مستقبل العراق بين ضغوط واشنطن وتدخلات طهران

حسين علي محمود
2025 / 2 / 5

منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تثار تساؤلات حول الإجراءات المحتملة التي قد يتخذها تجاه العراق ونظامه الحاكم.
تعتمد هذه الإجراءات على عدة عوامل، بما في ذلك العلاقات الأمريكية - العراقية، التوترات مع إيران، والقضايا القانونية العالقة.
▪︎ الوجود العسكري الأمريكي في العراق :
خلال إدارة بايدن، تم الاتفاق مع الحكومة العراقية على سحب القوات الأمريكية بحلول سبتمبر 2025، مع الإبقاء على عدد محدود لتدريب القوات العراقية حتى سبتمبر 2026 لكن مع عودة ترامب، قد يُعاد النظر في هذا الاتفاق، خاصةً إذا تبنى سياسة أكثر تشددا تجاه إيران، مما قد يؤدي إلى تعزيز أو تقليص الوجود العسكري الأمريكي في العراق بناءً على التهديدات الإقليمية.

▪︎ التعامل مع الفصائل المسلحة الموالية لإيران :
من الممكن أن يتبنى ترامب موقفا أكثر صرامة تجاه الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في العراق، قد يشمل ذلك فرض عقوبات على قادة هذه الفصائل أو تنفيذ عمليات عسكرية تستهدف مواقعهم، بهدف الحد من نفوذ إيران في العراق.

▪︎ العقوبات الاقتصادية :
في عام 2020، هدد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية على العراق إذا طالبت الحكومة العراقية بانسحاب القوات الأمريكية بطريقة غير ودية.
ربما قد تتجدد هذه التهديدات في حال تصاعدت التوترات بين البلدين، مما قد يؤثر سلبا على الاقتصاد العراقي.
كيف ستكون طبيعة العقوبات التي يمكن فرضها؟؟
- يمتلك العراق احتياطات نقدية ضخمة في البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، وأي تجميد لهذه الأصول كان سيؤدي إلى أزمة اقتصادية.
- منع العراق من الوصول إلى عائدات النفط بالدولار حيث تعتمد بغداد على بيع النفط عبر النظام المصرفي الدولي، وأي تعطيل لهذه المعاملات كان سيؤدي إلى انهيار مالي.
- فرض حظر على صادرات واستيرادات معينة إذ يمكن أن يشمل ذلك تقليل التعاون في مجالات مثل التكنولوجيا والطاقة.
- منع المصارف العراقية من التعامل مع النظام المالي الأمريكي قد يعزلها عن الاقتصاد العالمي.

▪︎ مذكرة القبض العراقية بحق ترامب :
في يناير 2021، أصدر القضاء العراقي مذكرة اعتقال بحق ترامب بتهمة القتل العمد على خلفية اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.
هذه المذكرة قد تعقد العلاقات بين البلدين، خاصةً إذا أصرت الحكومة العراقية على متابعتها قانونيا.

▪︎ التعاون الاقتصادي والتنموي :
من الممكن ان يسعى العراق إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة في مجالات مثل الصحة والبنية التحتية. نجاح هذا التعاون يعتمد على مدى استعداد إدارة ترامب لدعم هذه المشاريع وتعزيز القدرات العسكرية والأمنية العراقية.

■ التغيير الذي يترقبه الجميع حول النظام السياسي في العراق.
هناك عدة سيناريوهات للتغيير من الممكن ان يعمل بها ترامب :
▪︎ الازاحة الكاملة للنخب السياسية، إذ يشير إلى إمكانية تغيير شامل للنظام السياسي العراقي وهو الخيار الاصعب.

▪︎ إستهداف صقور النظام السياسي وقادة الفصائل هو الخيار الأكثر سهولة وإدخال تعديلات لتحسين العلاقات وتحقيق التوازن.
▪︎ التغيير الثوري الذي يعتمد على ضغط شعبي متزايد ترافقه عقوبات أو حصار مما يمهد لحراك عسكري داخلي بدعم أمريكي لتحقيق تغيير جذري.
▪︎ تحريض نظام مجاور على النظام السياسي
▪︎ الرضوخ للإستسلام عبر الضغوطات الغربية على النظام، أو قد يكون عبر اتفاقيّات عالمية.

لابد من العراق ان يقر باستقلاليته في جميع القرارات الدبلوماسية الدولية والإقليمية بعيدا عن التأثير الايراني لان طهران مصلحة امنها القومي قبل كل شيء وقد تمثل ذلك في لبنان وسوريا وربما حتى في العراق.
الموقف الايراني في عهد ترامب صعب جدا ولا يلبي طموحات النظام المستقبلية.
ان الهدف الرئيسي لزيارة نتنياهو الى واشنطن هو بحث الملف الايراني من مختلف جوانبه والنقطة الاهم فيه هو البرنامج النووي اذ سيحصل رئيس الوزراء الاسرائيلي على تأييد ودعم ادارة ترمب لضرب البرنامج النووي الايراني وكل مفاعلاته وبناه التحتية، وقد وافق ترمب على تزويد إسرائيل بالأسلحة العسكرية اللازمة لتنفيذ عملياتها من ضمنها قنابل تزن 2000 رطل خارقة للتحصينات القوية.

امام ايران خياران لا ثالث لهما ..
اما
▪︎ ان تنخرط تحت سقف القانون الدولي والشرعية.
▪︎ تفكك بنفسها برنامجها النووي العسكري
▪︎ تتخلص من مخزون اليورانيوم لديها
▪︎ تسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكل مؤسسات الامم المتحدة بالكشف على منشآتها ومراقبتها لضمان الالتزام بعدم انتاج السلاح النووي.
أو
ستواجه ايران ضربة غير تقليدية تبدأ بتدمير منشآت النووية واماكن حساسة، ومن ثم قواعد الصواريخ الباليستية وصولا الى المقرات الاستراتيجية للحرس الثوري، فتنكسر كل اذرع النظام العسكرية والامنية، بعدها يواجه النظام في طهران خطر السقوط عند اول حراك شعبي.

الخلاصة :
تعتمد الإجراءات التي قد يتخذها ترامب تجاه العراق على تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة.
من المهم أن يعمل العراق على تعزيز سيادته وتبني سياسة متوازنة في التعامل مع القوى الخارجية لضمان استقراره على المدى الطويل.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي