|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
سعد السعيدي
2024 / 11 / 14
جرت في مدينة امستردام الاسبوع الماضي حوادث شغب تعدت اخبارها حدود البلد. ملخص ما حدث هو قيام مشجعي فريق اسرائيلي اسمه ماكابي تل ابيب وسنسميهم بالحثالة لكونهم كذلك بالتسبب بفوضى وتوتر في المدينة عن طريق استفزازهم وتجاوزهم على سكان المدينة من ذوي الاصول العربية. وكان هؤلاء قد قدموا الى هولندا لتشجيع فريقهم في مباراته امام فريق آياكس امستردام الهولندي.
وقد بدأت التجاوزات في يوم المباراة لدى تواجد مجموعة من هذه الحثالة في المدينة حيث صعد احدهم على واجهة احد المباني قرب ساحة الدام لينتزع علما فلسطينيا كان معلقا من احد شبابيك الطابق الثاني ويمزقه. في مكان آخر قام البعض منهم بالاعتداء على سيارة اجرة وسائقها العربي الاصل. في ملعب الآياكس وقبل بدء المباراة مساءا قاموا باثارة الضجيج والصفير بشدة واطلاق الالعاب النارية لدى وقوف المشجعين الآخرين دقيقة صمت حدادا على ضحايا فيضانات فلنسيا الاسبانية. بعد انتهاء المباراة وخروج هذه الحثالة من الملعب صارت مجاميع من افرادها تهتف بعبارات عنصرية وابادة جماعية ضد العرب وغزة في ساحات امستردام. وحسب رواية اخرى حدثت هذه قبل المباراة. ادت هذه التصرفات الاستفزازية الى اندلاع اعمال عنف ومطاردات لهم في شوارع المدينة من قبل شبان امستردام العرب ضدهم. في اليوم التالي قام الاعلام الهولندي بتصوير الامر وكأنه مطاردة لمشجعي ماكابي من قبل العرب مع تجاهل تام لما بدأ به حثالة وغوغاء هؤلاء في المدينة. وانضمت اليهم ادارة نادي اياكس التي كررت هذه الادعاءات متغاضية عما جرى على ارض ملعبها. هذا هو ما قد جرى باختصار. الجدير بالذكر هو ان نادي ماكابي هو من اشد النوادي الاسرائيلية عنصرية ولديه اغنية تقول باغتصاب العرب رجالا ونساءا. يؤكد هذا ما سجلته هواتف الشهود في امستردام في عدة اوقات خلال فترة عربدة هذه الحثالة في المدينة احدها لدى مغادرتهم من مطار امستردام.
نقول نحن انه يتوجب محاسبة الاعلام الهولندي لتلاعبه بالحقائق وتزويرها ومعه ايضا ادارة الآياكس، وذلك بسبب تحميل عرب امستردام وحدهم فقط وزر الاحداث. هذه التصرفات من الكيل بمكيالين لن تضفي على هذا الاعلام صفة المصداقية على العكس حتى ولو نشر اخبارا اخرى لاحقا توضح تجاوزات الحثالة الزائرة. فهي ستضعه في خانة المصادر غير الموثوقة وستخلق له تاريخا شاء ام ابى في قلب الحقائق وتزييفها. وهذا بينما كانت السلطات الامنية الهولندية قد غضت النظر هي ايضا عما قامت به حثالة مكابي ولم تحاسبهم قبل ان تتركهم يهربون عائدين الى فلسطين المحتلة. إذ اننا وجدنا اخبارا تفيد بان الشرطة قد رافقت بعض هؤلاء الحثالة في الطرق وقطار الانفاق بعد انتهاء المباراة مساء الخميس خلال عودتهم الى اماكن مبيتهم في الفنادق. نقول ايضا بان ما حصل الاسبوع الماضي سيتكرر مرة اخرى مستقبلا حيث اننا قد لن نكون محظوظين كالآن مع تسجيل الشهود العيان الكثر لحقيقة الاحداث.
وبشأن المباراة المقامة على ملعب اياكس كان يتوجب على ادارة هذا النادي والتي تستحق تسميتها بالفاشلة الانتباه الى ما يجري في الشرق الاوسط واللجوء بهدف الحفاظ على السلم الاهلي في البلد الى اقامة المباراة من دون جمهور، وهذا إن لم يمكن إلغاؤها اصلا. فاجراء مثل هذا كان سيغنينا عن كل التجاوزات التي رأيناها الاسبوع الماضي والتي نحمّل هذه الادارة الفاشلة وزر حدوثها. وبفشل هذه الادارة في الانتباه الى مثل هذا الاجراء الضروري، ستعتبر مشاركة في خلق التوترات مما كان يمكن تفاديه. لذلك فلا مناص من محاسبة ادارة الآياكس مرتين. مرة على فشلها بداية، ومرة ثانية على كذبها ونفاقها اللاحق.
في خضم هذه الاحداث لابد لنا من المرور على رئيسة بلدية امستردام فيمكة هالسِما. فهذه المرأة مما رأينا من تصرفاتها خلال هذه الاحداث لا تستحق منصبها وعليها مغادرته. فهي لم تقلع عن عادة الكذب السافر والنفاق الشديد. إذ انها قد ادعت وعلى غرار الاعلام وادارة نادي الآياكس بقيام ذوي الاصول العربية من سكان امستردام بمطاردة مشجعي ماكابي في شوارع المدينة والاعتداء عليهم متجاهلة ما قامت به هذه الحثالة التي سمتها بالمشجعين من استفزازات وهتافات عنصرية ضد العرب والفلسطينيين بداية. فمن غير المعقول ان تعرف فقط بنتف من امر ما وتجهل كل الباقي بالكامل. وهذا لا يكون إلا قلبا للحقائق ونفاقا وعملا لا ينم إلا عن سوء نية وانحيازا غير مقبول. بالاضافة الى هذا فقد صمتت عما تفوه به النائب العنصري خيرت فيلدرز عندما طالب بسحب جنسية والطرد خارج البلاد كل من يقوم باعمال الشغب في هولندا. وهو امر ينطبق على حثالة ماكابي لكنه كان يقصد الهولنديين من العرب الآنفين. إن غياب الاعتراض والرد على ما تلفظ به هذا العنصري يضعها شاءت ام ابت في جانبه. ونعيد التذكير بما كشفناه بشأنها في مقالة في تشرين الثاني من العام الماضي عندما اشرنا الى كذبها لدى قيامها بربط المحرقة باحداث السابع من شهر تشرين الاول قبله في احد البرامج المتلفزة والموجود مقطعه على اليوتوب وهي تتصنع الحزن والتأثر على اليهود المساكين !! ثم عادت وفي تخبط غريب لتقوم بربط مواطني بلدها هولندا بالمسؤولية عن تلك المحرقة، وذلك لتبرير حزنها المفتعل. وقلنا ايضا بان السيدة هالسما كانت تغالط متعمدة وهي تعرف الحقيقة، او انها كانت بمنتهى الغباء ولا تعرف تاريخ بلدها، لكننا نشك في هذا. وقد ظهرت عند نهاية الشهر اللاحق في احد البرامج التلفزيونية حيث كان الهلع والتوتر باديين على محياها قطعا تحت تأثير ما كشفناه بشأنها.
إن الانحياز الى جهة على حساب اخرى بهذا الشكل من قبل رئيسة بلدية امستردام بدلا من معاملة الجميع بالعدل والانصاف يجعل منها امرأة لا تستحق الاستمرار بتبوؤ منصب رئيسة المدينة. فهي هنا تتصرف وفقا لديانتها اليهودية فقط وفقط لليهود سواء كانوا من بلدها او من خارجه اكثر من وضع نفسها فوق كل هذه الاعتبارات وذلك في مدينة متعددة الاعراق والثقافات مثل امستردام. ويتوجب على هذا اقالتها إن لم تبادر بنفسها الى الاستقالة.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |