![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
فلاح أمين الرهيمي
2024 / 12 / 19
بادرت مجموعة من صفوة أبناء مدينة الحلة الفيحاء النجباء على إقامة (متحف الحلة المعاصر) عام/ 2014 فقدمت لهم من أهالي مدينة الحلة بعض التحفيات القديمة من الأواني والأدوات والأفرشة وغيرها من أبناء الحلة الشرفاء واستمرت زيارتي لهم وكانوا يقومون بعمليات البحث عن الآثار القديمة من ملابس وحاجيات وأدوات طبخ وصور وغيرها من الآثار وانقطعت عنهم مدة من الزمن لأسباب المرض والعمل والكتابة حتى أصبحت الآن عاجزاً ومقعداً في البيت ما عدا المزاولة على الكتابة في الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتأليف الكتب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي بلغ عددها 38 كتاب وكراس .. واستمريت على الكتابة على موقعي في الحوار المتمدن حتى تجاوز عدد زوار الموقع (ستة ملايين زائر) وفي يوم 19/12/2024 دفعني الشوق والحنين لزيارة (متحف الحلة المعاصر) فاستقبلني بترحاب أحد المنتسبين بالمصافحة والقبل وقادني إلى غرفة صديقي العزيز مدير المتحف الأستاذ (علي عبد الجليل شعابث) فاستقبلني بالاحترام والمصافحة والقبل الحارة وجلس بجواري يسألني عن صحتي وغربتي وقادني في جولة على غرف وساحات المتحف فأصابني العجب والإبهار عما شاهدته من تماثيل نصفية لشخصيات الحلة العظماء والمبدعين وآثارهم واعتبرت نفسي في أحد متاحف الدول الأوربية والعربية التي كنت أيام زمان أزورها وأعجب بمتاحفها وآثارها وقد علمت أن (متحف الحلة المعاصر) كان يزوره ويعجبون بتنظيمه ومحتوياته الكثير من الزوار والشخصيات الرسمية التي تزور مدينة الحلة ... ثم جاءني صديقي العزيز الصحفي البارع الأستاذ (محمد هادي) الذي يتبرع ويعمل في المتحف وقادني إلى مكتبة المتحف الذي تجاوز عدد الكتب بها الآلاف وجميعها من إنجاز وآثار وأعمال من الراحلين والمساهمين في المتحف العامر.
إن هذا المتحف الرائع والعظيم بتحفه وآثاره أثار في نفسي الفخر والاعتزاز بمديره الأستاذ (علي عبد الجليل شعابث) ومنتسبيه الذين تجاوز عددهم العشرة قاموا بجهودهم وأعمال شخصية ومن خلال تبرع منتسبيه بالأموال والجهد الشخصي ما عدا البناية التي تعود إلى الإدارة المحلية في محافظة بابل ... والذي يثير العجب والاستغراب أن هؤلاء النجباء والشرفاء يقتطعون من رواتبهم وأموالهم في إقامة التماثيل والوسائل الأخرى مثل الكراسي والبنايات والأفرشة والمصابيح والمصاطب ووسائل التبريد والتدفئة والحاسبات والوسائل الأخرى إضافة إلى الجهد والعمل لمدير ومنتسبي المتحف وما يؤسف له بدون دعم ومشاركة الدولة لهم.
إن العدالة الاجتماعية تستوجب على تعويض أي إنسان يقوم بجهد عضلي أو فكري تعويضه عن هذا الجهد وهذه الصفوة من العاملين في (متحف الحلة المعاصر) يجب تعويضهم عن الجهد والوقت الذي يقدمونه من أجل العراق وطن وشعب بالرغم من أن قسم منهم يستلم راتب تقاعدي إلا أنه يقدم جهد ويشغل وقت ويعتبر عمل إضافي يجب أن يعوض عليه من الدولة التي تعتبر مؤسسة خدمية للشعب ... إن هذه الصفوة من أبناء الحلة الفيحاء النجباء يعملون في مؤسسة تراثية لمعرفة العراقيين والأجانب عن تاريخ العراق ومعيشتهم وحياتهم وثقافتهم وغيرها وهذا العمل يعتبر ثقافي ومعرفي للآخرين.
إن المفروض بالدولة العراقية تخصيص وزارة للتراث العراقي لأن العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه يزخر بالآثار المختلفة الدينية وغير الدينية وتعتبر أهم وأفضل من بعض المهن والمرافق التي يخصص لها الآن وزارة في الحكومة العراقية.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |