|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
خسرو حميد عثمان
2024 / 11 / 30
إنني الأن على عتبة العقد الثامن من العمر، أثناء كتابة هذا المقال، أشعر: باستقرار فكري ونفسي ومستوى مقبول من النشاط البدني
لدرجة اتمكن الاعتماد على النفس في أداء مجمل المهام الحياتية واليومية بانسيابية رغم مروري بصعوبات صحية كثيرة ومعقدة منذ الانتهاء من جلسات معالجة البؤر السرطانية في المثانة، في مستشفيات ستوكهولم، بواسطة الهرمونات بمصاحبة الأشعة التي استغرقت 29 يوما في منتصف عام 2017. يعود فضل هذا المكسب الشخصي الرائع إلى ثلاثة عوامل أساسية:
العامل الأول: النظام الصحي، في مملكة السويد، وكفاءة العاملين في هذا الحقل الحيوي والهام بالاضافة الى برامج رعاية المسنين والطبيعة الخلابة والبيئة الملائمة لاستغلال وقت الفراغ ……!!!!
العامل الثاني: الانسجام والتعاضد والتعاطف المتبادل بين جميع أفراد العائلة، دون استثناء، رغم توزيعنا، بحكم الظروف القاهرة، على كُلِِ من السويد، سويسرا، كندا والولايات المتحدة.
العامل الثالث: فخري واعتزازي العميقين بتراث و وطنية ونزاهة وزُهْدْ وتاريخ ومزايا *والدي حميد عثمان الذي كان يؤمن" بأن القلم الحُر سُطان لا سُلطان عليه"، وكلُ من جدتي (والدته) عائشة جرجيس ووالدتي آمنة غفور لكفاحه ما المضني في إعالتنا وغرس حب العلم والمعرفة، السلوك المستقيم، الطيبة، الترفع، عزة النفس، روح التعاون والتواضع في أعماقنا عند مرورنا بأصعب الظروف وأحلكها…… …
* إلى جانب جرأته كان يَمْلُكْ بُعْد نظر مُدْهش، مما يجعلني أكتب بدون تردد: كان من النوع الذي ينطبق عليه مقولة سقراط:" ان أولئك القادرين على الرؤية وراء ظلال وأكاذيب ثقافتهم لن يفهمهم أحد، ناهيك عن تصديق الجماهير لهم" الدليل الموثوق على هذا الحُكم ما ذكره بهاءالدين نوري عنه في مذكراته في الصفحات 188 و 342- 343 .
العامل الرابع: قيامي، نتيجة تطور جذري حدث في الوعي، بعكس إتجاه حِكْمَةِِ حفظناها منذ الدراسة الابتدائية التي تنص على( العقل السليم في الجسم السليم) نحو (الجسم السليم ثمرة من ثمار العقل السليم)، هذا التحول الجذري في موقعَي السبب والنتيجة كان عاملاََ رئيسياََ لعدم ركوني إلى قوة العادة والتخلص من جميع انواع واصناف الإدمان بعد ما قرأت بإمعان وتأني كتاب DR ANNA LEMBKE الموسوم "أمة الدوبامين: إيجاد التوازن في عصر الانغماس dopamine nation: Finding balance in the Age of indulgence" ونشرت ثلاثة مقالات عنه في الحوار المتمدن عام 2022 إلى جانب مصادر أخرى متنوعة واليوتيوب ساهمتْ في توفير الوقت الكافي للمحافظة على عقلِِ نشط من جانب والتركيز على ماهو ضروري ومفيد، والتنفيذ المنتظم لبرامج وتمارين اللياقة البدنية والتخلص من آلام الركبة والمفاصل الاخرى والمحافظة على التوازن في حالتي الوقوف والحركة والقدرة على صعود ونزول السلالم بالاستفادة من كتاب Will Harlow الموسوم (THRIVING BEYOND FIFTY الازدهار بعد الخمسين) والفيديوهات التي نشرها في اليوتيوب والأن جاء دور الالتفات إلى الكليتين، لأنه تبين في آخر فحص مختبري لي قبل أيام بأن (eGFR) نزل الى الرقم 37 والكرياتين أرتفع إلى 139. وذلك بالبدء بالقراْة المتأنية لكتاب STEVEN ROSSANKY الموسوم " LEARN the FACTS ABOUT KIDNEY DISEASE تَعّرَف على الحقائق حول مرض الكلى" لتكييف نمط حياتي لتلائم هذا الواقع أكثر. صدر الكتاب عن دار النشر REDSG Publishing Columbia, South Carolina عدد صفحات النسخة الرقمية منه 142 يتضمن 10 فصول ضمن الباب الأول و في الباب الثاني مراجعة مختصرة لما ورد في الباب الأول بالاضافة الى فقرتين خاصتين بشرح المصطلحات والمصادر التي اعتمد عليها الكاتب.
سنقدم عرضا عاماََ للتعريف بمحتويات الكتاب خلال عدد محدود من المقالات ونشرها في الحوار المتمدن، في حال حصولنا على موافقة الناشر سنتوسع أكثر في عرض المواضيع. نستهل، في هذه الحلقة، بنشر فقرةِِ بدأ به الكاتب، اسماها الاستهلال Preface حيث سمى الفقرة التي تليها مباشرة بالمقدمة Introduction :ـ
حفزتني ثلاثة عوامل لكتابة هذا الكتاب عن مرض الكلى المزمن (CKD):
العامل الأول هو الحملة التي يقوم بها أطباء الكِلَى(جمع كلية) لتعريف الجميع برقم كليتهم. يُسْتخدم هذا الرقم، المسمى eGFR، لتعيين إحدى المراحل الخمس لمرض الكلى المزمن (CKD). في رأيي، على الرغم من حُسن النية، تَخْلق المراحل الخمس لمرض الكلى المزمن قدرًا هائلاً من الخوف غير الضروري. من المُهم أن تَعْرِف أن رقم كليتك يمكن أن يختلف كثيرًا. على سبيل المثال، يمكن أن يصل معدل الترشيح الكبيبي (eGFR) البالغ 50 إلى 45 أو 55 في الفحوصات المختبرية دون أي تغيير حقيقي في وظائف الكلى. يتمتع العديد من مرضى "مرض الكلى المزمن (CKD)" بوظائف كلى مستقرة لمدة عشر سنوات أو أكثر على الرغم من هذه الاختلافات الطفيفة في معدل الترشيح الكبيبي (eGFR).
العامل الثاني هو أنني لا أتفق مع أطباء الكلى الذين يشجعون بدء غسيل الكلى(dialysis) عند مستويات أعلى تدريجيًا من وظائف الكلى لدى المريض. يُظْهِر بحثي، وأبحاث العديد من زملائي، أن البدء المبكر بغسيل الكلى(dialysis) قد يكون ضارًا بالفعل. نعني بالبدء المبكر أن تبدأ غسيل الكلى عندما يتبقى لديك أكثر من 10 بالمائة تقريبًا من وظائف الكلى لديك. المرضى الذين يبدأون غسيل الكلى في وقت لاحق، عندما تكون لديهم حوالي 5 إلى 10 بالمائة أو حتى أقل من 5 بالمائة من وظائف الكلى لديهم، قد يعيشون في الواقع لفترة أطول من المرضى الذين يبدأون غسيل الكلى عندما تكون مستويات وظائف الكلى الخاصة بهم أعلى. آمل أن أتمكن من خلال تأليف هذا الكتاب من مساعدة المرضى على تجنب أشهر، أو حتى سنوات، من غسيل الكلى غير الضروري!
العامل الثالث الذي دفعني لكتابة هذا الكتاب هو الكم الهائل من المعلومات الخاطئة حول مرض الكلى المزمن(CKD) عبر الإنترنت وفي الكتب. يُرَوِج كل كتاب، تقريبًا، لنظام غذائي منخفض البروتين (low-protein diet)، ويروج الكثير منه لاستخدام المكملات الغذائية والوجبات الغذائية منخفضة البروتين جدًا. قد يكون اتباع نظام غذائي منخفض البروتين مناسبًا لبعض مرضى الكلى، ولكن ليس جميعهم. نظرًا لأن وظائف الكلى تظل مستقرة بالنسبة للغالبية العظمى من المرضى الذين يعانون من المرحلة 1 و2 و3 من مرض الكلى المزمن مع معدل الترشيح الكبيبي (eGFR) أعلى من 30، انظر الفصل (1)، فإن تناول البروتين المنخفض وخاصة المنخفض للغاية يؤدي إلى خطر سوء التغذية (malnutrition)، مع القليل من المكاسب أو عدم وجود مكاسب على الإطلاق. يعاني الكثير من المرضى، ما يقرب من نصف مجمل المصابين بمرض الكلى المزمن (CKD)، من مرض السكري. لم يُثْبَتْ أن الأنظمة الغذائية منخفضة البروتين تساعد على إبطاء انخفاض وظائف الكلى لدى مرضى السكري (diabetic.). لا ترى منظمة أطباء الكلى الدولية العالمية (KDIGO)، تحسين النتائج لأمراض الكلى (CKD)، المشار إليها في هذا الكتاب، أن تقييد البروتين الغذائي هو العلاج المناسب لمرضى السكر في جميع مراحل مرض الكلى المزمن الذين لا يخضعون لغسيل الكلى (dialysis) .
(يتبع)
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |