القاضي الجلاد

حسان الجودي
2025 / 1 / 10

في سوق البلدة العتيقة، وقف "القاضي الجديد" تحت شجرة عجوز، يمسك بفأس عدالة قديم، اختلط فيه لون الصدأ مع الدم الجاف، ويهتف: “الفأس أساس العدل ، الدود أساس الشعب"
تجمعت الوجوه المتعبة حوله، وهو يرفع صحيفة بالية بيده، يقرأ منها أحكاماً كأنها صواعق. لم يجرؤ أحد على سؤاله من أين أتى أو كيف أصبح سيد الموقف. كانوا منشغلين بصوت السوط الذي يضرب الهواء، ويشق خاصرته كجزار يشق بعيراً.
اقتيدت امرأة في السواد ، مغلولة اليدين. أُقيمت محاكمة سريعة، لم بسمع أحد الكلمات، فالصرخات كانت أقوى. أعلن الحكم، وارتفع الغبار من الساحة.
بينما كان الجلاد ينفذ العقاب بيد لا ترتجف، همس أحد المارة: “أليس هذاالقاضي الجديد هو الجلاد القديم؟”
نظر الآخر إليه وقال: “في هذه الأرض، لا يخلع الجلاّد عباءته، بل يغير ألوانها.”
وفي الزاوية، كانت الشجرة العجوز تنظر بصمت، كما فعلت على مدار قرون، بينما جذورها تطرح في التراب الغضب.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي