|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
زياد الزبيدي
2024 / 11 / 15
نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف عن الانجليزية*
كونستانتين أسمولوف
دكتوراه في التاريخ، زميل أبحاث رائد في مركز الدراسات الكورية، وهو جزء من معهد الصين وآسيا الحديثة التابع لأكاديمية العلوم الروسية
موقع The Postil Magazine بالإنجليزية
1 نوفمبر 2024
تزييف الحقائق
على الرغم من أن مثل هذه الشائعات تستند إلى مصادر مشبوهة للغاية، إلا أن هناك ما يكفي من الناس في كوريا الجنوبية والغرب على استعداد لتصديق مثل هذه الأشياء.
نحن نتحدث هنا عن مقال صحيفة كييف بوست Kyiv Post، الذي ذكر "بالإشارة إلى مصادر استخباراتية" أنه في 3 أكتوبر، نتيجة لضربة صاروخية أوكرانية بالقرب من دونيتسك، قُتل ستة ضباط كوريين شماليين وأصيب ثلاثة آخرون.
كما زعم رئيس "مركز مكافحة التضليل" في مجلس الأمن القومي الأوكراني، كوفالينكو، أن كوريا الشمالية أرسلت بالفعل عددًا محدودًا من رجالها العسكريين وأن بعضهم مات بالفعل.
ووفقًا له، فإن هؤلاء هم في الأساس قوات هندسية تشرف على جودة واستخدام أسلحة بيونغ يانغ من قبل الجيش الروسي.
في 8 أكتوبر 2024، صرح وزير دفاع كوريا الجنوبية، كيم يونغ هيون، أن التقرير المتعلق بخسائر العسكريين الكوريين الشماليين ربما يكون صحيحًا. وعلاوة على ذلك، صرح بأن كوريا الشمالية من المرجح أن ترسل قواتها إلى أوكرانيا كعلامة على تعميق التعاون العسكري بين بيونغ يانغ وموسكو. "نظرًا لأن روسيا وكوريا الشمالية وقعتا اتفاقية متبادلة تشبه التحالف العسكري، فإن إمكانية مثل هذا الانتشار واردة جدًا". كما أشار رئيس مكتب الأمن القومي في كوريا الجنوبية، شين وون سيك، إلى أن "التأكيد القاطع غير مناسب، ولكن هناك احتمال من هذا القبيل".
كانت نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون سابرينا سينغ أقل حسمًا: "لم أطلع على هذه التقارير. ولهذا السبب لا يمكنني تأكيدها... أما بالنسبة لدعم روسيا، فقد رأينا بالتأكيد أن كوريا الشمالية مستعدة لدعم روسيا عسكريًا. وهذا شيء نواصل مراقبته".
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إنه ليس لديه تقديرات بشأن إمكانية إرسال بيونغ يانغ لقواتها النظامية إلى أوكرانيا. ومع ذلك، إذا كانت التقارير صحيحة، فإنها تشير إلى اليأس "العميق" لروسيا، التي تسعى إلى تجنيد الدعم الخارجي في حربها في أوكرانيا.
فضح الأكاذيب
رسميًا، لم يتم تأكيد وفاة الكوريين الشماليين أو وجودهم في أوكرانيا، ولكن بالنسبة لمؤيدي هذه القصة، فإن هذا بمثابة تأكيد لهم فقط، مثل القول أن "السلطات تتستر" على الموضوع. ومع ذلك، لدي إجابة.
1) أولاً، كان هذا النوع من الأخبار ليترك بصماته في الوسط الإعلامي الروسي – ونحن لا نتحدث عن المصادر الرسمية أو الموالية للحكومة، ولكن عن ما يسمى "الوطنيين" الذين يروجون بنشاط لأي تلميحات للتعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ ضد كييف. عندما تم تقديم ضابط شرطة مع روسي من أصل كوري (في أقصى الشرق الروسي تعيش اقلية كورية-ZZ) يزوران منطقة العمليات العسكرية على أن "القوات الخاصة الكورية الشمالية تعمل بالفعل"، فإن المعلومات حول وصول مثل هذه المجموعة و/أو الضربة عليها ستؤدي إلى سلسلة من المنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي وليس فقط هناك.
2) ثانيًا، أجرى الصحفي الناطق بالروسية يفغيني ستيفان Yevgeny Stefan، الذي يعيش في كوريا الجنوبية والذي يُعرف بين المغتربين بأنه مؤيد لأوكرانيا، تحليلًا لمصادر الأخبار. وفي تحليله خلص إلى التالي. تشير المقالة في صحيفة كييف بوست المعنية إلى كل من "مصادر الاستخبارات" المجهولة و"الشبكات الاجتماعية الروسية"، أو بالأحرى قناة تيليغرام "Kremlin Snuffbox"، والتي يكرر ما نشر فيها نص صحيفة كييف بوست تمامًا. ومن هذا، يستنتج ستيفان أن تلك القناة كانت المصدر الوحيد لصحيفة كييف بوست وأنهم ببساطة اخترعوا "المعلومات الاستخباراتية". ومع ذلك، تنشر هذه القناة حصريًا مواد "سلبية جدا للواقع الروسي"، وفي رأي ستيفان، الذي أكرر أنه ليس كاتبا مؤيدًا لروسيا بأي حال من الأحوال، فهي ليست مصدرًا يتمتع بمصداقية.
3) ثالثًا، في 10 أكتوبر 2024، نقلت وكالة تاس عن المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف قوله: "يبدو أن هذا وجبة أخرى من الأخبار المزيفة".
دور معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة
بشكل منفصل ومتكرر، يجب أن نوضح أن الوزير مخطئ في الاعتقاد بأن التحالف العسكري سيؤدي إلى مشاركة الجيش الكوري الشمالي في أوكرانيا. نعم، في 19 يونيو، وقعت كوريا الشمالية وروسيا معاهدة شراكة استراتيجية شاملة، والتي تنص على المساعدة المتبادلة في حالة العدوان على أي من الدول. وفقًا للمادة 4 من المعاهدة، "إذا وجد أحد الطرفين نفسه في حالة حرب بسبب هجوم مسلح من قبل دولة أو أكثر، فإن الطرف الآخر سيقدم له على الفور المساعدة العسكرية بكل الوسائل المتاحة له". ومع ذلك، من الواضح أن المساعدة الشاملة تُقدم في حالة الحرب، وهو ما لا ينطبق على كل صراع مسلح (لذلك تسمى الحرب في اوكرانيا "عملية عسكرية خاصة" ولم يعلن أحد الحرب)، على الرغم من حقيقة أن المادة 3 تفترض المشاورات الإلزامية في حالة وجود تهديد بالصراع. وهذا يعني أن بيونغ يانغ يجب أن تنسق أعمالها مع موسكو إلى حد أكبر من ذي قبل.
لماذا لا أؤمن بإمكانية هذا النوع من المساعدة؟
هنا يجب أن أكرر نفسي أيضًا.
1) أولاً، سيتسبب ظهور قوة أجنبية في العديد من المشاكل الإدارية واللوجستية واللغوية.
2) ثانياً، سيُنظر إلى تدويل الحرب من قبل الرأي العام الروسي على أنه الدليل النهائي على أن بوتين لا يملك قوات كافية لتحقيق النصر في أوكرانيا.
(3 ثالثاً، بالإضافة إلى حقيقة أن الضرر الذي سيلحق بسمعة روسيا سوف يُستغل بالطبع في البروباغاندا، فإن تدويل الحرب من الجانب الروسي يفتح فرصة مماثلة للعدو، وبعد ذلك قد تظهر قوة كبيرة بنفس القدر من حلف الناتو رداً على ذلك، وهو ما من شأنه أن يزيد من حدة الصراع إلى حد كبير.
4) رابعاً، على الرغم من حقيقة أن كوريا الشمالية تمتلك رسمياً رابع أقوى جيش في العالم، إلا أن مواردها للتعبئة محدودة في سياق المواجهة الشرسة بين الكوريتين.
(5 خامسًا، من شأن هذا أن يؤثر على الوضع في شرق آسيا ويستفز جولة أكبر من التوتر، على الأقل لأن مشاركة كوريا الشمالية في الصراع الأوكراني ستصبح سببًا للولايات المتحدة وحلفائها لاتخاذ إجراءات انتقامية، بدءًا من العزلة الإضافية للصين وروسيا إلى التبرير النهائي لحلف الناتو الآسيوي أو انتشار حلف الناتو إلى الشرق. ومع ظهور الجيش الكوري الشمالي في منطقة حرب أوكرانيا، يمكن بسهولة وضع التهديد الكوري الشمالي للعالم على أنه عالمي الطابع، وبالتالي يتطلب استجابة عالمية.