![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
أحمد رباص
2025 / 2 / 16
الكل يعرف أن حميد المهدوي ومحمد تحفة كانت تربطهما صداقة وثيقة بحكم المنشإ والمهنة. كلاهما مغربي، الأول ينحدر من مدينة صغيرة تدعى الخنيشات (إقليم سيدي قاسم)، فيما الثاني من مدينة الخميسات. لكن في غضون سنة ونيف، انقلب الود بينهما إلى عداء، بعد أن شوهدا على شاشات الهواتف وهما يرتشفان كؤوس الشاي في جو عائلي مشترك تحت سقف منزل المهداوي.
قلما تقام، لسبب من الأسباب، القطيعة بين صديقين مغربيين، حتى نترك الجنس الآخر بسلام، دون أن تتحول أسرارهما إلى سلاح. والحق يقال أن صاحب قناة "بديل" لاذ بالصمت أملا في أن يهدي الله تحفة ويكف عن الكلام اللامباح، لكن الأخير صار يخرج على قناته كل يوم بلايفات يستحيل ألا يذكر فيها أشياء "مخجلة" عن صديقه القديم الذي تلقى/يتلقى سهاما يتم تسديدها إليه انطلاقا من مكان يقع في ما وراء المحيط في إطارة حملة تشهيرية شعواء.
خلال الأيام الأخيرة، خرج المهداوي عن صمته، وعبر قناته التي يدعي أنها أصبحت قناة الشعب المغربي برمته مع أن قليلين هم من يحضرون لاستقباله لدى خروجه من بناية المحكمة، حكى كيف أنه ذهب عند وكيل الملك ليسأله عن مآل الشكاية التي أدلى بها قبل أيام ضد المشتكى به تحفة. لكنه تفاجأ بعدم تفعيلها بعد، خاصة وأن صاحب دعوته منهمك في حزم حقيبته استعدادا لامتطاء الطائرة في اتجاه أمريكا. واستنادا إلى روايته، فقد حاول المسؤول طمأنته بحتمية عودة المشتكى به إلى البلاد.
وهنا وقف حمار الشيخ في العقبة. لم يقل المهدوي ربع كلمة ولم ينبس ببنت شفة عن الجهة التي عملت على تأجيل استدعاء اليوتوبر تحفة لمساءلته عن التهم الموجهة إليه، مع علمه بتلك الجهة علم اليقين.
لا أظن أن المهدوي لا يتابع لايفات تحفة. ومن هذه المقدمة الافتراضية أستنتج أنه يعرف لماذا تحدث خصمه عبر قناته عن قضية مهدي الحجاوي التي انفجرت قبل أيام، محاولا التقليل من شأنه في أجهزة المخابرات المغربية، مع أن هناك أدلة ملموسة تثبت المكانة المرموقة التي كان يحتلها هذا الرجل ضمن تلك الأجهزة.
كما لا أشك في استماع مول قناة "بديل" لما قاله علي المرابط، صديقه الذي تخاصم معه كذلك، عن الحجاوي الغابر/الظاهر، نافيا جملة و تفصيلا رواية اليوتوبر الفكاهي دون ذكره بالاسم، موضحا لفائدة من حاول تبخيس مكانة وقيمة ابن الجنرال.
بعد هذا كله، هل يبقى للمهدوي وجه ليدعي بأنه صحافي شجاع؟ وفي ظل استنكافه عن قول الحقيقة، ألا يكون قد خان الميثاق الضمني الذي يلتزم به أمام جمهوره؟..
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |