![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
صادق جبار حسين
2025 / 2 / 19
لقد كان لعدد من رجال الدين الشيعة دور مؤثر في الأحداث السياسية والاجتماعية التي مرت بها العراق منذ تاسيسه الى يومنا هذا ، وتنوعت آراؤهم بين أولئك الذين عملوا على توجيه الشعب نحو التغيير والإصلاح ، ومنهم من كان له تأثير مدمّر في ظل تدخلاتهم في السياسة والأحداث التي أسهمت في تعميق الانقسامات الطائفية. وفيما يلي بعض أبرز رجال الدين الشيعة الذين يُنسب إليهم دور مؤثر في تدمير العراق وتفاقم أزماته وتدهوره على جميع الأصعدة :
1. الخميني
- يُعد الخميني أحد الشخصيات الأكثر تأثيرًا في تاريخ العراق الحديث ، رغم أنه كان إيرانيًا ألا ان ثورته الإسلامية ورغبة في تصدير ثورته ألى دول المنطقة وفي مقدمتها العراق وتأثر شريحة كبيرة من شيعة العراق به وما جرته من حرب طاحنة لمدة 8 سنوات ولم تنتهي تاثير تلك الأفكار بل زاد تاثيرها بعد سقوط النظام العراقي في 2003 ، حيث تم تبني أفكار الخميني المتعلقة بالحكم الإسلامي تحت ولاية الفقيه في العراق من قبل بعض الشخصيات السياسية الشيعية ، مما أدى إلى تزايد النفوذ الإيراني في العراق وأصبح تحت الاحتلال الإيراني . هذه التدخلات أسهمت في إضعاف السيادة العراقية وأدت إلى زيادة التوترات الطائفية وكادت ان تؤدي الى حرب طائفية بين العراقيين .
2. محمد باقر الصدر
- يعتبر الصدر أحد أبرز العلماء الشيعة الذين أسسوا الفكر السياسي الشيعي المعاصر . بالرغم من أنه كان يعتبر رمزًا للمقاومة ضد الديكتاتورية البعثية في العراق ، إلا أن بعض أفكاره حول حكم الشريعة والسياسة الدينية في الدولة العراقية قد أسهمت في ظهور الاتجاهات التي ساهمت في تهديد النظام السياسي بعد سقوط صدام حسين . وكان لاتباعه دور في تعزيز فكرة الحكم الشيعي العابر للطوائف والذي تحول فيما بعد إلى أداة لزيادة الاستقطاب الطائفي والتوتر في العراق .
3. علي السيستاني
- يُعد السيستاني أحد أكبر مرجعيات الشيعة في العراق اليوم وله دور كبير في تحديد مسارات السياسة في العراق بعد 2003. بالرغم من أنه معروف بتجنب التدخل المباشر في السياسة ، إلا أن مواقفه والتوجيهات التي أصدرها في فترات مختلفة كانت تؤثر في تشكيل الحكومات العراقية . بعض مناصريه اتهموه بأنه دعم توجهات سياسية ودينية أسهمت في تمزيق النسيج الوطني وتهميش القوى المدنية ، كذلك فتواى الجهاد الكفائي التي اطلقها بعد غزو داعش للعراق والتي كانت ذريعة من اجل خلق مليشيا الحشد الشعبي الذي أصبح أداة لقمع المواطنين الأبرياء وأداة تابعة الى الحرس الثوري الإيراني .
4. محمد صادق الصدر
- كان محمد صادق الصدر، والد مقتدى الصدر، شخصية محورية في التسعينيات في العراق . وقد لعب دورًا في نشر أفكار "الشيعة السياسية"، التي أسهمت في زيادة تطور الخطاب الشيعي في العراق . ورغم كونه رمزًا للمقاومة ضد النظام البعثي ، إلا أن العديد من سياساته وأفكاره ساهمت في تعزيز الانقسامات الطائفية بعد موته ، خاصة مع تبني بعض أتباعه العنف والتحريض الطائفي .
5. مقتدى الصدر
- يُعد مقتدى الصدر من الشخصيات المثيرة للجدل في العراق اليوم . هو الزعيم الديني والسياسي الذي أسس التيار الصدري مستفيدًا من أسم أبيه ، وأدى دورًا بارزًا في قتال القوات الأمريكية بعد عام 2003 . على الرغم من أنه أعلن في أكثر من مرة عن موقفه ضد الفساد ومطالبته بإصلاح النظام السياسي في العراق ، فإن تدخلات مليشياته المسلحة مثل "جيش المهدي" في السياسة والأمن العراقي قد أسهمت في خلق بيئة من العنف والفوضى ، مما أدى إلى تدهور الوضع الأمني وزيادة الصراع والاقتتال الطائفي .
6. محمد علي الطالقاني
- كان الطالقاني أحد رجال الدين البارزين في العراق الذي دعم التغيير الاجتماعي والسياسي في فترة ما بعد الثورة الإسلامية في إيران . ومع أن تأثيره كان أكثر في إيران ، إلا أن العديد من أفكاره قد تم تبنيها في العراق ، خاصة من قبل بعض الجماعات الشيعية التي كانت تسعى إلى الهيمنة السياسية عبر الجماعات المسلحة.
7- عمار الحكيم هو أحد الشخصيات الشيعية البارزة في العراق وله دور كبير في السياسة العراقية منذ سقوط النظام العراقي في 2003 وهو ابن محمد باقر الحكيم الذي كان من أبرز القيادات الشيعية في العراق ومؤسس "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق" عمار الحكيم ورث هذه القيادة بعد مقتل والده في تفجير استهدفه في عام 2003
عمار الحكيم كان أحد الشخصيات الشيعية التي أسهمت بشكل رئيسي في تشكيل الحكومات بعد 2003 . من خلال المجلس الأعلى الإسلامي ، شارك في التحالفات السياسية مع أحزاب شيعية أخرى مثل حزب الدعوة وتيار مقتدى الصدر . هذه التحالفات ساعدت في تشكيل الحكومات العراقية المتعاقبة ، التي كانت في بعض الأحيان تخضع للتأثيرات الإيرانية ، ما أسهم في تزايد النفوذ الإيراني داخل العراق .
مما أسهم في تعزيز الانقسام الطائفي بين السنة والشيعة. خطابه السياسي في بعض الفترات كان يعكس توجهات شيعية قوية تركز على حقوق الطائفة الشيعية في الحكم ، مما ساهم في تصعيد العنف الطائفي في العراق .
على الرغم من أن بعض رجال الدين الشيعة في العراق قد سعوا لتحسين أوضاع الشعب العراقي ، إلا أن تدخلاتهم السياسية ، خصوصًا من خلال دعم المليشيات المسلحة ، ساهمت في زيادة الاستقطاب الطائفي وزعزعة استقرار الدولة العراقية . تلك التدخلات عملت على تعزيز الفوضى السياسية وتقوية النفوذ الإيراني ، مما ساهم في تفاقم الأزمات الداخلية والإقليمية التي شهدها العراق بعد 2003 .
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |