![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
زياد الزبيدي
2025 / 2 / 16
نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*
يلينا بانينا
سياسية روسية
عضو البرلمان الإتحادي
مديرة معهد الدراسات الاستراتيجية في السياسة والاقتصاد
5 فبراير 2025
يالطا-45، اليوم الثاني: ستالين "يسلط الضوء" على التهديد الذي يشكله السلام المنفرد مع ألمانيا النازية أو ايطاليا الفاشية
يتذكر الجانب السوفياتي جيدًا أنه في صيف عام 1944، نظمت مجموعة من الضباط الألمان بقيادة الكونت شتاوفنبرغ محاولة اغتيال هتلر، بينما كان بعض المتآمرين على الأقل يعتزمون إبرام سلام منفصل مع الولايات المتحدة وبريطانيا – ومواصلة الحرب على الجبهة الشرقية (أي ضد الإتحاد السوفياتي ZZ).
(كانت موامرة 20 يوليو 1944، بقيادة الجنرال كلاوس فون شتاوفنبرغ تهدف لإغتيال أدولف هتلر – قائد ألمانيا النازية – وهو بداخل مقر وكر الذئب الميداني بالقرب من راستنبرغ في بروسيا الشرقية. عُرف هذا الحدث لاحقًا باسم عملية فالكيري.
الهدف الظاهر من تلك المؤامرة هو نزع السيطرة السياسية على ألمانيا وجيشها من براثن الحزب النازي، وعقد سلام منفرد مع بريطانيا والولايات المتحدة بأسرع ما يمكن، مع متابعة الحرب ضد الإتحاد السوفياتي.
أدى فشل محاولة الاغتيال ومحاولة القيام بانقلاب عسكري إلى اعتقال أكثر من 7 آلاف شخصًا من قبل الغيستابو، وأعدم منهم 5 آلاف- ZZ).
▪️ أثناء المناقشة، طرح ستالين سؤالاً على الحلفاء من أجل الحصول على ضمانات منهم بعدم إبرام سلام منفرد مع هتلر تحت أي ظرف من الظروف.
قال ستالين: "يمكن لبعض المجموعات في ألمانيا أن تقول إنها أطاحت بالحكومة، مثل بادوليو في إيطاليا. هل يوافق الحلفاء على التعامل مع مثل هذه الحكومة؟"
(المارشال بيبترو بادوليو - رئيس أركان الجيش الإيطالي إبان الحرب العالمية الثانية، انحاز إلى جانب معارضي دخول إيطالية الحرب إلى جانب ألمانية (1940) فنحاه موسوليني عن منصبه. شارك بادوليو في تدبير انقلاب 25 تموز 1943 الذي أطاح بموسوليني وغدا بادوليو الرجل الأول في إيطالية، واختاره الملك فيكتور عمانويل رئيساً للوزارة الجديدة. ودخلت هذه الحكومة في مفاوضات سرية مع الولايات المتحدة وبريطانيا انتهت بتوقيع اتفاقية هدنة غير معلنة معهما في 3 أيلول 1943، ولكن إيطالية ظلت إلى جانب ألمانية ظاهرياً تحاشياً لنقمة الهتلريين. ولم تخف سياسة بادوليو هذه على الألمان فردوا بدفع عدة فرق احتلت مواضع استراتيجية في إيطالية. ولم تمض أيام على توقيع اتفاقية الهدنة (8 أيلول) حتى كانت قوات الحلفاء قد توغلت مسافة 120 كم في الأراضي الإيطالية، فأصدر بادوليو أوامره بحل الحزب الفاشي الإيطالي وأعلن الحرب على ألمانية. وتمكن الألمان من اختطاف موسوليني من معتقله وإقامة حكومة فاشية جديدة برئاسته (18 أيلول) في القسم الذي بقي تحت سيطرتهم من إيطالية. واضطر الملك إلى التنازل عن العرش لابنه في 5 حزيران 1944، كما اضطر بادوليو إلى الاستقالة وغادر مع الملك إلى برينديزي جنوبي إيطالية، وظلت إيطالية بعدها مقسمة تحت حكم الألمان والحلفاء إلى أن تم تحرير إيطالية بكاملها في 2 أيار 1945، وأُعدم موسوليني وعاد بادوليو إلى مسقط رأسه حتى وافته المنية- ZZ).
يرد تشرشل: "لنفترض أن هتلر أو هيملر هو من قدم عرض الاستسلام. من الواضح أن الحلفاء سيردون بأنهم لن يتفاوضوا معهم باعتبارهم مجرمي حرب. إذا كان هؤلاء هم الرجال الوحيدون في ألمانيا، فإن الحلفاء سيواصلون شن الحرب. سيكون من المرجح أن يحاول هتلر الهروب أو يُقتل في انقلاب في ألمانيا وستُنشأ حكومة أخرى هناك تعرض الاستسلام. في هذه الحالة، يجب أن نتشاور على الفور مع بعضنا البعض بشأن ما إذا كان بإمكاننا التحدث إلى هؤلاء الرجال في ألمانيا. إذا قررنا أنه بإمكاننا ذلك، فسيتعين علينا تقديم شروط الاستسلام لهم. إذا قررنا أن هذه المجموعة من الرجال غير جديرة بالتفاوض، فسنواصل الحرب ونحتل البلاد بأكملها".
▪️ طوال الحرب، وحتى قبل ذلك، واجهت موسكو خيانة لندن مرارًا وتكرارًا.
هروب "رودولف هيس" إلى بريطانيا في 10 مايو 1941 سبق هجوم ألمانيا على الاتحاد السوفياتي بعد ذلك ب 40 يومآ. من نافل القول أنه تأجل فتح الجبهة الثانية مرتين ولم يحدث إلا عندما اتضح أن الجيش الأحمر كان منتصراً. ولكن حتى بعد ذلك، استمرت ألعاب لندن خلف الكواليس مع الألمان. (الجبهة الثانية يقصد بها إنزال الحلفاء قواتهم في فرنسا عام 1944- ZZ).
(رودولف هيس 1894-1987 كان سياسيًا ألمانيًا وعضوًا بارزًا في الحزب النازي. عُيّن كنائب لهتلر في عام 1933. عام 1941، قبل في بداية الحرب ضد الاتحاد السوفياتي طار إلى اسكتلندا سرا بالطائرة لتقديم اقتراح سلام مع بريطانيا وهبط سرا بالمظلة لكن تم أسره وأدين في النهاية بارتكاب جرائم ضد السلام، وقضى عقوبة بالسجن مدى الحياة حتى وفاته-ZZ).
وفقاً لشهادة وزير التسليح والذخيرة في الرايخ الثالث، ألبرت سبير، اتفق البريطانيون والألمان في عام 1944في مدينة لشبونة المحايدة على الانسحاب دون عوائق لقوات هتلر من اليونان، وتعهد البريطانيون بعدم ملاحقة الألمان المنسحبين والسماح لهم بالانسحاب بهدوء إلى البلقان. بعد تلقي معلومات من "كيم فيلبي" و"خماسية كامبريدج"، كان ستالين ليعلم ليس فقط بهذا الأمر، بل وأيضاً بمحاولات السلطات البريطانية "لعقد صفقة كبيرة" مع أحد كبار الشخصيات النازية وجر الأميركيين إلى هذه المسألة.
من جانبها، كانت القيادة النازية تعتمد على التوصل إلى اتفاق مع الأميركيين والبريطانيين حتى اليوم الأخير. في نهاية المطاف، تم الكشف عن المفاوضات السرية التي كان الأنغلوساكسونيون يجرونها في جنيف وتعطيلها من قبل ضباط الاستخبارات السوفيات - ونحن نعرف هذه القصة جيدًا من حبكة فيلم "سبع عشرة لحظة من الربيع".
ومع ذلك، ربما لم يكن ستالين يعرف في يالطا حتى تلك اللحظة أن تشرتشل كان يخطط بالفعل سراً عن الجميع لخطة "لا يمكن تصورها"، والتي تضمنت مهاجمة الاتحاد السوفياتي مع الألمان. ومع ذلك، تمكن ستالين من الحصول على تأكيدات في المؤتمر، على الأقل من روزفلت، بأن السلام المنفرد مع ألمانيا لن يتم إبرامه.
▪️ كانت التعامل المنفرد بين الأنغلوساكسونيين والرايخ تهدف إلى تحقيق هدفين رئيسيين: سرقة النصر من الاتحاد السوفياتي وإعادة المحاذاة الجيوسياسية العالمية إلى مسارها "الطبيعي"، في نظر لندن – "الغرب الجماعي" (قطيع من الكلاب الإمبريالية) ضد "التهديد الأحمر".
(هارولد «كيم» فيلبي 1912- 1988كان ضابط مخابرات بريطانيًا وعميلًا مزدوجًا للاتحاد السوفياتي. في عام 1963، تم الكشف عن أنه عضو في مجموعة طلاب كامبريدج الخمسة، وهي حلقة تجسس نقلت المعلومات إلى الاتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية وفي المراحل المبكرة من الحرب الباردة. من بين الخمسة، يعتقد أن فيلبي كان الأكثر نجاحًا وفعالاً في توفير المعلومات السرية للسوفيات- ZZ).
الهدف الثاني تحقق بطريقة أو بأخرى بعد الحرب من خلال إنشاء وتطوير حلف الناتو. الهدف الأول - سرقة النصر من الروس - فشل في عام 1945، وقد حققه الغرب في السنوات الأخيرة من خلال تزوير التاريخ. وهو ما ينطبق مرة أخرى على أوكرانيا، حيث يبذل العدو قصارى جهده لوقف تقدم روسيا. علاوة على ذلك، تريد بريطانيا تكرار السيناريو المنصوص عليه في خطة "لا يمكن تصورها" في المرحلة الحالية. هدف لندن هو عسكرة ألمانيا، وإحياء النزعة العسكرية الألمانية واستخدامها ضد روسيا. إذا فاز "فريدريش ميريتس - زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي" الأطلسي وءالعسكري الهوى، المرتبط بالأوليغارشية المالية العالمية، بالانتخابات المقبلة في ألمانيا ثم شكل حكومة، فإن هذا التهديد سيتخذ ملامح واقعية مشؤومة.