![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
صادق جبار حسين
2024 / 12 / 14
شهدت سوريا تطورات جذرية عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد ، حيث استغلت إسرائيل هذه اللحظة لتنفيذ سلسلة من العمليات العسكرية الضخمة ، أستهدفت فيها البنية التحتية العسكرية السورية بشكل تدميري غير مسبوق .
وقد حققت الهجمات الإسرائيلية أرقام قياسية وخسائر جسيمة
في غضون 48 ساعة فقط ، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ نحو 500 غارة جوية ، أستهدفت أكثر من 130 موقعًا استراتيجيًا عسكريًا في سوريا .
وصرح الجيش بأن هذه العمليات أدت إلى تدمير حوالي 85% من القدرات العسكرية الاستراتيجية السورية ، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي وصواريخ أرض-أرض .
تدمير شامل للترسانة العسكرية السورية
شملت الهجمات الإسرائيلية تدميرًا ممنهجًا للبنية التحتية العسكرية السورية .
حيث دُمرت جميع المطارات الحربية السورية وأخرجتها من الخدمة ، مثل مطار بلي
وأسفر القصف عن تدمير مئات الطائرات والمروحيات القتالية .
وأغرقت القوات الإسرائيلية جميع السفن الحربية السورية في ميناء اللاذقية ، مما جعل سوريا بلا أي قدرة بحرية قتالية .
ودُمرت أكثر من 90% من منظومات الدفاع الجوي السورية بما في ذلك صواريخ أرض-جو الاستراتيجية ومنظومة "إس-200" و"بانتسير-إس1".
كما شملت الضربات تدمير مواقع إنتاج وتخزين صواريخ "سكود" المتطورة ، التي كانت تشكل العمود الفقري للقدرات الصاروخية السورية.
بالرغم من أعتمد الجيش السوري بشكل كبير على الأسلحة الروسية التي تعود إلى حقبة الستينيات والثمانينيات ، بما في ذلك طائرات مثل "ميغ 29" و"سوخوي 24"، ودبابات من طراز "تي-90" و"تي-72"، وأنظمة صواريخ "سكود-إس" و"سكود-دي". وعلى الرغم من حجم الترسانة ، كانت معظم هذه المعدات قديمة وغير قادرة على مواجهة التفوق التكنولوجي الإسرائيلي .
أكد الجيش الإسرائيلي أن هذه العمليات كانت نتاج استعدادات دقيقة على مدى أسابيع ، تضمنت تقييمًا شاملاً للوضع السوري الداخلي .
وقد وُضعت خطة هجومية لتدمير جميع القدرات العسكرية الاستراتيجية السورية ، خاصة تلك التي تمثل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل .
وصف الجيش الإسرائيلي ضرب منظومة الدفاع الجوي السورية بأنها إنجاز استراتيجي كبير، حيث أكد أنه أزال عقبة رئيسية أمام التفوق الجوي الإسرائيلي في الشرق الأوسط . كما أن السيطرة على المواقع الاستراتيجية جعلت إسرائيل في موقع يسمح لها بإعادة تشكيل المعادلة العسكرية والسياسية في المنطقة.
يُعد سقوط نظام الأسد تحولًا جذريًا في التوازن العسكري والسياسي في الشرق الأوسط .
فبسيطرة إسرائيل على الجولان وجبل الشيخ ، وتدمير البنية التحتية العسكرية السورية ، باتت دمشق شبه معزولة عسكريًا
مما يضعف قدرتها على التأثير في المشهد الإقليمي .
ونجحت إسرائيل في تحقيق ما وصفته بـ"الحلم التاريخي"، إذ تمكنت من بسط سيطرتها الكاملة على مرتفعات الجولان وجبل الشيخ ، الذي يطل على العاصمة دمشق وعلى الحدود بين سوريا ولبنان .
هذا التقدم العسكري منح إسرائيل موقعًا استراتيجيًا حيويًا لخنق خطوط الإمداد لحزب الله في لبنان ومنع وصول الأسلحة الإيرانية عبر سوريا .
تجسد العمليات الإسرائيلية في سوريا نموذجًا صارخًا لاستغلال الفراغ السياسي والعسكري لتحقيق مكاسب استراتيجية .
ومع سقوط نظام الأسد ، يبدو أن سوريا دخلت مرحلة جديدة من الضعف والتبعية الإقليمية ، بينما ترسخ إسرائيل تفوقها كأقوى قوة عسكرية في المنطقة .