|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
سامح عسكر
2025 / 1 / 10
لا تستبعد أي سؤال في السياسة، عمليا الدولتان أعضاء في حلف الناتو مما يجعل الصدام بينهما صعبا، لكن بسبب تعقيدات سوريا ووجود إسرائيل حدث ما يلي:
أولا: إسرائيل تميل عاطفتها للأكراد وليس للعرب، وتوجد مشاعر ود متبادلة بين الشعبين الصهيوني والكوردي، خلافا للعرب الذين ما زالوا يكرهون الصهيونية واليهود وفقا للمعتقد الإسرائيلي الشعبي..
ثانيا: إسرائيل أعلنت على لسان نتنياهو أنها تدعم قيام دولة كوردية مستقلة، تشاركها المخاوف تجاه العرب وإيران معا..
ثالثا: الجهاديون الحاكمون في سوريا ليسوا من الأكراد ويغلب عليهم الطابع العربي، فهم وإن خدموا مصالح إسرائيل مؤقتا بإزاحة بشار الأسد والتنازل عن أرض سوريا والتنسيق بشأن تدمير الجيش السوري السابق، لكن كل هذا يحدث بشكل مؤقت، ولا ضمانة لقيام سلام شامل وكامل بين سوريا الجديدة وإسرائيل، لذلك فإسرائيل تفضل الكورد والتعامل مع سوريا من خلالهم..
رابعا: يهم إسرائيل سيطرة كوردستان المطلقة على النفط السوري لتشتريه منها ولا تكن بحاجة لخطوط ملاحة دولية مهددة سواء من اليمن أو من إيران..
خامسا: أمريكا يهمها السيطرة على النفط السوري لنفس السبب، ولتمويل عملياتها في الشرق الأوسط من أرباح البيع، نعم هي سرقة مفضوحة لثروات الشعب السوري، لكنها الضريبة التي دفعتها سوريا منذ اندلاع التمرد العسكري المدعوم غربيا سنة 2011
سادسا: تركيا ترى الوجود الأمريكي في سوريا تهديدا مباشرا لها لأنه وجود مرتبط بدعم الأكراد، وبدعم حزب العمال الكوردستاني تحديدا، الذي يبدو أنه يعيش في ضمائر وخيالات معظم الأكراد وليس تنظيما إرهابيا مثلما تريد تركيا..
سابعا: الولايات المتحدة تصنف حزب العمال إرهابي، لكن في ذات الوقت تدعم قسد ووحدات سوريا الديموقراطية وهي تعلم أن عناصر قسد مؤيدين لحزب العمال ولمبادئه في استقلال كوردستان وقيام كيان كوردي يحقق أحلام هذا الشعب بوجود دولة.
ثامنا: إسرائيل تحت قيادة نتنياهو ترى (العرب والمسلمين) أعداء أو خصوم محتملين، لذلك فهي لا تطمئن لتركيا وتراها خصما مطلوب إضعافه، لذلك فنتنياهو يدعم الأكراد لتكون الورقة الكوردية عظمة في حلق كل من (سوريا والعراق وإيران وتركيا) مجتمعين، وهو المطلوب إثباته بتحويل المنطقة لحروب وصراعات على أساس إثني وعرقي..
تاسعا: الدعم المطلق من إسرائيل وأمريكا للأكراد سيؤدي لصدام حتمي مع تركيا، ولو تتذكروا مقالي منذ أسابيع الذي قلت فيه أن جهاديين سوريا لن يحاربوا إسرائيل سوى عن طريق الأكراد، وقتها سيكونوا جيشا مواليا لتركيا وليس بوصفهم عربا أو مسلمين ضد المشروع الصهيوني..
عاشرا: أمريكا تهيئ نفسها لهذا الصراع من الآن بإقامة قواعد جديدة في شمال سوريا، وفي عين العرب كوباني، وبمناطق أخرى تتواجد فيها قسد، وهذا الذي أزعج تركيا التي كانت تنوي اجتياح الحدود السورية قريبا بدعوى القضاء على حزب العمال، وأردوغان بالنسبة له لا يريد الحرب مع أمريكا وإسرائيل، ويفضل استخدام شعاراته الدينية كالعادة، لكن وبفعل الضغط الهائل من القوميين الترك لا تستبعد أي شئ، وربما نرى قريبا مواجهة عسكرية محدودة تتصاعد تدريجيا بفعل أطماع كل هذه الأطراف في سوريا.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |