الجوال

خديجة آيت عمي
2025 / 1 / 6

ثم جلس الجميع على كراسي بشكل دائري مما يعطي إنطباعا بالدفئ. بدأ الرجل بسرد الأزمات و مواقع النزاع و هو يقرأ من أوراق مشيرا إلى خارطة قديمة علقت على السبورة. تحدث الرجل النحيف عن آفات و أضرار وعن تقلبات الطقس وشحّ المياه. كان الجميع جالسا و خطر على بال أحدهم أن يلتقط الجوال و يهرب به بعيدا، إذ لم يتوقف الجوال عن الرنين رغم ضعف الصوت و أنه أصبح مصدرا للإزعاج. حاول الرجل الضغط على الأزرار و تذكر أنه بحاجة إلى رقم سري لإسكاته و حاول الحاضرون التركيز، فالموضوع في غاية الأهمية خصوصا هذه الأيام.
غرق الرجل النحيف في أحاديثه عن الحرب العالمية الثانية و التدمير الشامل الذي لحق مدنا و كيف أن ستون مليونا من البشر أغلبهم مدنيون فقدوا أرواحهم و أن بلدانا بأكملها مسحت من على الأرض.
دمدم الرجل بصوت جاف و هو يتعثر بين أسلاك متدلية و مسطرته الطويلة. تشتتت الأفكار و شعر المتحدث بالإنطفاء. كانت الأسلاك الشائكة تحاصره في كل الإتجاهات.حاولت يده الوصول إلى جرعة ماء.
إختفى الحضور من القاعة و غاب الرجل و بيده الجوال هربا من أهوال الحروب.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي