انها الحياة

خالد محمد جوشن
2024 / 12 / 10

اليوم هو الثامن من من شهر ديسمبر للعام اربعة وعشرين ومتبقى لك يناير وفبراير ومارس واسبوع عليهم هدية ، هذا اذا قدر لك العيش لتتم عامك الخامس والستين .

انه تاريخ طويل عريض قصير طويل ، عركتك فيها الحياة ولم تعركها

بل فركتك الحياة ، وما زلت رغم هذه السنين الخمسة والستون تقع فى اخطاء قاتلة سواء فى التصرفات او الافكار اومجابهة الناس وحواراتهم التى لا تنتهى .

اخطاء ما كان ليقع فيها شاب لا يتجاوز العشرين عاما ، ولكنها شخصيتك العجيبة وروحك القلقة .

شخصيتك التى يحترمها اغلب الناس ويعمل لها بعضهم الف حساب ، وربما هذا ما يحمينى لحسن الصدف ، من حيث لا ادرى ولم اكن اقدر على دفعه .

يعتبر بعض الناس اننى غاية فى الذكاء ، ايضا لا اعلم من اين استقوا هذا الانطباع الخاطى ؟

،فانا لا اعتقد انى زكى على الاطلاق

والغريب اننى سمعت ذلك اكثر من مرة ، وقالها لى وش احد الاصدقاء مؤخرا مرددا انت واحد من اذكى الناس الذين عرفتهم . ابتسمت خجلا واستغرابا .

ربما ارجع ذلك هو واخرين لانهم رأونى رغم تقلباتى السياسية ، احتفظت بشعرة معاوية ، واننى لا انغمس حتى الاذقان فى مستنقع ما ، حتى اجد خروجا سهلا بعدها وهذا افعله بالسليقة وليس بالذكاء الذى افتقده .

ربما كان كان هناك سببا اخر ، وهو محافظتى على هندامى وخصوصا على البدلة لو فى المحكمة ، ولا يعلمون انى اؤمن بالمثل الرائع الذى يقول: امشى امام الناس معرش ولا تمشى مكرش .

وايضا لاننى اكتشفت باكرا ، ان الناس تحترم لابس البدلة ليس لشخصه ولكن لبدلته

وما احدثكم به شوط ، وما أهيم به شوط اخر .

اننى رغم سنواتى الخامسة والستون التى احملها على كاهلى ، ما زلت اطرب للفرح وللموسيقى وللاغانى وتأسرنى الكلاسيكات لبيتهوفن وموتسارات واحلق معها فى عوالم اخرى رغم اننى لا افهم تقنياتها ولا اسسها العلمية .

تسحرك ايها الكهل ، الشابه التى تسير منسدلة الشعر اصفرا كان او اسود مرفوعة الهامة مكحولة العينين ، مصبوغة الشفتين مثل الكرز وان كان لا وجود له فى بلادنا .

ولا تعجبنى المرأة المكفية راسها الى الطريق وكانها تعد حصى الارض او أرتكبت اثما تداريه وتنكس راسها خجلا .

الغريب ان عشقى للمراة ما زال دافئا مستمرا ، وفورا تلفت انتباهى الانثى ولو كانت اتيه من على الطريق البعيد.

فورا اتفرسها متحايلا ، ناظرا الى عيونها وقوامها الباسق وصدرها الناهد متذكرا قصيدة الرائع صلاح جاهين

النهد زى الفهد نط اندلع

قلبى انهبش بين الضلوع و

انخلع

يالى نهيت البنت عن فعلها

قول للطبيعة كمان تبطل دلع

وعجبى

يا للهول عندما تكون لهذه للمرأة ابتسامة ندية ، انها تكون ساحرة يشرق الكون لها

متى ترحمنا الحياة ؟

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي