ملك الأردن ألطفل ألخائب أمام ترمپ

ثائر ابو رغيف
2025 / 2 / 12

في ليلة البارحة 11 فبراير 2025، اجتمع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ في البيت الأبيض، في لقاء وُصف بأنه "متوتر" و"محفوف بالمخاطر". جاء هذا اللقاء في ظل تصاعد الخلافات حول مقترحات ترمپ المثيرة للجدل بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة وإعادة توطينهم في دول مجاورة، بما في ذلك الأردن. هذه المقالة تشرح كيف تحول هذا اللقاء إلى مشهد يظهر فيه الملك الأردني وكأنه "طفل خائب" أمام ترمپ، وكيف عكس ذلك التوترات الجيوسياسية العميقة بين البلدين

الخلفية الدبلوماسية للقاء
قبل اللقاء، أجرى الملك عبد الله الثاني سلسلة من الاتصالات الدبلوماسية المكثفة مع قادة عرب ودوليين، بما في ذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو گوتيريش. كان الهدف من هذه الاتصالات تأكيد موقف الأردن ألشعبي (ليس ألملكي) الرافض لتهجير الفلسطينيين وتمسكه بحل الدولتين كسبيل وحيد للسلام في المنطقة هذا لاينبع عن وطنية فائقة أوحب جارف للفلسطينيين فما زالت ألذاكرة تعج بصور الهول لإيلول الأسود وألمذابح ألتي تمت لعهد أبيه. ألملك عبد الله وخلال لقاء ترمپ لم تتوقف عيناه عن ألرمش ألمتوتر. لمن لم يستطع رؤية ذلك إذهب لإي قناة يوتيوب لمشاهدة ذلك.
من جهته، أصر ترمپ على مقترحه الذي يتضمن سيطرة الولايات المتحدة على غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، مع تهجير سكانها إلى دول مثل الأردن ومصر. هذا المقترح قوبل برفض ذو حياء من الأردن ودول عربية أخرى، حيث اعتبرته تهديدًا وجوديًا للأمن والاستقرار في المنطقة

اللقاء المتوتر في البيت الأبيض
عندما جلس الملك عبد الله الثاني أمام ترمپ، بدا وكأنه طفل صغير في مواجهة والد صارم. ترمپ، المعروف بأسلوبه العدواني والتصريحات المثيرة، لم يتردد في رفع سقف مطالبه، مهددًا بقطع المساعدات الأمريكية عن الأردن إذا رفض التعاون في خطط التهجير. هذه التهديدات وضعت الملك في موقف صعب، حيث يعتمد الأردن بشكل كبير على المساعدات الأمريكية لدعم اقتصاده وأمنه
خلال المؤتمر الصحفي المشترك، أكد الملك عبد الله الثاني على موقف الأردن الثابت ضد التهجير، مشيرًا إلى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام. ومع ذلك، بدا ترمپ غير مبالٍ بهذه المطالب، مصرًا على أن خطته هي الحل الأمثل لإعادة إعمار غزة. هذا التباين في المواقف جعل الملك يبدو وكأنه يحاول إقناع طرف غير راغب في الاستماع

ردود الفعل الدولية والإقليمية
لقاء الملك عبد الله الثاني مع ترمپ أثار موجة من الانتقادات الدولية. العديد من الدول، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، أعربت عن رفضها لمقترحات ترمپ، معتبرة أنها تهدد الاستقرار الإقليمي وتتعارض مع القانون الدولي. حتى داخل الولايات المتحدة، وُصفت خطة ترمپ بأنها "غير منطقية" و"غير قانونية"
في الأردن، أثارت تصريحات ترمپ غضبًا شعبيًا واسعًا، حيث نظمت وقفات احتجاجية رفضًا لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين. هذه الضغوط الشعبية زادت من تعقيد موقف الملك، الذي وجد نفسه بين مطرقة المطالب الأمريكية وسندان الرأي العام الأردني والعربي
لقاء الملك عبد الله الثاني مع ترمپ كان درسًا في كيفية التعامل مع قوة عظمى تمتلك نفوذًا هائلًا ولكنها تتبنى سياسات مثيرة للجدل. على الرغم من أن الملك بدا وكأنه "طفل خائب" في مواجهة ترمپ، إلا أنه وسياسياَ ربط موقفه بموقف الدول العربية الأخرى (إنتهازية ووضاعة على المكشوف)، مع التأكيد على أهمية الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي