جمال الموت يغير الواقع

كاظم حسن سعيد
2024 / 12 / 18

ظهرت الواقعية السحرية في المانيا اولا بين الحربين ثم في امريكا اللاتينية ,
سنة 1925كان الصحفي والناقد الالماني فرانك روة قد زار معرضا فنيا اقيم في مانهايم بالمانيا فاطلق عليه وصف الواقعية السحرية بعدها تثبت المصطلح على النتاج الادبي محل الحركة التعبيرية .
واعتبر بيكمان وغروسز وكريستيان من اوائل المؤسسين لهذا النهج .
منذ فوزه بنوبل اقترن هذا المصطلح الواقعية السحرية بكتابات ماركيز ,والمصطلحات قد لا تحتوي الظاهرة او الخط الادبي او الفني بشكل مكتمل فمن يرى قوة الجمالية في رسومات ماتيس لا يؤمن بمصطلح الوحوشية توصيفا لها لكن بعض الظروف تحتم تثبيت مصطلحات ما .
في قصته ( اجمل غريق في العالم) تجسيد للواقعية السحرية حيث يمتزج الواقعي بالمتصور والغرائبية بالمعتادة .
بسبب غريق استثائي تتغير اشياء كثيرة في قرية معزولة فيغيرون من ابوابهم فتكون عالية واشد صلابة سينهكون ظهورهم في حفر الابار في الصخور وفي زرع الازهار عبر الاجراف سيدهنون بيوتهم بالوان زاهية احتراما لذكرى الجثة استبان , وهو اسم اطلقته النساء عليه بعد مناقشات نفسية ولغوية وكان مفروضا من مترجمها الدكتور محمد قصيبات ان يوضح لنا معنى هذا الاسم لقوة رمزيته .
حين اقتربت الجثة الغريقة من الاطفال ظنوه سفينة ولما اقترب وعلموا انه بلا راية ولا صاري توقعوه حوتا كبيرا حين اقترب من تراب الشاطيء .
ازاحوا عنه الطحالب والياف المدوز والاسماك فشرعوا يلعبون بتلك الجثة يوارونها في التراب ويخرجونها هؤلاء اطفال غير هيابين من الموت فاستنبطوا منه لعبة للتسلية .
حين حمله رجال القرية شعروا بثقله وكانهم يحملون حصانا فقد كانت الجثة اطول من قامة كل الرجال وتصوروا ان الغرقى تطول قاماتهم بعد الموت وسرعان ما علموا بان الرجل غريب عن قريتهم .
تلك القرية كان موتاهم نادرين ولا يملكون سوى سبعة قوارب تكفي لحمل اهل القرية جميعا وفيما ذهبوا ليستفسروا عنه في القرى القريبة كانت النسوة يمسحن الطحالب عن شعره ويقشرن ما لصق بجثته بالسكاكين ولاحظن انه قابل ملكي الموت في فخر لان وجهه لا يحمل وحشة الغرقى .
انهن لم يرين رجلا في مثل هيبته وجماله تحلقن حول الجثة لخياطة بدلة تليق به وهن يصدرن الاعجاب واخذن يحلمن بانجازات الرجل لو كان في قريتهن .
فجرا غطت النسوة وجهه خوفا عليه من اشعة الشمس لقد راينه ضعيفا في اليوم الثاني فبدات ملحمة البكاء والعويل وفرحن لان الرجال عادوا ولم ينتسب الغريق لاية قرية فقلن انه منا .
القصة تذكرك باحداث والمعتقدات التي كانت تسود في مائة عام من العزلة .
كيف تنسج الناس الخرافات وكيف يتصورون العالم وكيف يعيشون فيه بطزاجة وعفوية .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي