مغامرات باحميد وصراخ التكتوك للقاص عبد النور إدريس

عبد النور إدريس
2025 / 1 / 29

مغامرات باحميد وصراخ التكتوك
في حلقات: الحلقة رقم2
قصة قصيرة للقاص: ادريس عبد النور


في أحد الأحياء الهادئة التي لا يحدث فيها شيء سوى همسات الريح وأزيز السيارات، ظهر رجل غريب الأطوار اسمه باحميد. كان يفتح لايفاته في سيارته الصغيرة يطل على مقهى الحي، ذلك المكان الذي يعج بالرواد صباحًا ويهدأ مساءً، إلا عندما يقرر باحميد فتح "لايف" على التكتوك.

الصراخ فلسفة حياة

كان باحميد يؤمن بشيء واحد: "الصراخ هو مفتاح التعبير عن الذات". كلما جلس أمام الكاميرا في بثه المباشر، كان يطلق العنان لحبال صوته وكأنه يخطب أمام جيش. كانت تعابير وجهه تتغير بسرعة، من الغضب إلى الضحك إلى الدهشة، وكأنه مسرحية متنقلة.
"يا ناس، أنتم لا تفهمون..لا للإضافات!" يقول باحميد بحماس.
"الصراخ ليس ضجيجًا، إنه فن!"
كان سكان الحي يسمعونه بوضوح، خاصة الجيران في الطابق العلوي. أحدهم، العم مسعود، علق مرة قائلاً:
"باحميد يجعلنا نشاهد لايفاته مجانًا، سواء أردنا أم لا!"

مقهى الحي والمغامرات الليلية

كان باحميد يعشق مقهى الحي. يجلس هناك يوميًا، يرتشف الشاي المغربي ويفتح مواضيع للنقاش مع الرواد. لم يكن أي موضوع بسيطًا بالنسبة له، حتى طلب الشاي قد يتحول إلى حوار فلسفي:
"لماذا الشاي أخضر وليس أزرق؟ أليس الأزرق لون الهدوء؟"
لكن عندما تغيب الشمس، يعود إلى غرفته الصغيرة، يضع هاتفه على الحامل، ويبدأ بثه المباشر. كان يعتقد أن مكانه بجوار المقهى يمنحه طاقة خاصة للصراخ، وكأنه يستمد القوة من صوت الملاعق والأكواب وضجيج السيارات.

مغامرة غريبة مع الشرطة

في ليلة هادئة، وبينما كان باحميد في ذروة بثه المباشر، قرر أن يشرح نظريته الجديدة:
"الصراخ هو نوع من الصلاة، لكنه صلاة للروح!"
لكن صوته المرتفع أيقظ الحي بأكمله، بل وصل حتى مركز الشرطة. فجأة، سمع طرقًا على زجاج باب السيارة. فتح باحميد ليجد شرطياً ينظر إليه بجدية.
"سيدي، هناك شكاوى كثيرة عن الضجيج."
لكن باحميد لم يتردد في الرد:
"أنا لا أصرخ، أنا أُعلّم الناس كيف يعيشون!"
ابتسم الشرطي وقال:
"حسنًا، علمهم بهدوء من فضلك!"

نهاية درامية وبداية جديدة

رغم التحذير، لم يتوقف باحميد عن بثه المباشر، لكنه تعلم درسًا: أن يخفض صوته قليلًا... أو هكذا كان يقول لنفسه. أصبح حديث الحي والمنصة، بين معجب بفلسفته الغريبة وبين من يعتبره مصدرًا للإزعاج.
لكن بالنسبة لباحميد، كان كل ذلك مجرد جزء من مغامرة الحياة. وكما قال في إحدى لايفاته:
"الحياة بدون صراخ، مثل الشاي بدون نعناع—بلا طعم!"
وهكذا استمر باحميد في طريقه، يفتح لايفاته بجانب مقهى الحي، مستمتعًا بالصراخ الذي يجعله يشعر بأنه حي في سيارته الصغيرة.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي