الارهابي الذي أصبح بطل

صادق جبار حسين
2025 / 1 / 13

بلامس كان إرهابيا مطلوب دوليًا وجرائمه في العراق و سوريا تشهد له واليوم أصبح فاتح ومحرر البلاد و ناصر المظلومين .
ليس عجيبًا في بلاد العرب فكل شيء جائزًا
أسمه الحقيقي أحمد حسين الشرع الملقب بالجولاني ، في عام 1981 بمدينة درعا في سوريا ولد . يُعتقد أنه تلقى تعليمه في مجال الطب قبل أن يترك دراسته وينخرط في النشاطات المسلحة الإسلامية التكفيرية . بدأت مسيرته مع الحركات الجهادية عندما سافر إلى العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003 حيث انضم إلى تنظيم القاعدة ، حيث عمل الجولاني تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي ، زعيم تنظيم القاعدة في العراق و لعب دورًا رئيسيًا في التنظيم ، مما ساهم في تكوين خبرته العسكرية والتنظيمية.
العمليات العسكرية والهجمات الإرهابية التي قادها أبو محمد الجولاني في العراق
الانضمام إلى تنظيم القاعدة في العراق
- انضم الجولاني إلى تنظيم القاعدة في العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003 تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي . كان جزءًا من التنظيم خلال فترة تصاعد العنف الطائفي في العراق (2005-2006) التي شهدت هجمات واسعة النطاق استهدفت المدنيين الشيعة إضافة إلى الأهداف الأمريكية
العمليات البارزة في العراق
- تفجيرات بغداد 2005-2006
كان الجولاني جزءًا من وحدة التخطيط التي ساهمت في تنفيذ عدة تفجيرات ضخمة في بغداد وأماكن أخرى . شملت هذه الهجمات سيارات مفخخة وانتحاريين استهدفت الأسواق والمناطق السكنية ، ما أدى إلى مقتل الآلاف من المدنيين .
- الهجوم على مسجد الإمام العسكري (2006)
شارك تنظيم القاعدة في العراق في الهجوم الذي أدى إلى تفجير المسجد في سامراء ، وهو ما تسبب في إشعال فتيل حرب طائفية دموية أودت بحياة عشرات الآلاف من العراقيين .
- استهداف القوات الأمريكية والعراقية
قاد الجولاني، كقيادي ميداني ، عمليات ضد القوات الأمريكية والعراقية ، تضمنت زرع العبوات الناسفة وهجمات بالقذائف الصاروخية ، مما أسفر عن مقتل آلاف الجنود.
وقد قدر عدد الضحايا المدنيون خلال الفترة التي كان الجولاني فيها جزءًا من تنظيم القاعدة في العراق ، يُقدّر أن التنظيم تسبب في مقتل ما يزيد عن 50,000 مدني من خلال التفجيرات والهجمات الطائفية.
اما الخسائر بين القوات العسكرية ، تشير تقارير عسكرية أمريكية وعراقية إلى أن التنظيم ، بما في ذلك العمليات التي شارك فيها الجولاني ، كان مسؤولًا عن مقتل أكثر من 4,000 جندي أمريكي وعشرات الآلاف من قوات الأمن العراقية
وقد كان أسلوب العمليات التي أتبعها الجولاني وأعوانه هي التفجيرات الانتحارية
كان تنظيم القاعدة يعتمد بشكل كبير على التفجيرات الانتحارية ، حيث استهدفت المساجد، الأسواق ، والمقرات الحكومية.
إضافةً الى زرع العبوات الناسفة حيث استُخدمت بشكل مكثف لاستهداف الدوريات العسكرية الأمريكية والعراقية
حيث كان الجولاني مسؤولًا عن تدريب المقاتلين في العراق ، حيث اكتسب خبرة عسكرية واسعة في التخطيط والإشراف على العمليات .
لكن بعد القبض ومقتل القيادات البارزة في القاعدة مثل الزرقاوي وتفكك التنظيم عاد الجولاني إلى سوريا مع خبرة كبيرة من العراق ، ليؤسس جبهة النصرة ويواصل النهج الإرهابي الذي بدأه في العراق .
و بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011 ، عاد الجولاني إلى سوريا وأسس مايعرف "جبهة النصرة " كفرع لتنظيم القاعدة في سوريا في 2012 . هدفت الجبهة إلى إسقاط النظام السوري وإقامة دولة إسلامية .
في عام 2016 ، أعلن الجولاني فك ارتباط جبهة النصرة بتنظيم القاعدة وتأسيس "هيئة تحرير الشام". هذه الخطوة أثارت جدلاً واسعًا داخل الأوساط الجهادية ، حيث اعتبرها البعض خطوة تكتيكية للحصول على قبول دولي وإقليمي .
وثقت تقارير حقوقية استهداف هيئة تحرير الشام ، بقيادة الجولاني ، مناطق مدنية ومستشفيات في الشمال السوري ، ما أدى إلى مقتل المئات من المدنيين.
كذلك قامت الجماعة تحت قيادته بعمليات اختطاف للصحفيين والعاملين الإنسانيين ، وطلبت فديات مالية كبيرة مقابل إطلاق سراحهم .
كما فرضت هيئة تحرير الشام سيطرتها على المعابر الحدودية والمناطق الاقتصادية في الشمال السوري التي تحت سيطرتها ، مما أدى إلى استغلال الموارد المالية لمصالحها الخاصة .
يُعد أبو محمد الجولاني أحد أبرز الشخصيات التي ساهمت في نشر الإرهاب في العراق من خلال مشاركته في تنظيم القاعدة حيث تسببت عملياته في العراق بمقتل عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين ، وأرست أسس العنف الطائفي الذي ما زال العراق يعاني من آثاره حتى اليوم .
مما أدى الى ادراج الجولاني وجماعته على قوائم الإرهاب
حيث صنّفت الولايات المتحدة أبو محمد الجولاني كإرهابي عالمي في 2013، بعد تورطه في عمليات إرهابية ضد قوات التحالف الدولي والمدنيين .
و أصدر الإنتربول مذكرات توقيف بحقه بتهم تتعلق بالإرهاب وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وفي عام 2021 رفعت الولايات المتحدة المكافأة المخصصة للإبلاغ عن مكانه إلى 10 ملايين دولار ضمن برنامج "مكافآت من أجل العدالة". ليختفي بعد القضاء على الدولة الإسلامية في العراق وأجزاء من سوريا ، ليظهر فجأة ويسقط الحكومة السورية ويستولي على الحكم . مدعومًا من جهات عدة في مقدمتها تركيا ليصبح فاتحًا.
لتتباين الآراء حول الجولاني في الداخل السوري والدولي . حيث يرى البعض أنه استفاد من الفوضى الدولية وغياب البدائل السياسية في إدلب لفرض نفسه كقوة رئيسية ، بينما يعتبره آخرون قائدًا لا يختلف عن بقية أمراء الحرب الذين استغلوا الأزمة لتحقيق مصالح شخصية
ليعكس التحول الذي شهده الجولاني مدى تعقيدات الصراعات الإقليمية والدولية ، حيث يمكن أن يتحول شخص كان يُعتبر إرهابيًا بالأمس إلى شريك ضروري اليوم.
لكن يبقى السؤال : هل يكفي تغيير الصورة الخارجية لتجاوز ماضيه ، أم أن الجولاني سيظل حبيسًا لتاريخه مهما حاول إعادة صياغة نفسه وتبقى سمعته كزعيم لجماعة متطرفة أراقت الدماء في العراق و سوريا ؟

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي