ورحل طاغية آخر

اسماعيل شاكر الرفاعي
2024 / 12 / 11

https://www.google.com/search?q=قناة+العربية+مباشر&rlz=1CDGOYI_enUS1113US1113&oq=ق&gs_lcrp=EgZjaHJvbWUqBggAEEUYOzIGCAAQRRg7MgYIARBFGD0yBggCEEUYPDIGCAMQRRg9MgYIBBBFGDsyBggFEEUYOzIGCAYQRRg8MgYIBxBFGDkyDQgIEAAYgwEYsQMYgAQyDQgJEAAYgwEYsQMYgATSAQg2MzEwajBqOagCALACAeIDBBgCIF8&hl=en-US&sourceid=chrome-mobile&ie=UTF-8#fpstate=ive&vld=cid:695dfb39,vid:jJqcFN-hjGg,st:0 ورحل طاغية آخر

لم يجف نهرا الفرات وبردى حزناً عليه ، ولم يهرع جبل قاسيون خلفه ، ويترك ارض الوطن تميد بساكنيها ، وحين صحا الناس صباحاً على خبر هروب الطاغية : وجدوا الطبيعة كما هي : الضوء يملأ ارجاء المكان ، والغيوم تسقي الزرع وتبلل المشاة ، والأشجار تنتصب مورقة ، وسمعوا اصطفاق اجنحة الطيور المهاجرة ، ومرح أصواتها وهي تغرد ، وترقرق ، وتطلق الهديل ...

ونظر الشعراء وكتاب الأعمدة والمنظرون إلى انفسهم في المرايا : وهم يتحسسون وجودهم : وقد اصابهم العجب من كونهم يستطيعون العيش من غير تهليل وتمجيد وتطبيل …

واكتشف السجانون والجلادون والمخبرون السربون : ان الوطن يمكن ان يظل بخير من غير هراوات وتقارير وسجون.

وفي زحمة تدافع رغباتهم لاكتشاف بعض اسرار الطاغية ، وجد المالكون الجدد لبلاد الشام : مفاتيح أبواب قصور الرئاسات وابواب الوزارات : واكتشفوا بعض الاسرار ، وأذهلتهم الصور والعطور ، وتلمسوا مسحورين ملابس النوم : حتى إنهم لفرط دهشتهم :سمعوا ضحكات الفتيات اللواتي كن يراقصن الطاغية ويشبعن رغباته الجامحة …

في جوف طائراتهم : المهاجرة بهم في درب " الصد ما رد " يحاول الطغاة استعادة بعض ذكرياتهم ، ( لطرد الشعور بسقوطهم في عزلة قاتلة ، ) لكن دون جدوى . يصعب على الطغاة الإحساس بعجزهم عن الإمساك بذكرياتهم ، هم الذين كانوا يحملون بلدانهم بأطراف أصابعهم . فيتصاعد حزنهم واساهم على ما يواجهونه من مصير : فقدوا فيه القدرة على استعادة بعضاً من ذكرياتهم ، فتصطك عظامهم غضباً وهم في جوف طائراتهم التي تمخر بهم عباب الكون في درب " الصد ما رد "

والآن ادركوا السبب الذي حمل مستشاريهم على تقديم النصح لهم بحمل . مفاتيح أبواب السجون الكبيرة معهم . لقد تاكدوا من صحة ما سمعوه من انهم سيشعرون بعزلة قاتلة تنخر عظامهم ، مع اللحظات الأولى التي يبارك لهم الطيار فيها سلامة الاقلاع . ، وأنهم لا يتمكنون من كسر طوق هذه العزلة باستعادة بعض ذكرياتهم : لان ذاكراتهم انفصلت عنهم ما ان اقلعت بهم طائراتهم ارض الوطن …

تعجب آخر طاغية هارب من ان حالة النسيان الشامل التي يعيشها لم تحل دون ان يتذكر صوت. مستشاره المقرب الذي نصحه بتحريك مفاتيح أبواب السجون ، كلما حاصرته العزلة واشتاق لسماع أصوات بشرية …

وهكذا تسللت أصابع بشار الاسد إلى جيب سترته ، ما ان شعر بالعزلة تطوقه ، وهو في جوف طائرة مهاجرة به في " درب الصد ما رد " ، وحين تلمست انامل أصابع كفيه مفاتيح السجون الراقدة في جيوب سترته حتى انفجرت بعاصفة من تشابك أصوات الأنين والشكوى ، فابتسم شاكراً مستشاره الوفي الذي جعله يفك طوق عزلته بعاصفة من الأنين والشكوى البشريتين …

لويزيانا : 8-12 - 2024

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي