|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
عادل الكنوني
2024 / 11 / 27
مقال تأصيلي حول "سوسيولوجيا رؤية العالم"
1. نبذة عن أسباب ظهور العلم ومؤسسه وأهدافه وغاياته والفرق بينه وبين الفلسفة السياسية
ظهر علم سوسيولوجيا رؤية العالم كاستجابة لتحديات العصر الحديث التي يعاني فيها الأفراد والجماعات من أزمة في الوعي الاجتماعي و الإدراك المفهومي، نتيجة لتزايد التعقيدات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. من خلال هذا العلم، عادل الكنوني قدم رؤية جديدة لفهم تفاعلات الأفراد والجماعات مع محيطهم، عبر تحليل تأثير الرغبة، الحزن، الأمل، و الإحباط في اتخاذ القرارات الفردية والجماعية.
أهداف هذا العلم تتلخص في دراسة الظواهر الاجتماعية والسياسية المعقدة من خلال الوعي الفردي والجماعي، بهدف تقديم تفسير سوسيولوجي نفسي للقرارات الاجتماعية الكبرى مثل الهجرة السرية، الثورات، الاحتجاجات، و التغيرات الدينية.
غاياته تكمن في تغيير طريقة فهمنا للوعي الجماعي، من خلال ربطه بالمؤثرات النفسية والاجتماعية والسياسية.
الفرق بين سوسيولوجيا رؤية العالم و الفلسفة السياسية يتمثل في أن الأولى تركز على الظواهر النفسية والاجتماعية وتأثيرها على القرارات السياسية، بينما الثانية تبحث في الأنظمة السياسية و الشرعية و المبادئ التي تحكم الدول.
2. تحديد موضوع العلم بدقة
موضوع سوسيولوجيا رؤية العالم هو دراسة الوعي الفردي والجماعي وعلاقته بتشكيل القرارات الاجتماعية والسياسية. يرتكز العلم على تحليل التأثيرات النفسية والعاطفية مثل الرغبة، الأمل، الاحباط، و الحزن على الأفراد والجماعات، وكيف تؤثر هذه المشاعر في سلوكياتهم الجماعية مثل الهجرة السرية، الاحتجاجات، تنامي العصبية، و التغيرات الدينية والاجتماعية. الهدف الأساسي هو فهم آلية اتخاذ القرارات و تفسير الظواهر الاجتماعية من خلال تأثير الوعي و الإدراك المفهومي، ومدى قابليته للتشكيل والتغيير.
3. تحديد المناهج الممكن استخدامها لدراسة مواضيع هذا العلم الجديد
من أجل دراسة سوسيولوجيا رؤية العالم، يمكن استخدام عدة مناهج متكاملة:
المنهج السوسيولوجي: لفهم الظواهر الاجتماعية وتفاعل الأفراد مع محيطهم.
المنهج النفسي: لدراسة تأثير العوامل النفسية على اتخاذ القرارات، مع التركيز على مفهوم الاحباط و السعادة و الرغبة.
المنهج البرمجي العصبي اللغوي (NLP): لدراسة تأثير البرمجة اللغوية العصبية على كيفية تشكيل الوعي الفردي والجماعي.
المنهج السطاتيكي والديناميكي الاجتماعي: لفهم التغيرات الحاصلة في الجماعات والأفراد على مستوى جماعي وديناميكي.
المنهج الكمي والنوعي: لقياس المستويات النفسية و الاجتماعية مثل السعادة و الإحباط، ومقارنة هذه البيانات بين الجماعات والأفراد.
4. التطبيق العملي على موضوع الهجرة السرية وعلاقتها بالاحباط الفردي والجماعي
الهجرة السرية هي إحدى الظواهر الاجتماعية التي يمكن تحليلها من خلال سوسيولوجيا رؤية العالم. يعتمد الكثير من الأفراد على الهجرة السرية كطريق للهروب من الظروف الاجتماعية القاسية التي يعيشون فيها، نتيجة لوجود الإحباط الفردي والجماعي الناجم عن ظروف اقتصادية صعبة أو قمع سياسي.
الوعي بالاحباط: يُسهم الإحباط الفردي في تكوين فكرة الهجرة السرية باعتبارها الوسيلة الوحيدة للهروب من الواقع المعيش. هذا الاحباط الجماعي يدفع الكثير من الأفراد، في المجتمعات التي تعاني من القهر والظلم، إلى التفكير في الهجرة كحل لتغيير الوضع.
الرغبة والأمل: على الرغم من المخاطر الكبيرة، يعبر الأمل عن المحرك النفسي الذي يدفع الأفراد نحو مغامرة الهجرة، على أمل في حياة أفضل في الدول المتقدمة.
التأثير الاجتماعي والسياسي: الهجرة السرية تتأثر بالمناخ السياسي والاقتصادي في الدول المصدرة، حيث تكون الأنظمة السياسية غالبًا في تلك البلدان هي التي تُسهم في تكوين الوعي الجماعي الذي يشجع على الهجرة.
5. آفاق العلم مستقبلاً في دراسة الظواهر المذكورة سلفًا
يُتوقع أن يكون ل سوسيولوجيا رؤية العالم دور كبير في التنبؤ بالظواهر الاجتماعية مثل الحروب، الثورات، التغيرات الاقتصادية، و التحولات الاجتماعية. من خلال القياسات النفسية و الاجتماعية للوعي الفردي والجماعي، يمكن لهذا العلم أن:
يساعد في فهم تأثير السعادة والاحباط على اتخاذ قرارات الهجرة أو المشاركة في الاحتجاجات.
التنبؤ بتوجهات الجماعات الاجتماعية والسياسية في ظل الظروف الراهنة، مثل الهجرة السرية أو اللامبالاة الأخلاقية.
تقديم حلول للمشكلات الاجتماعية من خلال تعديل السياسات الاجتماعية والاقتصادية التي تساهم في زيادة الاحباط أو خفض مستوى السعادة في المجتمعات.
خاتمة
سوسيولوجيا رؤية العالم هو علم حديث طوره عادل الكنوني لفهم التأثيرات المتبادلة بين الوعي الفردي والجماعي في سياقات اجتماعية وسياسية معقدة. من خلال دراسة الرغبة، الأمل، الاحباط، والسعادة، يسعى هذا العلم إلى تفسير كيفية تأثير هذه المشاعر في اتخاذ القرارات الجماعية والفردية. باستخدام مناهج متنوعة مثل المنهج السوسيولوجي، النفسي، و البرمجة العصبية اللغوية، يوفر هذا العلم أدوات جديدة لفهم الظواهر الاجتماعية الكبرى مثل الهجرة السرية. في المستقبل، سيكون لهذا العلم دور أساسي في التنبؤ و إعادة تشكيل السياسات لمواجهة تحديات الوعي الاجتماعي في عالم متغير.