![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
كاظم حسن سعيد
2025 / 2 / 28
تمر اليوم ( 28 فبراير) الذكرى 23 لرحيل الشاعر الرائد محمود البريكان في جو ملفع بالاهمال والجحود.
حدثني البريكان عن كتابه عن الرازي(250 ه-864ه) وهو قد نجا من الضياع لانه ما يزال بحوزة نجله ماجد، ولم انجح باقناعه ليصدر منقحا...لانه اجل فكرة سفرنا الى السعوديه لجلب نتاجات ابيه التي ظهرت بعدما ما تعبنا من البحث عنها لسنوات.
وقد تم الحصول عليها بعد جهد مضن واتصالات مع اقرباء البريكان في السعودية.
قال لي البريكان انه لم يجر تحديث لكتابه حتى بعدما ظهرت رسائل فلسفية بتحرير المستشرق كراوس بول.
واتوقع ستصدر قريبا اعماله الشعرية عبر وزارة الثقافة.
صعب علي ان افسر هذا التجاوز لذكرى رحيل اهم شاعر عربي رائد..لقد قاتل مع اقرانه كصديقه السياب تلك الاحجار العتية التي حاولت مستقتلة ان تعرقل مجرى الحداثة،وكان لفقر الدم في روح الثقافة وعزوفه عن النشر اهم عوامل الاهمال لمكانته.
في مثل هذا اليوم كنت اشد الناس حزنا فقد وصل منزلي نجله ماجد واخبرني بحادثة مقتله فقلت له من قتله من اقربائك( فلان؟) : قال نعم.
وقصدت المأتم في الزبير ولاول مرة وجدتني هناك اجهش بالبكاء..وبقيت اردد قول رامبو ( اه. .حتى ما من يد صديقة).
واكرر قول انجلز في تابين صديقه ماركس ( سيخلد اسمه على مر العصور).
حول الرازي...
( ومما يُدلل على ذكائه أن غلاما من بغداد قدم الري وكان ينفثُ الدم من فمه ولا يعرف مرضه، وكان لحقه ذلك في طريقه، فاستُدعي أبو بكر الرازي الطبيب المشهور بالحذق، صاحب الكتب المصنفة، فأراه ما ينفث ووصف له ما يجد، فأخذ الرازي مجسّه، ورأى قارورته واستوصف حاله منذ ابتداء ذلك به، فلم يقم له دليل على أنه مريض سُل ولا قرحة، ولم يعرف العلة، واستنظر الرجل لينظر في الأمر، فقامت على العليل القيامة وقال: هذا أيأس لي من الحياة لحذق الطبيب وجهله بالعلة، فازداد ما به من الألم، فعاد الرازي إلى المريض فسأله عن المياه التي شربها في طريقه، فأخبر أنه شرب من مستنقعات وصهاريج، فعلم الرازي بشدة ذكائه أن عَلَقَة كانت في الماء وقد حَصَلَت في معدته، وأن ذلك الدم مِن فعلها.
وقال له: إذا كان في غد جئتك فعالجتُك ولم أنصرِفْ حتى تبرأ، ولكن بشرط أن تأمرَ غلمانك أن يطيعوني فيك لما آمرهم، فقال: نعم؛ فانصرف الرازي فجمع ملء وعائين كبيرين من الطحالب فأحضرهما في غد معه فأراه إياهما وقال له: ابلع، فقال: لا أستطيع، فقال للغلمان: خذوه فأنيموه، ففعلوا به ذلك، وطرحوه على قفاه وفتحوا فاه، وأقبل الرازي يدسّ الطحلب في حلقه ويكبسه شديدا ويسأله ببلعه ويهدده بأن يُضرب، إلى أن أبلَعه كارها أحد الوعائين بأكمله، والرجل يستغيثُ فلا ينفعه مع الرازي شيء، إلى أن قال المريض: الساعة أقذف "القيء"، فزاد الرازي في ما يكبسه في حلقه، فذرعه القيء فقذف، فتأمل الرازي قذفة فإذا فيه عَلقَة (ديدان)، وإذا هي لمّا وصل إليها الطحلب قربت إليه لتتغذى عليه وتركت موضعها، والتفت على الطحلب ونهض المريض معافى!
قدّم لنا ريتشارد وولزر (Rıchard Walzer) أحد أهم مؤرخي الفلسفة العربية رأيه في الرازي قائلا: "إننا نشعر عند قراءة كل سطر كتبه الرازي بأننا أمام فكر عال، ورجل يعرف قدره الخاص دون أن يؤدي به ذلك إلى الغرور.).
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |