![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
بير رستم
2025 / 2 / 4
أستمعت يوم أمس لبرنامج "شهادات خاصة" للدكتور؛ حميد عبدالله، في حواره مع السيد محسن ده زه ي؛ الوزير والسفير والسياسي الكردي المعروف، الذي رافق الأب بارزاني خلال مسيرة الثورة الكردية، وكل مراحل المفاوضات مع الحكومات العراقية السابقة، وكيف أن الحكومة الجديدة كانت تهادن الكرد في كل مرة عندما تستلم الحكم عقب انقلاب عسكري على من سبقوهم للحكم بحيث كانت تعطي الوعود بحل القضية الكردية، لكن وبعد أن كانت الأمور تستقر لهم، كانوا ينقلبون على الكرد ويعيدون نفس السيناريو في شن العدوان والحروب على شعبنا!
وبعد أن انتهيت من الاستماع لشهادة الرجل قلت لنفسي؛ يا ترى هل سيختلف الوضع في روژآڤا عما كان عليه وضع إخوتنا في باشوري كردستان، أو ما يعرف اليوم بإقليم كردستان (العراق)، وهل فعلاً سيتم حل القضية الكردية في سوريا مع كل هذا الضخ الإعلامي الحاقد وخطاب الكراهية ضد الكرد، بل مع وجود كل هذه الفصائل والميليشيات المسلحة التي مارست جرائم حرب ضد شعبنا وباتت جزء من المنظومة العسكرية السورية الجديدة، وخاصةً أن خلف العديد منها تركيا التي تخطط عشرات السيناريوهات لإبادة الكرد بيد تلك الفصائل المسلحة.
بصراحة:
لا شيء يطمئن مع هذه الذهنية لأصحاب الحكم الجديد في دمشق، بتركيبتها العسكرية الفصائلية ومنهجيتهم الفكرية الدينية-القومية الشوفينية والتي تحاول أن تتشبه بالنموذج التركي، الذي زاوج بين الفاشيتين الدينية والقومية؛ حكومة أردوغان-بهجلي، بل وبنسختها الأكثر سوءً حيث تنقصها الخبرة الإدارية مع ذهنية دينية أكثر تشدداً وسلفية، وبالتالي لا أمان وضمان للكرد وحقوقهم المشروعة في سوريا وذلك من دون عدد من الإجراءات والتوافقات العاجلة والضرورية، ويمكن تلخيصها بما يلي:
أولاً- اتفاق الكرد السوريين بمختلف تياراتهم وأحزانهم ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين من رجال الفكر والثقافة والمال والأعمال والدين.. بحيث يمثلهم وفد مشترك، وذلك بعد توحدهم في تكتل سياسي كردي يمثل كل المجتمع الكردي، والاتفاق على ورقة كردية واحدة يتم التفاوض عليها مع الإدارة الجديدة في دمشق، طبعاً الكتلة الكردية لا ينفي وجود كتلة أوسع تمثل مكونات شمال وشرق سوريا حيث ذاك ملف آخر وحديثنا هنا فقط في الجزئية المتعلقة بالملف الكردي.
ثانياً- يجب أن تتم إعداد ورقة التفاوض، والتي ستضم الرؤية الكردية لحل القضية الكردية في سوريا، من قبل أشخاص أكاديميين وفي مختلف المجالات بإشراف مباشر من القيادة المشتركة للكتلة الكردية التي أشرنا إليها في البند السابق بحيث تكون تلك القيادة متوازنة تضم عدد من قادة الأحزاب السياسية مع نخب أكاديمية في القوانين الدولية وثقافية وفكرية واجتماعية تمثل الطيف المجتمعي والسياسي الكردي عموماً !
ثالثاً- أن تكون خطوط الاتصال والمشاركة والمشاورات متواصلة ومفتوحة مع القوى السياسية الكردستانية في الأجزاء الأخرى من كردستان، وبالأخص الأخوة في إقليم كردستان وذلك لما للإقليم من دور إقليمي ودولي يمكن أن يكون هاماً في دعم العملية السياسية وقضية الحوار مع دمشق، وكذلك للاستفادة من خبرة الإقليم في مختلف الجوانب الفنية والقانونية المتعلقة بوضع الدستور وحقوق شعبنا في سوريا القادمة.
رابعاً- محاولة فتح خطوط الاتصال مع مختلف العواصم الأوروبية، وطبعاً على رأسها التواصل بشكل مكثف مع مراكز القرار في واشنطن، وكذلك يمكن أن تلعب تل أبيب دوراً فاعلاً في مسألة دعم قضية شعبنا في روژآڤا وسوريا عموماً بحيث لا تسمح لتركيا أن تشن أي عمل عدواني آخر أو أن تقوم بدفع بعض الفصائل للهجوم على المناطق الكردية مع توفير الحماية الجوية لهم، بل يجب الضغط على تركيا للكف عن التدخل في الشأن السوري الداخلي.
وهكذا ومع تحقيق هذه الشروط والبنود الأربعة، يمكن حينها فقط الاطمئنان على الملف الكردي وعلى مستقبل شعبنا في روژآڤاي كردستان وسوريا وحل القضية الكردية وفق القوانين والمبادئ الدولية التي تشرعن حقوق الإنسان والشعوب، بحيث تصبح سوريا دولة حرة مستقلة ديمقراطية لامركزية لكل أبنائها بمختلف مكوناتها العرقية والدينية والسياسية، وبحيث يدير أبناء كل منطقة شؤونهم بأنفسهم في ظل نظام لا مركزي وتنتهي الحالة الميليشاوية والاحتلالات الخارجية، وفي المقدمة منها؛ الاحتلال التركي لمناطقنا وذلك لإيقاف جرائمها المتواصلة ضد شعبنا والتي تهدف منها تغيير هوية المنطقة الكردية.. نعم دون تحرير سوريا والإدارة الجديدة من يد تركيا، ودون تلك الشروط الأربعة والتي ذكرناها، سيعني أن الكرد والقضية الكردية في خطر دائم وللأسف.
تنويه وتوضيح:
- إن ردنا على تساؤل بعض الإخوة والأخوات؛ وما مصير المكونات الغير كردية في شمال شرق سوريا؟! فإننا نقول: بأن الكتلة الكردية التي نطالب بتشكيلها لا تنفي وجود كتلة أوسع وأشمل تمثل كل أطراف ومكونات شمال وشرق سوريا حيث ذاك ملف آخر وحديثنا هنا فقط في الجزئية المتعلقة بالملف الكردي
- أما وبخصوص طرح بعض الأصدقاء؛ أن كان يجب أن نجعل البند الأول؛ "تبني قوات سوريا الديمقراطية"، فإن ردنا وباختصار هو التالي: وهل هناك جدال في هذه المسألة.. هذه النقطة غير قابلة للطرح والنقاش أساساً حيث لولا قسد لم كان لدينا الأمل في الدعوة لهذا التكتل السياسي والوفد الذي سيحاور الطرف الآخر في دمشق
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |