![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
عبد النور إدريس
2024 / 12 / 25
قصيدة غناء النجوم
للشاعر ادريس عبد النور
الملخص
القصيدة "غناء النجوم" للشاعر إدريس عبد النور هي حلم شعري يتماهى فيه الليل مع الحب، فتغني النسمة وترقص النجوم. يُعبر الشاعر عن حنينه للحبيبة عبر صور رمزية للطبيعة والأغنيات. نص يمزج بين العاطفة والرؤية الكونية، حيث يتجلى الحبيب كحقيقة غائبة حاضرة في آن واحد.
Summary
The poem "starsinging" by driss Abdennour is a poetic dream where night blends with love, as the breeze sings and stars dance. The poet expresses his yearning for the beloved through symbolic imagery of nature and songs. A text that intertwines emotion with a universal vision, presenting the beloved as a simultaneously absent and present truth.
مقدمة
قصيدة "غناء النجوم" للشاعر المغربي إدريس عبد النور تمثل نموذجًا شعريًا غنيًا بتداخلات عاطفية وفكرية، حيث ينسج الشاعر عالماً دلالياً متشابكاً بين الطبيعة والعاطفة والذاكرة. تعتمد القصيدة على رمزية عالية وأبعاد فلسفية وإنسانية، مما يجعلها فضاءً مفتوحًا للتأويل النقدي. في هذا التحليل، سنناقش النص عبر مستويات نقدية مختلفة تتراوح بين السيمياء، الجندرية، التفكيك، الصوتية، والثقافية، بهدف استجلاء أبعاده العميقة.
1. المستوى السيميائي
القصيدة تنسج فضاءً رمزيًا تتشابك فيه عناصر الطبيعة، مثل الليل والنجوم والنسمة، مع المعاني العاطفية. هذه العناصر تتحول إلى علامات سيميائية تعبر عن الحب والجمال والحنين. النجوم، على سبيل المثال، ليست مجرد نقاط مضيئة في السماء بل رمزًا لـ"الحب المتأجج"، كما يظهر في:
"حين لامستُ خدّ الليل بأهدابي / تراقصتْ نجومُ الحبِّ في أنخابي".
تتحول "نسمة الليل" إلى دال صوتي وحسي يعكس توق الذات إلى السكينة، بينما يحمل "عطر الزهور" دلالة الحنين إلى البراءة والطفولة.
2. المستوى الجندري
القصيدة تمثل المرأة كمعشوقة أزلية، وهي حاضرة بصفتها رمزًا للحياة والنور:
"في مُقلتيكِ زُرقةُ بحري / وفي عينيكِ بريقُ قدري".
هنا تتجلى الحبيبة كأيقونة خالدة، مما يعيد إنتاج دورها الثقافي التقليدي كملهمة للرجل. ومع ذلك، فإن خطاب الشاعر يتجاوز الطابع الجندري النمطي عندما يجعل من الحبيبة "حقيقة أمره"، في إشارة إلى دورها المحوري في تشكيل هويته.
3. المستوى التفكيكي
النص مليء بالتوترات الداخلية بين الحضور والغياب، الحلم والواقع، كما في:
"سأبقى أهيمُ عمري / فأنتِ لي قلبٌ، وأنتِ حقيقةَ أمري".
يتم تفكيك العلاقة بين الذات والعالم الخارجي، حيث يبدو أن الحبيبة ليست سوى صورة متخيلة في ذهن الشاعر، مما يبرز غيابها الفعلي كواقع. النص يعبر عن حالة من الازدواجية: فهو يدعو إلى الوحدة العاطفية ولكنه يُقر بانفصال لا يمكن تجاوزه.
4. المستوى الثقافي
القصيدة تنتمي إلى تراث شعري عربي، حيث تُستدعى رموز الطبيعة كوسيلة للتعبير عن المشاعر. الناي، كرمز صوفي، يعكس شوقًا روحانيًا:
"يا عزفَ الناي، بشعلةِ الروح".
كما أن حضور "القرى" و"حكايا الطفولة" يستحضر عناصر الذاكرة الثقافية العربية، مما يمنح النص بُعدًا كونيًا متجذرًا في الانتماء للماضي.
5. المستوى الصوتي
البنية الصوتية للقصيدة تعتمد على التكرار والترجيع (آآآه...) لإحداث إيقاع داخلي يعبر عن الألم والحنين. هذا التكرار يخلق جسرًا عاطفيًا بين القارئ والنص، ويؤكد على البعد الغنائي للقصيدة، كما يظهر في:
"آآآه... يا نسمةَ الليل، غنّي لي / آآآه... يا عطرَ الزهور".
الصوت هنا ليس مجرد وسيلة تعبير بل أداة تأثير تتماهى مع طبيعة النص الحالمة.
الخاتمة
تمثل "غناء النجوم" رحلة شعرية تستكشف معاني الوجود والعلاقة بين الذات والعالم الخارجي من خلال لغة شعرية مشحونة بالرمزية والصور الجمالية. القصيدة لا تقتصر على التعبير عن الحنين أو الحب، بل تمتد إلى مساءلة أعمق حول الذاكرة، الانتماء، والبحث عن الحقيقة المطلقة. عبر مستوياتها السيميائية والتفكيكية والجندرية، يبرع الشاعر في تقديم نص يتحدى القارئ فكرياً وعاطفياً،ويؤكد على قدرة الشعر في تجسيد المشاعر الإنسانية المركبة.
قصيدة غناء النجوم
آآآآآآه...
حِينَ لَامَسْتُ خَدَّ اللَّيْلِ بِأَهْدَابِي
تَرَاقَصَتْ نُجُومُ الْحُبِّ فِي أَنْخَابِي
آآآآآآه... يا نَسْمَةَ اللَّيْلِ، غَنِّي لِي
آآآآآآه...يَا عِطْرَ الزُّهُورِ..
يَا حُلْمَ الطُّفُولَةِ ..يَاحَكَايَا الْقُرَى
آآآآآآه...يَا عَزْفَ النَّايِ، بِشُعْلَةِ الرُّوحِ
بِالْأُغْنِيَاتِ....... وَبِالصَّدَى الْمَجْروحِ
أَنْتِ......
فِي مُقْلَتَيْكِ زُرْقَةُ بَحْرِي
وَفِي عَيْنَيْكِ بَريقُ قَدَرِي
آه... يَا حُبَّ عُمْرِي، يَا نُورَ السَّفَرِي
آه... أَنْتِ الْحَيَاةُ، يَا نُورَ قَمَرِي
أَنْتِ......
سَأَبْقَى أَهِيمُ عُمْرِي
فَأَنْتِ لِي قَلْبٌ، وَأَنْتِ حَقِيقَةَ أَمْرِي
آآآآآآه...يَا شَاعِرَ الْحُبِّ، غَنِّي لَهَا سِرِّي
وَاجْعَلْ غَرَامِي أُغْنِيَةً تَسْرِي
ــــــــــــــــــــــــــــ
وللمزيد من الاطلاع على القصيدة وهي مغناة المرجو الولوج الى الرابط أدناه.
https://vm.tiktok.com/ZMkhxV4qa/
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |