![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
كاظم حسن سعيد
2025 / 2 / 11
للكاتب روح ان لم تتمكن من الغور فيها تكون الترجمة قاصرة..حدث ذلك معي حين قرات مسرحية اليوت ( قتل في الكاتدرائية) فلم تشدني قراءتي الاولى لها حتى اقتنقيت ترجمة اخرى لها متقنة وعميقة.
اليوم لحظت الفرق في الترجمات لرواية ماركيز ( نلتقي في اغسطس) فاول ظهور للفصل الاول منها مترجما كان في مجلة الثقافة الاجنبية الصادرة في العراق بترجمةليلى فاضل حسن في العدد 3 سنة2014 وهي ترجمة تراجعت عن نقل روح ماركيز وشاعريته, اما الترجمة الاخرى لذات الفصل فهو بترجمة محمد الاشقر بمجلة نزوى في 2018..ساعدني الذكاء الصناعي بجذب ترجمات لمقاطع اخرى تقترب من روح ماركيز.
مقاطع من رواية ( نلتقي في اغسطس)
1 (عند أول التحامٍ شَعَرَتْ كأنَّها تموت من الألم، وبذهول كَرِيه كما لو كانتْ عِجْلًا يجري تشريح لحمه. لم تستطع أن تلتقط أنفاسها، وهي غارقة في عَرَقٍ بارد، لكنها راحتْ تتشبَّث بغرائزها البدائية، لِكَيْلَا يَدْهَمها شعورٌ بالوضاعة أو تسمح لنفسها بالشعور أنّها أقلُّ منه، وطَوَّحَا بنفسيهما في متعةٍ لا تكاد تُصَدَّق ذات سطوة متوحِّشة تُسْلِم قيادها للتودُّد)
2 "عادت إلى الجزيرة يوم الجمعة في السادس عشر من شهر آب، على متن عبّارةِ الساعة الثانية من بعد الظهر. كانت ترتدي قميصًا من القماش المضلّع وبنطالًا من الجينز، وتنتعل حذاءً عاديًّا واطئَ الكعب، ولا ترتدي جوارب. وكانت تحمل مظلّةً من قماش الأطلس، ولا متاعَ في يدها غير حقيبةٍ صغيرةٍ من حقائب الشاطئ. انتقتْ من سيّارات التاكسي المصطفّةِ على رصيف الميناء سيّارةً من طرازٍ قديم، تهالكتْ بفعل أملاحِ البحر، فقصدتْها فورًا. استقبلها السائقُ وحيّاها كأنّها صديقٌ قديم، وسار بها وسيّارتُه تتقافز في شوارع القرية الفقيرةِ ذاتِ البيوت التي بُنيتْ جدرانُها بالطينِ والقصب، وسُقفتْ بسَعف النخيل."
3 "كانت والدتها قد أعربت عن رغبتها في أن تُدفن في الجزيرة قبل وفاتها بثلاث سنوات. أرادت آنا ماجدالينا الذهاب إلى الجنازة، لكن الجميع اعتبروا ذلك أمرًا غير معقول، وشعرت هي نفسها بأنها لا تستطيع تحمل مثل هذا الحزن. أخذها والدها إلى الجزيرة في الذكرى الأولى لوفاة والدتها لوضع لوح من الرخام الأبيض على القبر. كانت خائفة من الرحلة على متن زورق بمحرك خارجي: أبحرا لمدة أربع ساعات تقريبًا، وخلال هذا الوقت لم يهدأ البحر ولو لثانية واحدة. كانت مفتونة بالشواطئ المليئة بالرمال الذهبية الدقيقة على حافة الغابة الكثيفة العذراء، وصخب الطيور، ورحلة مالك الحزين الشبحية فوق المياه النائية للبحيرة. شعرت بالحزن بسبب فقر القرية، حيث اضطرا أن يقضيا الليل في الهواء الطلق، في أرجوحتين معلقتين بين شجرتين من جوز الهند، على الرغم من أنها كانت القرية الأصلية لشاعر شهير، فضلاً عن كونها موطن سيناتور ساخر كاد أن يصبح رئيسًا للبلاد. لقد أذهلها عدد الصيادين السود الذين فقدوا أيديهم بسبب تفجير فاشل لعصي الديناميت. لكن الأهم من ذلك أنها فهمت وصية والدتها عندما رأت روعة العالم من أعلى تلة المقبرة. لقد كان المكان المنعزل الوحيد في العالم الذي لم تشعر فيه بالوحدة. عندها قررت آنا ماجدالينا أن تتركها حيث كانت، وتحضر باقة من زهور الزنبق إلى القبر كل عام."
4 من أوّل رشفة، تغيّر العالم من حولها. شعرت أنها على أفضل ما يرام. جرّيئة، مُبتهجة، قادرة على كلّ شيء ونشْوَى بفعل الخلطة المُقدّسة بين الموسيقى والكحول. ظنت أن الرجل الجالس بالطاولة المقابلة لا يُعيرها اهتماما، لكنّها عندما صوّبت النظر إليه للمرة الثانية بعد رشفة الكأس الأولى، فاجأها أنه يُبادلُها النظرات. أحسّ الرجل بالخجل. بالمقابل، ظلت هي تحدّق فيه وهو ينظر بصبر نافذٍ إلى ساعته اليدوية ذات السّلسلة، يرمي بنظره جهة الباب، ثم يطلب كأسا أخرى. كان يشعر بالارتباك لأنه يعلم أنها تحملق فيه بلا هوادة. واجهها بنفس النظرة. ابتسمت له دون تحفّظ، فحيّاها بإمالة طفيفة من رأسه. لحظتها قامت من مكانها، اتجهت صوب طاولته وداهمته بأسلوب ذكوري:– أتسمح بأن أدعوك لشرب كأس.( مقطع 4بترجمة رشيد الاشقر).
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |