلا أن هذه الدعوات لم تُترجم إلى تحركات فعلية لحماية المدنيين. الدول الكبرى، التي تدخلت في سوريا بحجة "مكافحة الإرهاب" أو "حماية المدنيين"، تدير ظهرها لهذه الجرائم، مما يثير تساؤلات حول مصداقية التزاماتها بحقوق الإنسان.

التداعيات المستقبلية وضرورة التحرك

استمرار الصمت الدولي قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع، وزيادة التطرف، وفتح الباب أمام نزاعات جديدة تهدد مستقبل سوريا والمنطقة بأكملها. ما يحدث في سوريا ليس مجرد صراع داخلي، بل اختبار حقيقي لمصداقية العالم في الدفاع عن حقوق الإنسان. إذا لم يتحرك المجتمع الدولي الآن، فقد نجد أنفسنا أمام مأساة أكبر، تتجاوز حدود سوريا لتشمل منظومة القيم الإنسانية بأكملها.

——

*ملاحظة: المعلومات الواردة في هذا المقال مستندة إلى تقارير إخبارية موثوقة حتى تاريخ 9 مارس 2025.*

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي