|
|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |

ثائر ابو رغيف
2025 / 2 / 1
ترجمة نص ژان پول ساتخ هكذا يلفظ إسمه بلغته الأم ألفرنسية (بالعربية ألمتداولة جان بول سارتر) وتفحص عمل جان بول سارتر: لا مخرجْ "فصل في الجحيم" هو تفحص خاص لفهم نظرته الوجودية وطريقته في معالجة موضوعات مثل الحرية، الشعور بالذنب، العذاب النفسي، العزلة، والوجود البشري.
فصلٌ في الجحيمْ أو (لا مخرج) مسرحية من فصل واحد عُرضت لأول مرة في عام 1944. المسرحية عبارة عن استكشاف فلسفي للوجودية، حيث تجد ثلاث شخصيات - گارسين، وإينيز، وإستيل - أنفسهم في غرفة بلا نوافذ ومفروشة بشكل مخيف بعد الموت. لا يوجد تعذيب جسدي، لكن الشخصيات تدرك بسرعة أنها في الجحيم، مكان ليس من النار والكبريت، بل من العذاب النفسي الأبدي. يدور الموضوع الرئيسي حول فكرة سارتر بأن "الجحيم هو الآخرون"
تبدأ المسرحية بجوزيف گارسين,صحفي من ريو يصل إلى الجحيم بعد أن تم إطلاق النار عليه اثنتي عشرة مرة لرفضه القتال في حرب لم يتم ذكر اسمها ، اوهو يُدفع إلى الغرفة. وسرعان ما تنضم إليه إينيزو توفت مختنقة بالغاز، وإستيل، المرأة المغرورة والمهووسة بذاتها والتي قتلت طفلها وهي الوحيدة ألتي ماتت بسبب الالتهاب الرئوي. كانوا يتوقعون جميعًا شكلًا من أشكال العقاب التقليدي، لكنهم سرعان ما يكتشفون أنه لا توجد حاجة للتعذيب الجسدي. بدلاً من ذلك، يقعون في فخ حلقة لا نهاية لها من مراقبة بعضهم البعض والحكم على بعضهم البعض، غير قادرين على الهروب من وجود الآخرين أو حتى الحصول على ثانية واحدة من ألخصوصية. يأتي عذابهم النفسي من إجبارهم على مواجهة خطاياهم وإخفاقاتهم من خلال عيون الآخر.
تحاول كل شخصية طيلة المسرحية تجنب الحقيقة المتعلقة بإفعالها وبالخصوص ألتي أدت بها إلى ألجحيم لكن وجودهم الابدي مع بعضهم البعض يجبرهم تدريجيًا على مواجهة مواضيهم. يحاول گارسين تأكيد قيمته الذاتية وتبرير جبنه، وتتلذذ إينيز بالألم الذي تسببه للآخرين، وترفض إستيل مواجهة حقيقة ذنبها. لا يمكن للشخصيات مغادرة الغرفة، ويدركون أن عقابهم الأبدي هو عدم قدرتهم على الهروب من بعضهم البعض وأوهامهم الذاتية.
في السطور الختامية الشهيرة، يهتف گارسين، "إن الجحيم هو الآخرون"، مسلطًا الضوء على الاعتقاد الوجودي بأن الأفراد غالبًا ما يختبئون من الحقيقة حول أنفسهم، وأن وجود الآخرين يمكن أن يعكس الواقع القاسي لخداعهم الذاتي ويكشف حقيقتهم.
"فصل في الجحيم"، عمل يعبّر عن الفلسفة الوجودية السارترية، حيث يكشف عن معاناة الإنسان في مواجهة الحرية المطلقة والعزلة ألنسبية فكلاهما متاحتان لإشخاص ألرواية في هذا ألعمل. ففي هذا الجزء، يمكن تسليط الضوء على الشخصيات المختلفة في العمل وكيف تعكس طبيعة وجود الإنسان في سياق العذاب النفسي والمعنوي التركيز على الشخصية التي تمثل الوجود البشري بشكل ما، وكيف تشعر الشخصية بالعزلة والندم فبرغم فكرة الحرية المطلقة، لكن في نفس الوقت تبرز الأعباء النفسية المرتبطة بها، خاصة من خلال المواقف التي لا مفر منها و يسلط العمل الضوء على معاناة الإنسان الوجودية في عالم خالٍ من المعاني الثابتة، وكيف يبحث الأفراد في هذا العالم عن معنى داخل أنفسهم
يعترف سارتر بأن الإنسان يولد بلا جوهر محدد، وتبدأ هويته بالتشكل من خلال أفعاله واختياراته. في هذا السياق، يظهر "الجحيم هو الآخرون" كأحد التفسيرات للقلق النفسي الذي ينشأ عندما يصبح الأفراد أسرى لنظرة الآخرين لهم. هذه الفكرة تشير إلى أن وجودنا في العالم يعنى أننا محاطون دائماً بنظرات الآخرين، وأننا نعيش باستمرار تحت حكم وتقييمهم لنا
هذا الحكم الاجتماعي موجع، لأن الإنسان لا يستطيع أن يتحرر من هذا الحكم أو أن يتخلص من تأثيره.
من خلال هذه فكرة المسرحية ذات ألفصل ألواحد، يعكس سارتر الصراع الأساسي للإنسان في فهم ذاته وحريته. وفقًا لفلسفته: الإنسان ليس حر بشكل مطلق إلا عندما يتمكن من تجاوز حكم الآخرين، والتمكن من تحديد هويته دون الاعتماد على تقييمات الآخرين له. ومن هنا تأتي فكرة "الجحيم هو الآخرون" كتعريف للعذاب الذي يعيشه الفرد عندما يصبح وجوده بذاته معتمدًا على حكم ونظرة الآخرين له، مما يمنعه من الوصول إلى حريته الحقيقية.
|
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |