![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
عصام محمد جميل مروة
2025 / 2 / 16
رأينا منذ ظهر يوم الخميس تقاطر اعداداً من ابناء واحفاد بيئة المقاومة اللبنانية الخارجة من آتون النزاع الدائم الذي تفرضه الحسابات على عدة اصعدة واعنفها أبعاد سياسية عقيمة فيما اذا سردنا نظرية مشروعية المقاومة في إستمرارها و انكفائها على أسس مشاعر وطنية لبنانية جنوبية متجذرة بعمقها المترابط مع ابناء بعلبك والهرمل والبقاع الغربي والاوسط والشمالي ، صورة خالصة بعد الانكسار الذي مررهُ كثيرون وروجوا بأسلوب سلبي عن فقدان مقدرة البيئة في مواجهة النظام اللبناني الذي أطل علينا على انقاض هزيمة محور المقاومة كما أُشيع وربما يجرنا القول علناً لرؤية الشهيد القائد السيد حسن نصرالله في اخر اطلالته وكان يُشيرُ بسبابتهِ المعهودة موجهاً انذاراً الى اعداء الامة في الداخل قبل الخارج عن اوهام حصار المقاومة وهزيمتها وركنها بعيداً عن القيام بواجباتها الانسانية والوطنية الجهادية الخالصة في التصدي للكيان الصهيونى الغاشم الذي يُمارس ابشع الجرائم بحق ألشعب الفلسطيني الاعزل ويُمارس التسلط تحت غطاء قوات الامم المتحدة عبر تهديدات مباشرة للبنان ومقاومته التي مرغت انوف زعماء بني صهيون غداة طردهم في شهر ايار عام 2000 من جنوب لبنان دون قيدٍ او شروط مكتوبة تُذكر !؟. وكان ذلك غائباً عن سُدة الرئاسة اللبنانية والجيش اللبناني وكُلنا نشهد تلك اللحظات التي اوقعت الداخل اللبناني في تعثر غير مسبوق لقراءة دور ونفوذ المقاومة طيلة ربع قرن من الزمن !؟. الى هذه اللحظات المؤثرة في تدوين تحول حالة التخبط لإدارة الازمات بعد غياب قائد المحور الشهيد حسن نصرالله . وبداية عهد جديد مهدت لَهُ اللجنة الخماسية التي صَوَّرت وما زالت ان نهاية تهديدات المقاومة باتت مكشوفة بعد انهزامها منذ توقيع اتفاق وقف اطلاق النار على جبهة الجنوب في 27 تشرين الثاني 2024 الماضي مروراً بعملية تحضير انتخاب رئيس للجمهورية ، التي تحولت بقدرة قادر على ارسال وحدات من الجيش اللبناني لإحلال مكان ابناء ألشعب اللبناني في القري المواجهة وتثبيت نظرية قرار 1701 و 1559 الذي يُريح العدو والمستوطنات !؟. وان كان اكثر البحث فجاجة في ابعاد ذوى ابناء البيئة لِما وراء وخلف نهر الليطاني على مسافة 15 كلم حرصاً وشرطاً لعودة فتح المستوطنات اليهودية الصهيونية لشمال فلسطين المحتلة.
حماقات إرتكاب اخطاء مكشوفة عملت المخابرات الامريكية والاسرائيلية في إخضاع الجيش اللبناني للتصدي المباشر للمئات من اهالي وابناء واحفاد بيئة المقاومة الشريفة اللذين توجهوا الى قاعات إستقبال ذويهم "" القادمون من طهران "" ، على متن خطوط الطيران الايراني ، ولكن الصدمة كانت فاجعة وفضيحة مدوية عندما تسرب الى الجمهور تأخر اقلاع الطائرة لا بل إلغاء الرحلة من مطار طهران ، لأسباب قالت عنها "" وكالة الصحافة الفرنسية - أ ف ب "" ، انها مفاجأة حينما تلقى الرئيس جوزيف عون بلاغ تهديد مباشر لقصف مطار بيروت الدولى اذا ما حطت الطائرة الايرانية التي تنقل امولاً ضخمة لدعم وتسليح حزب الله ، "" ، يا للهول انها صاعقة السقوط الاولى لفخامة ألرئيس الذي وصل على بقايا المقاومة الى قصر بعبدا "" . عواقب البيانات سوف تأخذ حيزاً كبيراً وسلبيا لهذا العهد العاجز عن رفض وصايا الانتداب الفرنسي الامريكي السعودي المصري القطرى ، في إستهانة وتقبل التحريض ضد شريحة كبيرة من المكونات الاساسية للشعب اللبناني الذي عاني ويُعاني الامرين بسبب افعال شنيعة تأسست مع بداية احتلال فلسطين . وكان اهالي الجنوب يرفضون تلك المهالك منذ اليوم الاول ، فكان صوت الرصاص هو الفاعل الاول والاساسي لردع إسرائيل رغم إغماض عيون الجمهورية اللبنانية التي تأسست لرغبة في نفس سايكس وبيكو لتقسيم وتجزيء تركة الإمبراطورية العثمانية البائدة .
كما وجه رئيس الحكومة اللبنانية معالى دولتهِ القاضي نواف سلام تهديداً اقوى واعنف من تغريدات افخاي ادرعي بعد القيام بإتصالات مع المعنيين في تأمين سلامة طريق المطار وعدم الاكتراث الى التهديدات المباشرة المدموغة بأختام امريكية اسرائيلية وصلت عبر السفيرة الاميركية من "" ولاية مقاطعة عوكر - ليزا جونسون العارفة المحرضة على كل صغيرة وكبيرة في كيفية دق وتعميق الاسفين ما بين العهد الجديد بمواجهة بقايا حزب الله وبيئته المهزومة "" .
ثَبُت يقينًا أن المقاومة مطلوب إزاحتها بعد تيهان البوصلة على حد تعبير خبراء التوقعات لمخاطر ابعاد إغتيال السيد حسين نصرالله الذي كان يعرف من أين تُأكل كتف الجمهورية اللبنانية التي تتجه نحو الانحدار في توسيع رقعة السلام المرتقب لمعاهدة إستسلام مع شروط الكيان الصهيونى الذي يحظي بدعم دولي وعربي غير مسبوق بعد تعويم نظرية التطبيع تحت ظلال بوارد الشرق الاوسط الجديد .
موجة خاطئة ضد الثنائي المقاوم بدأت بوادرها منذ اللحظة الاولى لخطاب القسم المبتور تحت قبة البرلمان ، كما سماه كثيرون كونه دقق في حصر السلاح داخل مؤسسة الجيش اللبناني ، الذي تم وعدهِ في إنقاذهِ بعد العجز المالي الذي نتج غداة زعزعة الاستقرار السياسي المدعوم من السفارات في ثورة تشرين عام 2019 التي غيرت الصورة النمطية لفقدان الجيش ونظرته الآحادية لحماية مؤسسات الدولة داخل تقوقع الثكنات العسكرية ضمن منطقة جبل لبنان وكسروان قبل اي منطقة اخرى ، ورغم التهديدات الاسرائيلية للجنوب لم يكن هناك مواقع فاعلة للجيش اللبناني .
الان بعد فوضي منظمة قادتها الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل بموافقة الجمهورية اللبنانية العاجزة في ادراكها معنى التصدي والالتحام غير اللائق ضد المحتجين على فرض قوانين جديدة لمنع التواصل مع الجمهورية الاسلامية الايرانية التي بدورها نددت بتلك التصريحات الفضفاضة التي قد تودي الى زعزعة الاستقرار داخل بيئة المقاومة بعد المنع المشبوه لعودة المسافرين من طهران الى بيروت .
هناك اخطاء جسيمة وكلنا نُدرك مدي خطورة التعرض لسيارات الامم المتحدة التي كانت مصادفة بعد مرورها على طريق المطار ، وكان حزب الله ندد بتلك الهجمات الناتجة عن فوضي شعبية قد تتطور بعد مرور ثلاثة ايام متتالية .
التساؤل الاكبر يبقى حول انتشار وحدات من الجيش اللبناني واستخدام القنابل الدخانية بوجه المعترضين قد يُعيدُنا الى عام 1993 عندما قررت حكومة رفيق الحريري حصر السلاح ضمن اتفاق الطائف الذي لم يناقش قضية الإحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان .
فلذلك هناك توقعات كبيرة تقع على عاتق الدولة في تحمل اعباء وعودها من جهة اعادة البناء وحفظ كرامة بيئة المقاومة.
وهناك رسالة اخطر بكثير عندما يعتبر المجتمع اللبناني ان المقاومة الى زوال بعد سلسلة هزائم.
حذارى من الاملاءات المبطنة التي يُمررها العهد الجديد رغبة لإرضاء اعداء الشعب اللبناني على الاقل بيئة المقاومة التي سوف تتعافى رويداً - رويداً بعد الجراح الكبرى المؤثرة . وسوف يكون رد بيئة المقاومة واضحاً ساعة تششيَّع جثمان الشهيد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي يُعتبرُ رمزاً وطنيا لا يُمكن تجاوز افكاره وطموحاته التاريخية في تفعيل المقاومة وردع عدوان صهاينة العصر.
عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في 16 شباط - فبراير / 2025 / ..