![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
كاظم حسن سعيد
2025 / 1 / 30
مذكرات باب
من لم يعرفني فانا ساعرفه بوظيفتي..سلام عليكم ...صفت خشبتان او ثلاث يتماسكن بقبضة عارضتين لتشكلني مع حفنة خفيت من مسامير صدئة..فارع انا بطول مترين ..وهي قامة معدودة في بساتين ابي الخصيب..ولا ادري من صبغني بلون سماوي بديع مع لون طيني وحليب شاحب ..انا الان كما ترون اجمع جهتين من سدة طينية ..لا تتوهموا ..انها من اللبن الملبوخ جيدا بالطين..!!. لا ادري من مر وشج اسفل جسدي بآلة جارحة غير منتظمة..ونما اسفلي عشب ثخين فيما تظللني سعفات لا ترى جذوعها..انا حارس هذا البستان المهيب..لن تتمكن مني المصفحات والجرافات ولا المعاول..ولا يستطيع لص مهما تكن مهارته ان يجتازني... رغم ان مسحاة واحدة تكفي لتهشيمي..لكن قوتي من تأريخي ..في عهود مبادة..لم يكن احد يجتاز بساتين الاخرين..لا يخلو زمن من لصوص..لكن صاحب البستان جعل الثمرات حلالا للأكل..
لا تطرق فلا احد يسمعك..صح ( ابو علي او ابو جبار)سيأتيك حفاة ارجلهم وشمت بوحل الارض ..تكللت جباههم بالعرق وغضنت جباههم الايام..
كنت انتظر الزائرين بلهفة قبل ان يتعب النبض واصاب بسكري الجفاء...وكنت استقبل مرة على الاقل كل اسبوع ..اصحاب المواويل والطبول ويرتعش السعف على صوت << نازل يا قطار الشوگ>>.
من يسمع بكائي انا الباب المهجور المغترب في ارضي المهمش جوار انهاري وعثوقي المذهبة ...!!
لست كابوابكم المعاصرة ..فلا احجب اسرارا ويتعب من يستقصي فضائح خلفي.
استقبلت قدور التشريب ومواعين الكاستر وصواني الحلوى في رمضان..طرق .. فايد تمتد ووجوه مستبشرة وانفس رضية...والاطفال وهم يحتفلون منتصف شهر رمضان..( اهل السطوح تنطونة لو نروح) .. شهدت ازيز الرصاص حيث تصنع الثورات والانتفاضات وتتوالى الانقلابات..
لم اسمع مراهقا يصفر وهو يمر بي رغم غليانه الجسدي ورقة الجمال الذي يتواري خلفي..حيث الاصابع الشهية تسعر التنور او تعتني بشتلات الجلنار والريحان
-------------
العرضجي
هنا صندوق اسرارهم , ما خفي وراء اقنعة الوجوه , ما تخفى خلف الابواب , هنا تسيل آلامهم ,حجم الدموع , الشهقات اخر الليل ,انت تودعهاعلى الورق باقلام الباركر والقوبيا على ورق اسمر ....ولان الشكوى لا تتجمد فانت تواصل وهم -هن يقصدون ...حدثني اذن عن اسرار الشناشيل بعد ان تبدأ ضجة الخفافيش غروبا .. عن مصير المشارب الشعبية , عن خدر السكارى , عن بيوت القصب , عن الهجر الفاتك والوهم الابدي , حدثني عنهم , عن العيون النجل تمطر بعد المنتصف ,عن القناطر تترنح في المطر ... عن الحب الفطري الذي انتحر ... عن بساطة الارواح التي تخشبت...عن الصبايا بلا نقاب او حجاب .. ها نحن ننتظر نعيش على البيانات برقم واحد ... تاتي انظمة تعقبها اخرى ونحن ننتظر ... تجرفت البساتين وازيلت الحدائق وجفتنا الطيور المهاجرة , وجلسات الخشابة تحت القمر , غادرنا تومان فاغلقت دور السينمات بعده .. ونحن ننتظر وسنبقى !!!.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |