شهر رمضان فيه الفقير يهان

صادق جبار حسين
2025 / 3 / 2

مع حلول شهر رمضان ، تبدأ موجة من الغلاء في الأسواق ، حيث يستغل التجار زيادة الطلب على المواد الغذائية ويرفعون الأسعار بشكل غير مبرر. أسعار السلع الأساسية مثل التمور، الأرز، الزيوت ، واللحوم تشهد ارتفاعًا حادًا، رغم أن التكلفة الفعلية لم تتغير . هذا الجشع التجاري يجعل من رمضان شهرًا مرهقًا ماليًا للأسر الفقيرة ومحددة الدخل ، التي تعاني بالفعل من ضغوط اقتصادية طوال العام .
وبدلًا من أن يكون رمضان فرصة لتخفيف الأعباء عن المواطنين ، يتحول إلى موسم استنزاف مالي ، حيث تستغل المتاجر والشركات حاجة الناس عبر إطلاق عروض تسويقية مغرية تدفع المستهلكين لشراء أكثر مما يحتاجونه ، مما يزيد من العبء المالي على الأسر ذات الدخل المحدود .
حيث تشهد الأسواق التجارية في رمضان حركة شرائية غير طبيعية تختلف عن باقي أشهر ألسنة الاعتيادية ، حيث يبالغ الكثيرون في شراء كميات ضخمة من المواد الغذائية ، وكأن الشهر 30 يومًا من الولائم المتواصلة. تمتلئ الموائد بأصناف متعددة من الطعام ، يُلقى جزء كبير منها في القمامة بعد ساعات قليلة.
الإحصائيات تشير إلى أن نسبة الهدر الغذائي ترتفع بشكل مخيف في رمضان ، حيث تتخلص الأسر من كميات هائلة من الطعام الصالح للأكل في وقت يعاني فيه الملايين من الجوع وعلى الرغم من حملات التوعية والخطب الدينية التي تدعوا إلى ترشيد الاستهلاك ومساعدة المحتاجين ، إلا أن نمط الاستهلاك المفرط لا يزال مترسخًا لدى الكثيرين ، مما يحوّل رمضان إلى شهر للإفراط بدلًا من الاعتدال وعيش حياة الفقراء .
في الوقت الذي ينفق فيه البعض ببذخ على الطعام والولائم ، يواجه الفقراء صعوبة في توفير احتياجاتهم الأساسية. ارتفاع الأسعار يضاعف معاناة الأسر ذات الدخل المحدود من موظفين بسطاء او عملة يكسبون قوت يومهم بالأعمال اليومية ، التي تكافح لتوفير وجبة إفطار متواضعة. في كثير من الأحيان يعتمد هؤلاء على التبرعات والموائد الخيرية ، التي لا تكفي دائمًا لسد احتياجاتهم طوال الشهر.
الهوة بين الطبقات تتسع في رمضان ، حيث يظهر التناقض الواضح بين موائد الأثرياء الفاخرة وموائد الفقراء التي لا تحتوي إلا على الحد الأدنى من الطعام. ومع تراجع ثقافة التكافل الاجتماعي الفعلي، يزداد العبء على الفقراء الذين يجدون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الغلاء دون أي دعم كافٍ.
رمضان كما يعيشه الكثيرون اليوم أصبح شهر الغلاء الفاحش والإسراف في الطعام واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء إضافة إلى انتشار التوتر وسوء المعاملة. بدلًا من أن يكون فرصة لتحسين السلوك تحول إلى فترة تعكس أسوأ عادات الاستهلاك والاستغلال والجشع .
فإلى متى يستمر هذا النمط ومتى يصبح رمضان شهرًا عادياً بلا أعباء إضافية على الفقراء والمجتمع ؟

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي