المرجعية تستصرخ النخب

شمخي جبر
2024 / 11 / 13

يعد بيان المرجع الأعلى السيد السيستاني الذي صدر بعيد لقاء الممثل الجديد للأمين العام للأمم المتحدة (محمد الحساني) صرخة مدوية بوجه القوى والأحزاب السياسية الماسكة للعملية السياسية منذ عام ٢٠٠٣ لحد الآن.
لكنها لم تكن مفاجئة للطغمة الحاكمة التي تعرف مدى رفض المرجعية لسلوكها واداناتها المتعددة للفساد والخراب والإنحراف الذي يتفشى في مفاصل الدولة وإصرار الطبقة السياسية الحاكمة على تجاهل توصيات المرجعية .
خطاب السيد السيستاني موجه أولا للنخب العراقية ثقافية ومدنية واجتماعية للنهوض بدورها ومغادرة حالة الركود نحو الدينامية من اجل الاصلاح ومواجهة التردي والخراب الذي يعيشه العراق على يد طبقة سياسية فاسدة غسل يده وأعلن براءته منها منذ ٢٠١٥..المنتظر من هذه النخب بأشكالها كافة مثقفين ونقابيين وناشطين مدنيين وسياسسن ونقابات واتحادات ومنظمات مجتمع مدني في التصدي لدورها من خلال تنكبها لروح التغيير والإصلاح لإنقاذ العراق وشعبه مما يعانيه. هذه المهمة التي أوكلتها المرجعية للشعب وفي المقدمة نخبه لثقتها الكبيرة بها وبروحها الحية الوثابة نحو الحداثة والتقدم الى الأمام( ينبغي للعراقيين - ولا سيما النخب الواعية - أن يأخذوا العِبر من التجارب التي مرّوا بها ويبذلوا قصارى جهدهم في تجاوز إخفاقاتها ويعملوا بجدّ في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لبلدهم ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والرقي والإزدهار، مؤكداً على أن ذلك لا يتسنى من دون إعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلد اعتماداً على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسنّم مواقع المسؤولية، ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد على جميع المستويات. ولكن يبدو أن أمام العراقيين مساراً طويلاً إلى أن يصلوا إلى تحقيق ذلك، أعانهم الله عليه.) ..فكان خطاب المرجعية الداعمة لأي حراك للتغيير هو خارطة طريق على القوى الحية الإلتزام بها ،بل إغنائها بالأفكار والمباريات لتحقيق الأهداف المرجوة .نستطيع أن نقول إنَّ الخطاب المرجعي هو تأبين واضح للوضع السياسي وقياداته التي فشلت وفسدت وأفسدت وحولت مقدرات الشعب والدولة الى غنيمة تحاصصتها وتناهبتها الأحزاب والكتل الحاكمة. المرجعية جادة في إشاراتها ودعمها لأي حراك للإصلاح مادام هذا الحراك سلميا، وقد سبق لها أن عبرت عن حسن نواياها الوطنية والإصلاحية من خلال دعمها لانتفاضة تشرين الباسلة
نخب المجتمع من مثقفيه وناشطيه تتحمل مايعانيه الواقع المجتمعي المتردي أكثر من غيرها ... الذنب ليس ذنب المجتمع المتخلف والمضلل دينيا وطائفيا بل ذنب نخبه المتخلفة أو تلك التي لا تتصدى لمسؤولياتها ولا تتبنى آمال وتطلعات مجتمعها .... الضرب في الميت حرام أيها النخب المثقفة ، علينا أولا إعادة الحياة لهذا الميت، فهل نستطيع إحياء الموتى؟ لقد ولت الكرامات ، كرامات الأولياء ألذين يحيون الموتى الى غير رجعة ... الآن الدور هو دور مشعلي الأنوار ونافخي الروح في الجسد المجتمعي المسجى.، أما التخلي عن الدور أو إنتظار المعجزة أو الهروب من المسؤولية فهذا لايقدم شيئا ولا يشكل حلا.. حين تتخلى النخب عن دورها وحين تطوح بها الروح السلبية ..وتسكرها خمرة اليأس فلا عتب على المجتمع..حين يترفع المثقف على الواقع ولا يكون جزءاً منه تتحقق هزيمة الأمة... حين يتخلى المثقف عن دوره يظهر دور الأميين الذين سيحتلون المساحة والفضاء العام الذي يغادره المثقف.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي