![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
المستنير الحازمي
2024 / 12 / 28
نكاح اليد ..يدك لم تعد يداك يدك حبلى بيداك
"إذا شعرت بالحاجة إلى يد دافئة ..فأمسك بيدك الأخرى فلا خير في أحد في هذا الزمان.....!!"
جان يوجل
" من شدة الوحدة أفتح كفى كي آري أصابعي الخمسة "
أوزاكي
ما من مصاب جلل آشبه بمصابي ..ما من خطب أفظع وأعظم من خطبي ..ما من قدر وحظ ونصيب أشبه بقدري ونصيبي وحظي ..ما من شيء آشبه وأقرب لذاتي المنهارة من حياة الألم والمعاناة والفقد والخيبة والفشل والفقر والجوع والحرمان ...فبعد أن تخلى عني الجميع ومن كنت أظن أنه القلب والحب والروح والصلة والقربي.. تخلت نفسي عن نفسي وذاتي عن هوا ذاتي.. لم يبقي ما يرجي ويؤمل ويرتجي أوما يخاف أو يخشي !!
في عالم حقير ودنيا حقيرة وظالمة ومريعيه
حتى يداك وضم يداك ليداك.. لم تعد كما كانت على هواك ,يد فيها الأمل والرجاء قد اغتالها من اغتال ..وقطعها من امتدت يداه إلى كل خلجات الأرواح والأنفس و الضمائر .. لقد امتدت يد الغدر واللوم والخبث والإجرام لكل يد مدت يدها ..وكل خير وإحسان قد تجده وتلقاه من خير ومحسن وكريم النفس وعظيم الشأن
لم تبقي من كل تلك الأيادي إلا يديي في كل أطوار حياتك وتغيرك وتبدلك لا تجد إلا يداك !! لكن حتى يداك لا تقدر على مدها وضمها واخراجها ومواساتها لنفسك .. في ظلمات الحياة و لعنة الأقدار وجحيم ولظي العيش.. لم تعد لتجد في يدك مؤاساة لنفسك وروحك وألمك ..هذه اليد ما عادت يداك هذه اليد قطعت من صلب جسدك و يداك وروحك الفتية ..هذه اليد حبلي من نفسك ومائك وسائلك المنوي الذي يخرج من نكاح يدك واستمناء يدك
أنه جحيم الجحيم .. لذا إن سرقت أو خدعت أو ظلمت أو فشلت وافتقرت وقتل كل روح وأمل وانتحر في داخلك ما انتحر ..لأنه لم تمد لي يدا في كل أطوار حياتك وسنين عمرك.. التي عشتها و مررت بها ذليلا منكسرا حزينا فقيرا مطأطئ الرأس ..لم أكن لأحب وأعشق وأعمل وأقابل بالوفاء والحب والكرم والخير ..مثلما أنا عليه , لا لشي بل لأن يد إجرام وسفالة وقبح وإرهاب مد لكل يد يمكن أن تمد يدها لك وتساعدك ..وتقف معك حتى يدك الجريحة الوحيدة التي يمكن أن تسندك وتعضدك .. صارت يد حبلي حامل من سائل منوي رجل ونبيء مجرم وإرهابي ومدمر وفتاك وخبيث ..أجرم في حق كل شيء يمكن أن تصل إليه أنفاسك وروحك .. حتى يدك لم تعد يداك.. حتى جوارحك لم تنجوا من ظلم ونكاح جوارحك ..يدك حبلي من جنس أرواح أنفاسك وعيشك وألأمك السحيقة.. الآلام أنفاسك التي تدعوها و تغريها بمضاجعة نفسك وذاتك " لا تقوم الساعة حتي ينكح الرجل يده " " يجيء الناكح يده يوم القيامة ويده حُبْلى " لعن الله ناكح يده. " لا يدري أحد أين باتت يده "نبي الإسلام "
فلا ضير مدام لديك أقوي وأعظم سلاح وقوة وإرادة في الشجاعة أن تعاني وتتألم وتبكي وتبصر ما لا يبصره الأخرون ..وتدرك ما لا يدركه الأخرون وتدرك رسالة روحك ونفسك في حياتك حتى ولو كان القدر هو الموت هو أن تموت.. ويموت أعظم وأنبل ما فيك , فكل من أدرك حقيقة رسالته ونبوءته ذاته قتل أو مات ,لأنهم نجحوا في الاختبار تلقاهم الموت وأدخلهم القبر والتابوت ,, لكني أعيش وأحيى وأتنفس رغم الصعاب ورغم أن جوارحي ويدي وأقرب شيء لذاتي لم تعد يدي لم تعد لي لم تعد مصدر آمان وسلام .. لم أعد قادر على امتلاك والتحكم والسيطرة على يدي فأي إرهاب وأي إجرام وفظاعة كتلك التي بشر بها دين الإسلام ,, لذا أنا وحيد مسحوق ومتألم غريب مدمر لا ساق لا ذراع أو يد لي.. لأني أعيش برأس مقطوع ويد مقطوعة و بجسد مقطوع الإحساس والمدارك بعد أن أدركت حقيقة ورسالة نفسي
لذا لم يتبقى من حقوقك إلا حقك أن تجن وتصرخ.. هذا العالم مجنون وقاسي وبلا عقل أو روح وضمير أو أمل وطهر وشرف ونقاء.. هذا العالم حامل بأفظع صور الطغيان والإجرام والإرهاب
هذا العالم ما هو إلا جحيم عالم أخر فإن أدركت وحدك هذا الجحيم فأنت عظيم لا لشيء بل لأن الهزيمة طغت وتجبرت وحكمت هذا العالم ..وكل ما يمكن أن تمتد له يد في هذا العالم
09/10/2024
كاتب ليبرالي مستقل من السعودية