الذكاء الاصطناعي: من الخيال العلمي إلى واقع الحياة اليومية

هند الحريري
2025 / 3 / 9

يُعد الذكاء الاصطناعي تطورًا كبيرًا في عالم الشبكة العنكبوتية ، حتى إنه أحدث طفرة نوعية فيها.
الذكاء الاصطناعي هو مجال سريع التطور ويحمل إمكانيات هائلة لتحسين العديد من جوانب الحياة، ولكنه أيضًا يتطلب إدارة دقيقة لضمان استخدامه بشكل مسؤول وأخلاقي.
لقد خرج الذكاء الاصطناعي من مختبرات البحوث وصفحات روايات الخيال العلمي ليصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأصبح استخدامه اليوم ضروريًا من أجل الصالح العام للمجتمع.

في عام 1872، أحدث صموئيل بتلر في روايته "إريوهون" ضجة حول الآلات والدور الكبير الذي ستلعبه في تطوير البشرية ونقل العالم إلى التطور والازدهار.

نشأة الذكاء الاصطناعي

تولد الذكاء الاصطناعي في عام 1966، حينما ابتكر عالم الحاسوب الألماني جوزيف وايزنباوم في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا برنامج "إليزا"، وهو أول تقنية تسمح بمحادثة بين البشر والآلة.
برنامج إليزا هو أول روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي، أُطلق عليه اسم "Chatbot"، وحينها استُخدم للقيام بمهمة معالج نفسي وهمي يحاكي البشر ويتفاعل معهم تمامًا كما يفعل الذكاء الاصطناعي هذه الأيام.

وعلى مر الزمان، كان الذكاء الاصطناعي حاضرًا في الخيال العلمي، فتارة يظهر الفوائد المحتملة التي تعود بالمنفعة الكبرى على البشرية، وتارة أخرى يسلط الضوء على الجوانب السلبية التي تعود منه على أنه العدو الشرس الذي سيتسلط على الحضارة.

في عام 2018، أصبح الذكاء الاصطناعي حقيقة لا خيال. لقد كانت هذه السنة بمثابة النقلة الكبرى للذكاء الاصطناعي، فقد نمت هذه التكنولوجيا بشكل كبير على أرض الواقع حتى أصبحت أداة رئيسية تدخل في صلب جميع القطاعات.

التأثير على سوق العمل

هذا التطور الكبير قد يؤدي إلى فقدان بعض الوظائف لأنه ينجز الكثير من العمل خلال وقت قصير جدًا، خاصة تلك المهام التي تكون قصيرة ومتكررة. إذ إنه سيلغي بعض الوظائف ويخلق وظائف جديدة تتطلب مهارات تقنية عالية في مجالات التطور التكنولوجي والهندسي.
إن الذكاء الاصطناعي اليوم يشكل هيمنة كبيرة جدًا، ويُعد ذا أهمية بالغة في مجال التكنولوجيا الرقمية الحديثة، حيث إن هذه التقنيات تتدخل في مجالات مختلفة في حياتنا العملية وبشكل كبير جدًا.

التحديات الأخلاقية

يشكل الذكاء الاصطناعي تحديات أخلاقية كثيرة، إذ إنه يمكن أن يكون ذا ضرر كبير أو ذا منفعة كبيرة أيضًا. فيمكن للبعض أن يستخدمه بطريقة غير أخلاقية ويسبب أضرارًا، مثل انتهاك الخصوصية. لذلك، هناك حاجة ضرورية لتقديم ضمانات قوية لحماية البيانات ومنع استخدامها بشكل غير أخلاقي، والوقوف ضد الاختراقات والاستخدامات الخبيثة. حيث يمكن أن يتم مراقبة الأفراد أو اختراق بياناتهم الشخصية دون علمهم .

التطبيقات العلمية

يدخل الذكاء الاصطناعي في التطورات العلمية والصحية، إذ إنه يمكن أن يشخص الأمراض من خلال الأشعة السينية والتصوير والرنين المغناطيسي.
ويتدخل أيضًا في علوم البيئة، ويُستخدم في مراقبة التغييرات المناخية وإدارة الموارد الطبيعية مثل المياه والطاقة. ويدخل في علوم الأحياء والجينوم، حيث يسرع في فهم التسلسلات الجينية.
ويدخل أيضًا في الفيزياء، ويُستخدم لمحاكاة الظواهر المعقدة وتحليل البيانات التجريبية. ويتدخل في علوم الحاسوب، حيث يعمل على تحسين الخوارزميات وتعزيز الأمن السيبراني.
ويتدخل أيضًا في العلوم الاجتماعية، حيث يحلل البيانات لفهم الاتجاهات الاجتماعية والاقتصادية. هذه التطبيقات تظهر كيف يسرع الذكاء الاصطناعي الاكتشافات ويفتح آفاقًا جديدة للبحث العلمي.

مستقبل الذكاء الاصطناعي

سيكون الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القليلة القادمة المحرك الأول للتقدم والازدهار في العالم أجمع. بحكم كونه ذا أهمية بالغة في كل أمور الحياة اليومية، ولا يمكن المضي قدمًا دون الاستفادة منه حتى في أبسط أمور حياتنا. لذا، سيشكل في المستقبل القريب سيطرته الرسمية على كل شيء في العالم، وسيكون هو الرقم الأول لإدارة التطورات العالمية في كل المجالات.

وأخيرًا، الذكاء الاصطناعي اليوم هو البوابة الرئيسية للتطور الكبير الذي سيغير المسار العالمي، والذي سوف يحول العالم إلى بيت واحد كل شيء فيه سهل وسريع العمل في عدة ثوانٍ.
تدخله في سوق العمل والاقتصاد، وفي الصحة والتعليم، وكذلك التحديات الأخلاقية التي تشكل أهمية قصوى، ولكن في الوقت نفسه يشكل خطرًا كبيرًا على الأفراد، إذ إنه يهدد باختراق البيانات الشخصية ومراقبتهم بشكل غير قانوني، مما يسبب أضرارًا للأفراد ويجعلهم في حالة من القلق والتوتر المستمر من التهديد الذي يشكله على خصوصيتهم.
وبشكل عام، فالذكاء الاصطناعي هو بوابة العلم وبوابة الجهل، ويعتمد ذلك على كيفية استخدامه.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي