هذه سوريانا قد عدنا و عادت

ماجدة منصور
2024 / 12 / 9

هذه سوريانا قد عدنا لها و عادت إلينا نحن أصحاب الحضارة الضاربة في عمق التاريخ و وجدان العالم المتحضر.
هذه سوريانا طائر الفينيق الإسطوري الذي ينبعث من الرماد...بعض الأساطير يجب تصديقه.

هذه سوريانا و هي تتعطر بريحان الأرض و عبق الورد الجوري و زغاليد النساء المحبة ,العاشقة.
هذه سوريانا و هي تفتح حضنها للتحتضن أبناءها من كل طيف و لون و شقفة حب.
هذه سوريانا التي إنتزعناها غصبا عن فم أسد بائس (( أصله قط ))) قد أطبق على أعناقنا و حبس أنفاسنا منذ لحظات طفولتنا الأولية.

هذه سوريانا و هي تثبت للعالم أجمع بأن الحق لا يموت و إن للباطل جولة و للحق جولات كثيرة سينتصر فيها مهما إمتدت عصور القهر و الظلم والطغيان.
هذه سوريانا و قد إكتست لونها الأخضر ثانية بعدما حاول الولي السفيه إكسابها اللون الأصفر...لون الموت و الجفاف و اليباس.

هذه سوريانا التي لفظتنا خارج مدنها و نحن أسياد البلد و التاريخ العتيق,,فهناك قبر زوجي الدكتور الذي إغتاله النظام المجرم على يد أحد شبيحته الأطباء.

سأذهب لسوريا بعد 28 عاما قضيتها في المنفى و أنا شابة جميلة كي أزور قبر زوجي في حلب و قبر أبي في خان شيخون و قبر أمي التي ماتت وأنا بالمنفى و لم أستطع حضور جنازتها...سأذهب لحلب و لساحة سعد الله الجابري حيث مكان عيادة
زوجي الذي إغتاله شبيحة النظام ممن يدعون أنفسهم أطباء.
سوف أذهب لسوريا حيث الأرض و الهواء ينتظرونني و أحباء كثر,,لم يكن لدي يد بفراقهم.
هذه سوريانا تعود لأهلها رغم أنف الطغاة من العرب و العجم وأصحاب العيون الزرقاء.
هذه سوريانا تفتح حضنها لتستقبل أولادها المهجرين قسرا,, هؤلاء اللذين كانت مأواهم خيم اللجوء التي نصبت لهم في عراء سماءهم.
طائر الفينيق ينبعث من رماده..لقد صدقت الأسطورة,,و سقط بشار.
عاش الشعب و سقط الحاكم,,هذه هي الصيرورة الطبيعية للوجود,, أليس كذلك؟؟؟
عاشت سوريا و سقط الطاغية.
عاشت سوريا بكل مكوناتها العرقية و الدينية فنحن كلنا قد حملنا ذات الهم و ذات القهر و إن كان بنسب متفاوتة.

لقد حان الوقت الآن لأودع غربتي القسرية الطويلة و التي لم يكن لدي خيار سواها...فإما الموت و إما الحياة,, و أنا قد اخترت الحياة كي أصارع نظام وحشي قاتل حتى في غربتي الإسترالية.

لقد عملت طوال 28 سنة في غربتي في جريدة الهيرالد صن و التي لم أتوانى للحظة عن إنتهاز فرص ضئيلة للغاية كي أفضح نظام المقبور حافظ الأسد حين لم يكن أرجل الرجال على التعاطي مع هذا المجرم الشرس بأبسط عبارة من التنديد و الشجب حتى!!
نحن لا نبغى سوى أن ترجع سوريانا بأبهى حلة نتباهى بها على شعوب الأرض التي إستبدت بكرامتنا و إنسانيتنا التي هدرها نظام عفن ,,بائس..طائفي..قذر ,,قد لعب على وتر الأقليات عقودا طويلة.
ها نحن قادمون لنثبت لسكان الأرض بأن للأرض أسيادها...و حان وقت الأسياد للعودة.

هنا أقف
و لن أمشي

و للحديث بقية

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي