![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
صادق جبار حسين
2025 / 1 / 1
"جند السماء" هي طائفة دينية عراقية غامضة ظهرت بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 .
سعت هذه الجماعة إلى التخلص من سيطرة رجال الدين الشيعة الذين اعتبرتهم سببًا رئيسيًا في أستغلال السلطة من قبل السياسيين الشيعة الذين صعدوا الى السلطة بفضل دعم المرجعية الشيعية لهم مما أدى الى تدهور أوضاع البلاد في كافة الأصعدة ، عبر تنفيذ هجوم واسع النطاق في مدينة النجف واغتيال المرجعيات الدينية .
كان أعضاء الطائفة يزعمون أنهم مكلفون بمهمة إلهية تتعلق بتهيئة الأرض لظهور الإمام المهدي المنتظر . وقد جذبت أفكار الطائفة أتباعًا من مختلف المناطق عبر خطاب ديني غامض ومثير .
مؤسس الطائفة هو " ضياء كاظم عبد الزهرة الكرعاوي " الذي أطلق على نفسه اسم " الإمام المهدي" أو "المهدي المنتظر". وأدعى أنه رسول مُرسل من السماء ، وأنه يتلقى الوحي الإلهي مباشرة ، مما جعله مركز الطائفة وقائدها الروحي والفكري .
إما أهداف " جند السماء " تمحورت حول الاستعداد لظهور الإمام المهدي والسيطرة على العراق عبر ثورة مسلحة تُطيح بالحكومة ومراجع الدين التقليديين .
أعتقدت الطائفة أن تنفيذ مخططها سيُمهِّد لعصر جديد يُهيمن فيه العدل الإلهي .
في 28 و29 يناير 2007 ، تلقت السلطات العراقية معلومات أستخباراتية حول تحركات مشبوهة للطائفة بالقرب من مدينة النجف . حيث أفادت التقارير بأن الطائفة تخطط لشن هجوم واسع النطاق على المدينة وقتل القيادات الدينية ، مستغلة مناسبة زيارة عاشوراء .
حيث كانت خطة " جند السماء" الرئيسية تهدف إلى اغتيال المرجعية الدينية العليا في العراق ، وعلى رأسها علي السيستاني ، أثناء إحياء ملايين الشيعة لذكرى عاشوراء في مدينة النجف. رأت الجماعة في رجال الدين حجر عثرة أمام تقدم العراق ، واعتبرتهم مستحوذين على موارده ومقدراته لصالح أجنداتهم الشخصية والسياسية ، مما دفعهم إلى تبني مخططٍ لإنهاء هذه الهيمنة الدينية.
لكن قيام القوات العراقية بالتعاون مع القوات الأمريكية بشن هجوم واسع على معسكر الطائفة في منطقة الزرقاء ، حيث كان يتحصن نحو 800 من أتباع "جند السماء". أسفرت المعركة عن مقتل المئات من أفراد الطائفة ، بمن فيهم مؤسسها الكرعاوي، واعتقال العشرات منهم . العملية قضت فعليًا على الطائفة ووضعت حدًا لنشاطها .
و بهزيمة "جند السماء" في معركة الزركة ، انتهت محاولتهم لتحقيق أهدافهم . مقتل قائد الجماعة وتفكيك بنيتها التنظيمية أجهض المشروع الذي لو كان قد نجح ، لكان قد غيّر معالم العراق إلى الأبد .
رغم دموية مخططات "جند السماء"، إلا أنه سلط الضوء على التوترات العميقة بين السلطة الدينية والسياسية في العراق وأثارت الحادثة تساؤلات حول دور المرجعية الشيعية في السيطرة على المشهد السياسي منذ قرون في العراق فكانوا سبب دماره وخرابه وتبعيته البغيضة لإيران فكان منصب المرجع الشيعي إيرانيًا بإمتياز بداء من شيخ الطائفة الطوسي الذي يعتبر مؤسس المذهب الشيعي إنتهاء بالسيستاني ولا يصل الى هذا المنصب عربيًا الريادي وإن وصل فإن مصيره إما التصفية أو إبعاده عن مركز القرار في الحوزة الدينية .
يرى البعض أن فشل "جند السماء" كان فرصة ضائعة للتخلص من هيمنة رجال الدين الذين يعتقدون أنهم السبب في تراجع العراق واستقراره واستمراره كدولة تابعة لإيران .
كانت محاولة جند السماء إنهاء سيطرة رجال الدين في العراق تعبيرًا عن تمرد ضد الهيمنة الدينية والسياسية ، لكنها انتهت بالفشل الذريع دون تحقيق أهدافها التي لو تحققت لتخلص العراق والعالم من طبقة رقدت على صدوره منذ اكثر من الف عام كامرض خبيث لا علاج له ألا الاستئصال
مع انتهاء قصة "جند السماء"، يبقى السؤال مفتوحًا : هل كانت الجماعة تمثل خطرًا على استقرار العراق ، أم أنها كانت محاولة جريئة لتحريره من هيمنة رجال الدين ؟
وبينما لا تزال النجف تحتفظ بثقلها الديني والسياسي ، فإن الحادثة تظل شاهدًا على صراع السلطة في بلد يعاني من أزمات متواصلة منذ عقود .
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |