|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
محمد احمد الغريب عبدربه
2024 / 11 / 30
يستعرض هذا المقال بعض اللمحات الهامة في فكر كريستيان ميتز فيلسوف الصورة السينمائية، ومدي حضور فكرة البلاغة والاستعارة ومبادئ الشعر في السينما، وهي ملحوظة او جزء تم التعليق عليه من كتاب المنظر السينمائي تريفور وايتوك حول "الاستعارة في لغة السينما
" الذي ترجم للعربية عام 2005. وتم ملاحظة ان ميتز يرفض الاستعارة، وهي متوافق مع رفضه للجماليات والتحليل منطلقا منها او من البلاغة. وتأت اهمية ميتز حسب الباحث السينمائي بدر الدحاني أنه ساهمت الدراسات النقدية والنظرية الأولى بخصوص سيميوطيقا السينما في بلورة نموذج تحليلي شامل للتركيبة المعقدة للصورة السينمائية، يشمل كل القواعد والتقنيات القابلة للتطبيق الإجرائي والعملي على الفيلم السينمائي بوصفه مادة تطبيقية للسيميولوجيا، أي مادة للسيميوطيقات: وهي الدراسات المتخصصة في المتون؛ والخطاب الفيلمي هنا هو متن قابل للدراسة السيميوطيقية، بمعني "سيميوطيقا السينما".
رفض الاستعارة والشعر
ينتقد ميتز البلاغة الكلاسيكية بما فيها الاستعارة والكناية، ويتصور أنها تصنيفات وهمية، وبها ثنائيات لا يمكن دمجها وهذا هو تصوره النقدي في العموم حول الجماليات والبلاغة التي يراها غير قادرة علي الاحاطة بالصورة السينمائية وأنها تتعلق بالتحليل اللفظي والكتابي بخلاف الصورة التي لها خصائص ولغة تختلف عن البلاغة، وهو يشير إلي الفصل بين مستوي الخطاب ومستوي الإحالة وأن يوجد بينهم تباعد، وذلك لأن الخطاب بلاغة والأحالة تعني العلاقة أو الربكة بين الدال والمدلول، وهو ما لا يتم تحليله وفقاً للبلاغة.
وعادة ما تكون السينما وفق ما ذكره قيس الزبيدي المنظر السينمائي العراقي، ان السينما تحوي عناصر السرد الشعرية، وهو يعني أن الأفلام في منطقة او لغة السرد لديها قامت بتوظيف عناصر فنية مأخوذة من الشعر، أو تحوي علي خصال سردية وأساليب تعبير من النثر، ويوضح الزبيدي أن العناصر السرد النثرية، غالباً ما تكون طاغية، إلى جانب عناصر سرد شعرية مكملة، لأن سرد أية حكاية، يكون في الغالب ناتج حصيلة جدلية للتيارين، على هذا نجد في أكثر الأفلام نثرية، مشاهد مبتكرة تنتمي إلى الشعر. ووفقا لما ذكره الزبيدي يكون ميتز في تسائل كبير حول موقفه من البلاغة والجماليات الشعرية والنثرية في السينما.
الدال والمدلول
ويهتم ميتز كثيرا بمفهوم الدال والمدلول في التحليل، وهو ملخص فكره في العموم، وفي نظرياته العلاماتية في السينما، حيث يشير إلي توضيح في مفهوم التركيب في البلاغة الذي يعني تركيب وترتيب الكلمات والكتابة في النصوص وتحليل البلاغة وينبه علي أهمية الحفاظ علي تحليل الدال والمدلول والمعني واستخلاص جماليات ناتجة عن ذلك.
ونلاحظ أن ميتز يعترض ايضا علي تعديلات البلاغة الكلاسيكية إلي تصور جديد للبلاغة جديدة وهي مثل جاكبسون والشكلانيون الروس. ونري أن ميتز قد يدعو أو نستنتج أن يمكن يمكن تطبيق البلاغة والاستعارة والتشبيهات ولكن مع مراجعة دقيقة بالغة في مراعاة الدال والمدلول او العلامات وخصوصية الصورة واللغة السينمائية.
التأويل المتعدد
وحول منهج التأويل المتعدد يري ميتز ان دوره هو تحديد الاختيارات العامة للفيلم ومسألة التطور والتجلي، وهو يعني عدم التركيز كثيراً في خصوصية الفيلم وتكويناته الجمالية ومعانية السردية والإنسانية المتغيرة. أنما النظر إلي الانفتاح الكلي لملاحظات الفيلم والمشهدية وهو يتوافق مع منهجه في الدلالة والعلامات البنيوية.
كما هو معروف التأويل المتعدد لدي ميتز هو تعدد المعاني والتجليات للجميل في المادة الفلمية والبحث عن المعني، وهي هنا يقترب من مدارس التأويل لدي الكثير من نظرية النقد الادبي والفلسفة المعاصرة.
الشفرات المتحررة
وإجمالاً علي ما سبق حتي في استخدامه للدلالة يدعو إلي تحليل علي واسفل وحول الدلالة وليس في نطاق الشفرات والرموز فقط، حتي لا يتقيد الأمر بالدلالة والعلامات ويظل التحليل في الاخيتارات العامة والانفتاح. وأجمالاً علي ذلك أيضاً ينظر ميتز إلي الفيلم لدور في الكتابة والشعرية والتعامل معه ايضاَ كنص بجانبه التعليق عليه من خلال العلامات والدلالة والاتجاه مع ميتز ايضا إلي التحليل النفسي والأدبي للفيلم وكل ذلك والاهم منه طرح فكرة الأسلوب والتعبير الذي يعطي للفيلم اعتباره كنص وأيضا التحليل الظاهراتي للفيلم والسرد.
اللغة العادية
يعطي ميتز أهمية للأشياء والصور العادية في الفيلم، وايضا الكلمات واللغة المعتادة وذلك في التحليل ويعتبرها ثانوية وتمثيلات معتادة. ويفرق بين اللغة الشعرية واللغة العادية ولكن يحلل كلا منهما في إطار تحليل اللغة للفيلم. وايضا يتجه الي التمييز اجمالا علي ما سبق بين الاستخدام الفني وأساليب اللاوعي في التعبير في الحلم والكلمة.
مناحي متعددة
ينتقل ميتز الي الرؤية الكلية لجميع صور محتويات الفيلم رغم تفريقه بين ما هو ثانوي وفرعي في الشفرات والتعبيرات الفنية إلا انه يشمل كل ذلك بتحليل الاشارة والدلالة. فرغم هذا التصنيفات في الشفرات الا يميل الي الكلي. ويتعرض ميتز إلي النقد الثقافي عن طريق تحليل اللاوعي والايدولوجية واللغة وهي تتعلق بالمعاني بالباطنية والمضمون . وعلي مستوي التحليل النفسي والسيكولوجي يتعرض ميتز الي معاني تخص فرويد مثل الازاحة والتكثيف ويقصد بالتكثيف إلي تعدد المعاني اللغوية وايضا يستعين بفكرة فرويد حول العمليات الأولية وهو توجه لاكاني. فميتز لاكاني فرويدي بامتياز وكل ذلك من خلال تحليل للاستعارة والكتابة في اللغة الشعرية في الفيلم ولغة الفيلم .
ميتز وتفكيك دريدا
وحسب الباحث السينمائي بدر الدحاني، ان نظرية السيمولوجيا والعلامات في السينما لدي ميتز، تقوم على التفكيك، والتأويل، والكشف عن تمفصلات الخطاب، فإنها تسعى في أبعادها التحليلية إلى تفكيك النسق السيميائي للصورة السينمائية، باعتبارها مادة الفيلم التعبيرية التي تتجانس فيها وتتناسج العناصر التقنية، والفنية، والجمالية، وعادة ما يفصل ميتز نفسه في بحثه للغة والسيمولوجيا حول السينما عن اعتبار السينما نظاماً لغوياً وإن السينما ليست نظام من العلامات يستخدم لتبادل الاتصال باعتبار اللغة علامات، وليس لديها هدف تبادل الاتصال، فيري ان السينما لا تعتمد علي نظام مثل القاموس، وهو يري أنها تعتمد أكثر علي الجمع بين عناصر متنثرة وليس علي اختيار عناصر من نموذج، ونري ان ذلك حال البنيويين وفلاسفة التفكيك وما بعد الحداثة اللذين يتحرجون او يرفضوا النظام البنيوي اللغوي بشكله الصارم، ولكنهم يعتمدون عليه وميتز حسب نصوصه حول السينما هو علاماتي ولغوي بنيوي وهو يسع عبر مصطلحاته لتفسير السينما عبر اللغة والعلامات ولكنه يدعي ان لها لغة خاصة بها وليست نظام لغوي وعلاماتي .
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |