![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
للاإيمان الشباني
2025 / 3 / 9
ليلى خالد
...
ليلى خالد، الناشطة الفلسطينية والمناضلة الشهيرة، وُلدت في 9 أبريل 1944 في مدينة حيفا بفلسطين. عُرفت عالميًا بسبب مشاركتها في عمليات اختطاف الطائرات التي نفذتها الجماعات الفلسطينية المسلحة في عقد السبعينيات، والتي كانت تهدف إلى تسليط الضوء على القضية الفلسطينية ومطالب التحرير. يعتبر اختطاف الطائرات جزءًا من استراتيجية تكتيكية نفذتها جماعات الثورة الفلسطينية في تلك الفترة لتوسيع دائرة الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية.
في 6 سبتمبر 1970، شاركت ليلى خالد في عملية اختطاف طائرة تابعة لشركة «العال» الإسرائيلية، حيث كانت جزءًا من عملية منسقة لخطف ثلاث طائرات في آن واحد. كان هذا العمل جزءًا من الحملة التي شنتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي كانت تسعى إلى تحقيق هدف سياسي يتمثل في الضغط على الدول الكبرى من أجل الاعتراف بحقوق الفلسطينيين. على متن الطائرة التي اختطفت، كانت ليلى خالد برفقة المناضل النيكاراغوي باتريك أرغيلو، الذي كان يحمل اسماً مستعاراً هو «رينيه».
مما يميز عملية اختطاف الطائرة التي قامت بها ليلى خالد أنها لم تكن الحادثة الوحيدة التي شاركت فيها، بل كانت قد شاركت أيضًا في عملية اختطاف طائرة أخرى في وقت سابق، في عام 1969، عندما اختطفت طائرة تابعة للخطوط الجوية الإسرائيلية في رحلة من روما إلى تل أبيب. هذه العمليات، على الرغم من أنها لاقت إدانة من بعض الأوساط الدولية، إلا أنها ساهمت في زيادة الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية وأدت إلى تحركات دبلوماسية على مستوى عالمي.
ليلى خالد لم تكن تقتصر فقط على عمليات اختطاف الطائرات، بل كانت أيضًا رمزًا للمرأة في الحركات الثورية الفلسطينية والعالمية. كانت تستخدم قوتها وشجاعتها لتمثيل المرأة في تلك الحركات وتأكيد أن المرأة يمكن أن تكون جزءًا فاعلًا ومؤثرًا في النضال من أجل الحرية. ما زالت صورتها كمقاتلة مناضلة وشخصية ملهمة للعديد من الشباب الفلسطينيين والعرب الذين يناضلون من أجل حقوقهم وتحررهم.
ومع مرور السنوات، باتت ليلى خالد جزءًا من رمز الثقافة الثورية في العالم العربي وفي أنحاء أخرى من العالم، رغم الانتقادات التي تعرضت لها بسبب استخدام العنف في مسعاها السياسي. لقد تحولت ليلى خالد إلى أيقونة تحفز الكثيرين على التفكير في طرق النضال غير التقليدية في سياقات سياسية معقدة.
أما بالنسبة للآثار المترتبة على تلك العمليات، فقد كانت هذه العمليات بمثابة دعوة للأنظار العالمية لتولي مزيد من الاهتمام بالقضية الفلسطينية. لقد لعبت عمليات اختطاف الطائرات دورًا في لفت الأنظار إلى محنة الفلسطينيين وأدى ذلك إلى تسليط الضوء على ما يعتبره الفلسطينيون ظلمًا تاريخيًا واحتلالًا مستمرًا لأراضيهم.
مع تطور الأحداث، غادرت ليلى خالد بعد ذلك الساحة النضالية العسكرية نحو العمل السياسي. شاركت في عدد من المؤتمرات والفعاليات الدولية التي تخص القضية الفلسطينية، كما عُرفت بنضالها السياسي واستمرارها في حمل رسالتها السياسية على الرغم من تغير الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط.
إلى اليوم، لا يزال اسم ليلى خالد يُذكر في كتب التاريخ كأحد الرموز الثورية التي حاولت، بطريقتها الخاصة، وضع قضية الشعب الفلسطيني على طاولة النقاش العالمي، مما جعلها واحدة من الشخصيات الأكثر إثارة للجدل والتأثير في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |