الحياة هايكو … الهايكو حياة

سعد جاسم
2024 / 11 / 30

بدمٍ أَزرق
يكتبُ الغرقى
وصاياهم الاخيرة
***
مسجونة في زجاجة
مكتوبة بحبر البحر
رسائل الغرقى
***
في ميناءِ البحر
سفنٌ وزوارقٌ نائمة
لاتكترثُ للعواصفِ الهوجاء
***
برغمِ شراسةِ الريح
على سريرِ البحرِ
نوارسٌ تتشمّسُ هانئةً

***
يحلمونَ بالوصول
الى فراديسِ اوربا
اطفالُ العوائلِ الغريقة
***
غرقى أَمْ منتحرونْ ؟
هؤلاء البشرُ الطافونْ
فوق زبدِ البحر ؟
***
بحبرِ البحر
الغرقى يكتبون
ذكرياتهم المريرة
***
لا جثثُهم ولا رسائلهم
تصلُ الى أهاليهم
ضحايا القواربِ البحرية
***
أحلامُهم لمْ تَمتْ
متشبثينَ بخيوطِ أمل
غرقى تايتانك الجديدة
***
في مملكةِ الماء
تنامُ هانئةً
حورية البحر
***
مراهقة مُتَبرّجة
تحتضنُ " اركَيلةً " بالتفاح
عائلةٌ عربيةٌ مُتحررة
***
صبايا متمردات
" يؤركَلنَ " في الكافيهات
عصرُ الحريّةِ المنفلته
****
في بيوتِ الهوى
يبعْنَ الملذّات
بناتُ الليل
***
بحثاً عن المُتْعة
فتيانٌ وبناتٌ
يُعكًرونَ مزاجَ الليل
***
رغيفٌ ساخنُ جداً
يخرجُ للتوِّ من فرن
نحتفي بهِ فرحينَ : فيحرقُنا
***
تشْهقُ آخرَ انفاسِها
عديمة الرؤية والرؤيا
بلادُ الرافدين
***
قطرةُ دمٍ مُتَجَمّرة
تُذكّرني بقنّاصٍ مُتهّور
جمرةُ سيجارةٍ بالظلام
***
يموتُ واقفاً
على ضفافِ الانهار
شجرٌ لايتسوّلُ الماء
***
خالية من البشر
الكلاب / المجانين
مدينةٌ بإنتظارِ حربٍ أُخرى
***
واقفةً تحتضرُ ببطءٍ
من لوعةِ العَطَش
عمَّتُنا النخلةُ العراقية
***
بكلِّ حواسّهِ يُبْصرُ
يرى العالمَ ببصيرتهِ
حكيمٌ أعمى
***
من كوّةِ سجنٍ صحراوي
تسطعُ ضاحكةً بدفءٍ
شمسُ الحبِّ والحريّة
***
من ثقبٍ ما بزنزانتِه
يرى ظلَّ القمر
سجينٌ أَبدي
***
لمْ تعُدْ طبيعية
عواصف / اعاصير/ براكين
الطبيعةُ الآن
***
من الزهورِ النديَّة
تختلسُ عسل القُبُلات
نحلاتُ الربيع
***
تحلمُ أَنْ تكونَ
شجرةَ حُب
امرأةٌ عاشقة
***
تغارُ من رفيفِها
راقصاتُ الباليه
فراشاتُ الحقولِ القزحيّة
***
عيونُهُ المُتوهّجة
تُشْعِلُ الغاباتِ الليلية
نمرٌ البراري
***
من سطحِ البيت
أراها برتقالةً حمراء
شمس الغروب
***
يُحاولُ العودةَ
الى نبعهِ الأوّل
نهرٌ ضيّعَ مجراه
***
ينهشُ كلَّ شيء
الا قلوب العشّاق
وحشُ السرطان
***
شيطانٌ خبيث
يغزو ارواحَ الناس
الحزن المُتوحّش
***
فايروسٌ شيطاني
ينهشُ العالم
وباءُ الجوع
***
كل ليلةٍ تحلمُ
أنّها حاملٌ بثلاثة
امرأَةٌ عاقر
***
كل ليلةٍ تحلم
بفارسٍ بلا ملامح
امرأةٌ وحيدة
***
كل ليلةٍ تحلم
بحفلةِ عرسٍ مُدهشة
امرأةٌ عانس
***
أَجنحةٌ للتحليق
جدرانٌ نستندُ عليها
الأصدقاءُ الحقيقيون
***
بكلِّ قوّةٍ وعناد
تقاوم ُالعواصف
شجرةُ التوتِ البرّي
***
بدهشةٍ تنظرُ للفراشات
تتمنى الطيرانَ مثْلَها
طفلة ٌحالمة
***
فراشةٌ مُلوَّنة
ترفرفُ فوقَ زهرة
ظلُّها فراشة ٌ أُخرى
***
نحلةٌ فوتغرافية
مشغولةٌ بتصويرِ الطبيعة
شاعرةُ هايكو
***
بعينيهِ اللمّاحتين
يقتنصُ اروعَ الهايكوات
" هايكست " مُحترف
***
يفتحُ نافذةَ غرفتَه
فيطيرُ منها قلبُهُ
أسرعَ من ضوء
***
تتفتحُ كل صباح
برغم قسوة الجليد
زهور الثلج
***
ملاكٌ صغير
يسقطُ في البئرِ سَهْواً
" ريّانُ " الغريق
***
لا للحربِ / المجاعات
كلَّ صباحٍ اكتبُ
على شجرةِ الأمنيات
***
للطيورِ تنظرُ بدهشة
تتمنى الطيرانَ مثْلَها
طفلة ٌحالمة
***
وجوهُهم مُلطّخةٌ
بالمساحيقِ والأَقنعة
أَشباهُ رجالْ
***
ملامحٌ مشوَّهة
َأَسماءٌ مُسْتعارة
نساءٌ مسترجلاتْ
———————————
* مختارات من كتاب هايكوي جديد ،
سيصدر في العام القادم ان شاء الله.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي