الرد على عبد القادر جابر

بارباروسا آكيم
2025 / 3 / 8

فيما كنت أمعن النظر وأجيل الفكر في الأيام الخوالي التي انقطعت فيها عنكم

تاركا إياكم في لظى الأشواق ولهيب الحنين
تتأملون وجهي في السماء

إذ كنت أخوض غمار البحث في شؤون دنياكم

وقفتُ على رجل من الموالي يدعى ( عبد القادر بن جابر  ) يرد فيه على أهل الملل و البدع  من النصارى والهندوس واليهود وسائر الملحدين الذين زعموا على غير هدى أن كبير القوم  كان يُرْكَبْ كما ورد في الأثر .

فاسترسل في رده مفندا هذه الأقاويل ذاكرا أصناف أهل الكفر الذين خاضوا في هذا الباطل ثم بنى حجته على أسس أربع

أولها أن الحديث موضوع مكذوب على صاحب الأمر وعلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ،  وقد زعم عبد القادر أن ابن مسعود تبرأ من هذا الحديث مستشهدا بما ورد في صحيح مسلم حيث قال ابن مسعود لم أكن في ليلة الجن مع الزط  .

وثانيها أن القوم الزط لم تكن لهم عورة أو سوءة

وثالثها أن عبد القادر يطالب أهل الكفر والفجور أن يكون تفكرهم فوق السرة .  إذ لا يعني لفظ ( يركبون ) بزعمهم أن هؤلاء الزط قد نالوا من صاحب الأمر فيما يزعمونه زورا وبهتانا

ورابعها أنه عاد ليقول أن الجن ليس لهم سوءات في هذه الواقعة



وبينما كنت أحتسي الخمر وأعبّ المنكر وحيدا فريدا من دون جارية تسليني أو قيان تطربني آكل الخيار المفروم مع اللبن ،

خطر لي أن أبعث اليك جوابي هذا ، لتبصر علمي في  أدب الركوب

فكما يقول الإخوة في ارض العراق ( صريحا لا يُكَنّون ) :
من لا صنعة له ، يلعب بهنه .

اي و ايم الله
فأنا ما رددت عليك لأني ابغضك  ، بل لما في مجلسك من نغمٍ سخيف يقرع الآذان .
فلو ابدلته ببعض أصوات القيان كأم كلثوم و عبد الحليم لعفوت عنك .

أول ما أقول يا صاحبي ، كيف لم يكن لهم سوءة أو عورة و صاحبك يقول ( هنينا ) ؟
فما معنى هنينا ؟
أليس الهن ما يستفحش ذكره ؟
أَلم تسمع قول إحدى سحاقات البصرة :

صفي الهزّ على الهن ... ولا تستعملي المردي (١)
فذا أحلى وذا أشهى ... من القائم كالوتد

و أَما الركوب ، فأسمع وعي هذه المسألة  بين علي بن الجهم وامرأة لقاها ، حتى تفطن أدب الركوب  : (٢)

و قال علي ابن الجهم أَنشدت إمرأة :

قالوا عشِقتُ صغيرةَ فأجبتُهم   أشهى المطيّ إلي مالم يُرْكَبِ
كمْ بين حبة لؤلؤِ مثقوبةِ             نظمتُ و حبة لؤلؤ لم تثقبِ

فأجابتني

إن المطية لا يلذُ ركوبُها        حتى تذلل بالزمام و ترْكبا
و الدُر ليس بنافعِ اربابه  حتى يجمع في النظام و يثقبا

أَما إذا إجتمع ركوب الأرداف مع البوس في الخد فأن هذا يسمى في لسان العرب ب ( نيك رغيف ) و لأ أَظنن إن الزط كانوا يبوسون .

قال الإمام جلال الدين السيوطي في وصف ( نيك رغيف ) : (٣)

فتركب أردافي و أنت تنيكني  و تجمع بين بين النيك و البوسِ في الخدّ
و نيك رغيف القنى ثم غشى                على الوجه جمع فردَ رجلٍ عندى
تُعَلقني حتى تبين حروفهُ                           وترهزُهُ من بعدِ تمكينِ ممتدَّ

الخاتمة :
والله ما خططت كتابي هذا هازلاً ولا عابثاً ، بل سطّرته رهبةً من فساد لسان العرب ، إذ أخشى أن يدرك الناس زمانٌ لا يسمعون فيه إلا رطانة الأعاجم ، ولا يدركون فيه معنى ( نيك رغيف )

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

__________________________________

1.محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء
الراغب الأصفهاني
تحقيق : د. عمر الطباع
الجزء الثاني ، صفحة ٢٩٧
(5) و ممّا جاء في السحق و المساحقات‌
● تفضيل السحق على الجماع‌
الطبعة الأولى ١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
شركة دار الأرقم ابن ابي الأرقم للطباعة و النشر و التوزيع ، بيروت

و قال الأصمعي: كنت في دار الرشيد فخرج على غفلة فقال: أين الأصمعي؟فمثلت بين يديه. فقال: من الذي يقول و لا تستعملي المردى و ما أوّله فقلت هذا شعر لبعض السحاقات بالبصرة و أوّله:

صفي الهزّ على الهن   و لا تستعملي المردي‌ 

فذا أحلى و ذا أشهى   من القائم كالوتد
فضحك و أمر لي بألف دينار.

2.محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء
الراغب الأصفهاني
تحقيق: د. عمر الطباع
الجزء الثاني ، صفحة ٢٢٤
الطبعة الأولى ١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
شركة دار الأرقم ابن ابي الأرقم للطباعة و النشر و التوزيع ، بيروت

3.نواضر الأيك في معرفة النيك
تأليف الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي
تحقيق و تعليق : طلعت حسن عبد القوي
صفحة ١٦٠
دار الكتاب العربي _ دمشق

** وفي لسان العرب في تفسير كلمة لبدا

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً
؛ أَي مُجْتَمِعِينَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَاحِدَتُهَا لِبْدَة؛ قَالَ: وَمَعْنَى لِبَداً يَرْكَبُ بعضُهم بَعْضًا، وكلُّ شَيْءٍ أَلصقته بِشَيْءٍ إِلصاقاً شَدِيدًا، فَقَدْ لَبَّدْتَه؛ وَمِنْ هَذَا اشْتِقَاقُ اللُّبود الَّتِي تُفْرَشُ. قَالَ: ولِبَدٌ جَمْعُ لِبْدَة ولُبَدٌ، وَمَنْ قرأَ لُبَداً فَهُوَ جَمْعُ لُبْدة؛ وكِساءٌ مُلَبَّدٌ. وإِذا رُقِعَ الثوبُ، فَهُوَ مُلَبَّدٌ ومُلْبَدٌ ومَلْبود. وَقَدْ لَبَدَه إِذا رَقَعَه وَهُوَ مِمَّا تَقَدَّمَ لأَن الرَّقْعَ يَجْتَمِعُ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ وَيَلْتَزِقُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ.

لسان العرب
ابن منظور الافريقي
ج٣ ، صفحة ٣٨٧
الطبعة: الثالثة - ١٤١٤ هـ
الناشر: دار صادر - بيروت

_ يقول أَهل العلم أن لا تعارض بين مارواه مسلم و أحمد لأنه كان هناك ليلتان للزط أو الجن ، واحدة حضرها ابن مسعود أما الأخرى فلم يحضرها .
هكذا وجدته في تفسير ابن كثير و سنن البيهقي

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي