![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
عبد النور إدريس
2024 / 12 / 20
قصيدة "دهشة المطر"
للشاعر إدريس عبد النور
ملخص
القصيدة تُجسّد تجربة شعرية فريدة، حيث يتحوّل المطر إلى رمز كوني للحياة والدهشة. من خلال لغة شاعرية مفعمة بالإيقاع والتكرار، يفتح الشاعر أبواب التأمل في البدايات والنهايات، ويطرح أسئلة وجودية عن سرّ النشوء وشهقة الحياة. يمتزج في النص جمال التصوير الفني بعمق الفلسفة الكونية، حيث يصبح المطر لغةً خفية تحمل أسرار الأبد.
Summary of the Poem "Amazement of the Rain" by driss Abdennour
The poem embodies a unique poetic experience where rain transforms into a cosmic symbol of life and wonder. Through rhythmic and repetitive language, the poet invites reflection on beginnings and endings, posing existential
questions about the mystery of creation and the breath of life. The poem seamlessly blends artistic imagery with profound cosmic philosophy, presenting rain as a hidden language carrying the secrets of eternity.
قراءة قصيدة "دهشة المطر" للشاعر إدريس عبد النور
الناقد الأدبي ع.إ
قصيدة "دهشة المطر" للشاعر المغربي إدريس عبد النور تنتمي إلى فضاء شعري يجمع بين جماليات التعبير والتكثيف الفلسفي والرمزية السيميائية. تستدعي القصيدة التأمل في طبيعة المطر بوصفه رمزًا كونيًا متعدد الأبعاد يحمل معاني الحياة، البدء، والدهشة الوجودية. نقترب من النص مسترشدين بالمفاهيم النقدية التي طوّرها الشاعر نفسه في كتاباته حول النقد الجندري.
1. المستوى الجمالي
القصيدة تنبض بطاقة لغوية مفعمة بالإيقاع الداخلي والتكرار الرمزي، حيث تشكّل "آهٍ... يا مطر" لازمة موسيقية تتردد طوال النص، فتمنح القارئ إحساسًا بحميمية المطر ورهبته في آنٍ واحد. هذا التكرار يخلق إيقاعًا داخليًا يتماشى مع حركة المطر كحدث طبيعي ومجاز وجودي.
استخدام الشاعر لتراكيب مثل "لُغَةُ الأَبَدِ المَخفِيَّة" و"شَهِيقُ الحَيَاةِ" يُظهر براعة فنية في ربط الألفاظ بالمشاعر الكونية والإنسانية.
2. المستوى الفلسفي
المطر في القصيدة ليس مجرد ظاهرة طبيعية، بل كيان فلسفي يحمل أسئلة كبرى:
النشوء والبدايات: يتساءل الشاعر عن المطر بوصفه أصل الأشياء: "أَتَحْمِلُ أَسْرَارَ النُّشُوءِ؟"
الحياة والنهاية: المطر يتجاوز مفهوم الزمان والمكان، حيث يُصبح رمزًا للدوام والتحوّل.
هذا الربط بين المطر والوجود يُظهر تأثير الفكر الإغريقي الكلاسيكي، لا سيما عناصر الماء كأصلٍ للحياة (طاليس)، مع إسقاط عصري يتناول الوجودية والمعنى.
3. المستوى السيميائي
يتعامل الشاعر مع المطر بوصفه رمزًا متعدد الطبقات:
لغة كونية: في قوله "لُغَةُ الْكَوْنِ"، يُبرز المطر كوسيط بين الإنسان والسماء، بين الأرض والزمان.
شيفرة أبدية: المطر يُقدَّم كشيفرة ميتافيزيقية تحوي أسرار الوجود.
تحولات الزمان والمكان: حيث يتحول المطر من نقطة زمنية إلى لحظة شاملة للوجود.
السيميائية في القصيدة تفتح مجالًا لتأويلات عديدة، مثل علاقة المطر بالخصوبة، الإحياء، والدهشة.
4. المستوى النقدي الجندري
وفقًا لمفاهيم إدريس عبد النور في النقد الجندري، يمكننا تحليل القصيدة من زاويتين:
الأنوثة الرمزية: المطر كيان أنثوي يحمل دلالات الخصوبة والحياة. في هذا السياق، يُمكن قراءة المطر كأيقونة أنثوية تمنح الوجود معنى جديدًا، حيث "تَكْتُبُ السَّمَاءُ أَحْرُفًا".
الزمن والتحوّل: المطر يُحاكي "اللحظة الأنثوية" الحاسمة في التحوّل والتجدّد، مما يعكس دينامية الحياة التي ترتكز على القوة الإبداعية للأنثى في الطبيعة والمجتمع.
5. المستوى النقدي العام
القصيدة تنتمي إلى شعرية ما بعد الحداثة، حيث يتداخل الذاتي مع الكوني، ويتحول النص إلى فضاء لتبادل التأويلات بين القارئ والنص. تتسم بخصائص عدة:
التكثيف اللغوي: الكلمات محمّلة بطاقات دلالية تتجاوز المعنى السطحي.
تجاوز الثنائيات: مثل البداية والنهاية، حيث تصبح المطر بدايةً ونهايةً في الوقت ذاته.
الدهشة الجمالية: النص يعتمد على خلق حالة دهشة لدى القارئ عبر الصور الشعرية المبتكرة.
خاتمة
قصيدة "دهشة المطر" ليست مجرد نص شعري، بل هي فضاء تأملي يدمج بين الجماليات الفنية والرؤية الفلسفية والنقد الجندري. إدريس عبد النور ينسج في هذه القصيدة لغة تتجاوز الحروف لتصل إلى العمق الإنساني والكوني. يمكن قراءة النص على مستويات متعددة، مما يمنحه ثراءً تأويليًا يستحق مزيدًا من الدراسة الأكاديمية.
القصيدة دهشة المطر
...آآآهٍ... يَا مَطَرْ
أَنْتَ لُغَةُ الْكَوْنِ حِينَ يَتَفَجَّرُ الصَّمْتْ،
وَحِينَ تَتَدَفَّقُ السَّمَاءُ أَحْرُفًا،
يَكْتُبُ الزَّمَانُ بِقَطْرَاتِكَ قِصَصَ الأَبَدْ،
وَيَسْتَحِيلُ الوُجُودُ قَصِيدَةً ....
يا أَسْرَارَ الدَّهْشَةِ.
..آآآهٍ... يَا مَطَرْ
حِينَ تَمْتَدُّ فِي صَمِيمِ الْأَرْضْ،
ينْبُتُ شوق الشَّجَرْ،
...آآآهٍ... يَا مَطَرْ
أَنْتَ الْوَقْتِ فِي خُطُوطِهِ الْمُنْكَسِرَةِ،
تَرْسُمُ بَدْءَ اللَّحْظَةِ،
وَتُحَوِّلُ نهاية القصيدة
إِلَى أَنْشُودَةٍ تَعْبُرُ الزَّمَانَ.
...آآآهٍ... يَا مَطَرْ
آآآهٍ... يَا مَطَرْ
أَتَسَاءَلُ:
أَتَحْمِلُ أَسْرَارَ النُّشُوءِ؟
أَمْ أَنْتَ ...
شَهِيقُ الْحَيَاةِ؟
يا ذِكْرَى الْبِدَايَاتِ،
يا وَعْدُ النِّهَايَاتِ؟
...آآآهٍ... يَا مَطَرْ
يَا لُغَةَ الْأَبَدِ الْمَخْفِيَّةِ).
ملاجظة: للمزيد من الاطلاع على القصيدة وهي تتجلى في الافتراضي ، ادخل للرابط أسفله:
https://vm.tiktok.com/ZMk6aR5oq/
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |