لماذا الثقة مفقودة والعلاقة ضعيفة بين الدولة والشعب العراقي

فلاح أمين الرهيمي
2025 / 1 / 9

إن الشعب العراقي له تاريخ مشهود ومشرف في مواقفه المادية والمعنوية تجاه الشعب الفلسطيني منذ نكبتهُ عام/ 1948 إضافة إلى مظاهراته واحتجاجاته على وعد بلفور المشؤوم والشعب العراقي لا يحتاج إلى مزايدات من تاريخه تجاه الشعب الفلسطيني أو الشعوب الأخرى ولكن القرارات الحكومية في هذا الشأن ليس لم تفسد الموضوع وحسب بل وإساءة إلى موقف الشعب العراقي تجاه الشعبين الفلسطيني واللبناني بسبب القرار الحكومي الإجباري وما سببه من ردود فعل لا تمت بأية صلة لموقف الشعب العراقي المعروف تجاه قضية الشعب الفلسطيني العادلة والشعوب الأخرى في مساندته ومؤازرته مادياً ومعنوياً إلا أن الموقف يختلف حينما تكون التبرعات اجبارية.
إن الدولة وجدت كمؤسسة خدمية للشعب لأن الشعب منذ وجود الإنسان على الطبيعة وتكون العائلة ثم المجتمعات كانت الأرض مشاعية للشعب إلا أن الشعب بعد سيادة الطبقات الاجتماعية فيه وتكوين الاقطاعيات والملكية الخاصة نشأ الاستغلال والفوارق الطبقية وكانت الدولة ينحصر عملها في استثمار الأراضي العائدة للشعب وتستثمرها الدولة ما عدا الملكيات الخاصة التي تعود ملكيتها لمواطنين من الشعب غير خاضعة لاستثمار الدولة وكانت الدولة تقوم بالأعمال والاستثمار وتشييد المؤسسات والمدارس والمستشفيات والخدمات للشعب لقاء أجور أطلق عليه (الراتب) وتم ذلك بموجب عقد اسمه (الدستور) الذي دونت فيه جميع الواجبات والالتزامات بين الدولة والشعب كما فرض (الدستور) على الدولة العدالة الاجتماعية والمساواة بين أبناء الشعب من حيث تقديم الخدمات والمساعدات لهم وكذلك واجب المسؤولين والرؤساء الكبار العدل والمساواة بين منتسبي الدولة من حيث سلم الرواتب ورواتب المتقاعدين والمحتاجين والفقراء من أبناء الشعب وعدم التفريق بينهم كما لا يجوز لأي مسؤول أو منتسب بالدولة التصرف أو التلاعب بأموال وممتلكات وخيرات الشعب إلا بعد موافقة الشعب وما كتب ودون في العقد (الدستور) بين العاملين في مؤسسة الدولة والشعب وهذه القاعدة تتفق وتنسجم مع الدساتير السماوية والوضعية والعدالة الإنسانية ... إلا أن الإنسان بعد أن أصبح المجتمع طبقات اجتماعية وسادت فيه الملكية الخاصة الذي جعل المجتمع تسود فيه الفوارق الطبقية وانقسم المجتمع إلى طبقات أقلية عليا تمتلك المال والثروة وأكثرية لا تمتلك حتى لقمة العيش أصبح الإنسان لا يهمه في الحياة سوى الاستغلال والبحث عن الجاه والثروة والمصالح الخاصة والأنانية بالرغم من أن الرسالات السماوية أنذرت وحذرت من ذلك إلا أن الإنسان في الحياة الدنيا تجاهل كل ذلك وأغمض عينيه وصم أذنيه وأصبح همه الاستغلال وجمع المال والجاه والشهرة بمختلف الطرق.
ويبدو أن رئاسة الوزراء تجهل طبيعة الشعب العراقي أو عدم الثقة بهم واستغفال وتجاهل التاريخ مما دفع رئاسة الوزراء ومستشاريها الكثيرون الذين يعيشون حياة البذخ والبيروقراطية في أبراج عالية لا ينظرون من خلالها إلا لمناصبهم ورواتبهم الكبيرة ومصالحهم الخاصة والدليل على ذلك عدم متابعتهم وملاحظاتهم على ما ينشر من خلال البرامج والندوات التي تذيعها الفضائيات العراقية عن مواضيع وملاحظات وطبيعة عن الشعب العراقي مما سبب ذلك ردود فعل كثيرة وضعف العلاقة والثقة بين الدولة العراقية بمؤسساتها الثلاث والشعب العراقي.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي