|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
فارس الكيخوه
2024 / 11 / 13
عبر التاريخ والإنسان يقفز من انتكاسة الى اخرى ومن مهزلة إلى أخرى، أحاط نفسه بهالة من الشعائر والعبادات والقصص السخيفة والاباطيل والطقوس العقائدية ولفها بهالة من التقديس الاعمى انتقلت بعدها هذه الممارسات من جيل الى آخر حتى وصلت إلينا اليوم وكل حسب بيئته.والاسوء أن كل معتقد يؤمن إيمانا جازما بأنه الحق المطلق،وأنه وحده يفكر في إطار العقل والمنطق ويعتبر المخالفين له،متعصبين أو جهلة …..
قرون كثيرة مضت ولازال الإنسان إلى يومنا هذا، لا يتجرأ أن يسأل عن طبيعة هذه العقيدة وممارساتها وعن أصلها وفصلها ومصدرها الحقيقي،وماذا تعنيني أنا اليوم .. قرون طويلة مضت ،ولازال الإنسان يدافع ويرقع بكل بلاهة عن تلك العقيدة وكأنه كان حاضراً يومها…قرون كثيرة مضت ولازال العقل البشري يعيش ويتنفس نفس المهزلة وهي البحث عن الإله ليكون له عبدا مطيعا، تدفعه وهو الذي يعيش ويتنفس اليوم أن يصلي ويدعي ويطلب شفاعة ومساعدة أناس تحت التراب لا يعرف حتى حقيقتهم التاريخية …
إنها انتكاسة العقل البشري ،التي جردت الإنسان من إنسانيته وجعلته عبدا مطيعا مغيبا لا يتهاون من أن يضطهد ويقتل أخيه الإنسان لمجرد انه يخالفه تلك العقيدة التي يؤمن هو بأنها الحق والحقيقة المطلقة،بل تراه يفتخر بقتل الآخرين، لما لا وهذا النصر هو من عند ربه القابع في مكان ما لا يراه أحد ،ويخييل له أن القصور الباذخة تشيد لجنابه الكسيف في جنة فردوس جزاء تلك المذبحة.. فمثلا عندما ،يغضب الوالي العثماني على اليزيديين ويريد ذبحهم كالشاة لكونهم يعبدون الشيطان من دون الله،ناسيا، لو كان نشأ في بيئة أو قرية يزيدية لكان مثلهم يعبد الشيطان ويترنم باماديحه ويذوب شوقا إليه…
أن انتكاسة العقل البشري لا تعرف للمنطق والعقلانية حدودا ،فالعقل البشري ممكن أن يتقبل أسوأ وأسخف الأفكار ويتبناها بأسرع مما هو يتخيل وكأن عقله ليس ملكه ، وكأن التفكير والمجادلة والمناقشة العقلانية تنقص من وجوده وكيانه ،بل يحاول جاهدا البحث والالتفاف والالتحام مع ذلك الإلهام الإلهي ساعيا وراغبا في أن يكون في انزل المرتبات وعبدا حقيقياً من رأسه حتى قدميه..
ولا زالت انتكاسة العقل البشري تستمر رغم اكتشافات العلم الحديث في كافة الأصعدة والمجالات وحتما التاريخية منها والتي مست الأديان بلا شك وبقوة ، ورغم أن العقل البشري شهد قفزة نوعية كبيرة في التطور والنهضة الفكرية، ولكن استطيع القول بهدوء واسترخاء ،أن العقل البشري وعبر التاريخ تراه مفخرة مرة ومهزلة في أخرى….
ولكن لماذا أكرر وأقول انتكاسة أو مهزلة العقل البشري ؟؟؟
دعوني أقص لكم هذه القصة من إحدى المواقع ،واترك التعليق لكم..
شاب فلسطيني مسلم اسمه خليل ،سافر إلى الهند لإكمال دراسته ،وفجأة أصبح الملايين تعبده ..فما قصة هذا الشاب ؟؟؟؟
وقعت أحداث هذه القصة الغامضة في عام ١٩٨٤،حين سافر الشاب خليل من رام الله إلى الهند لإكمال دراسته الجامعية والتخصص في طب الأسنان لأن التكلفة رخيصة نوعا ما ،وعندما وصل إلى مومباي ،ركب القطار إلى المدينة حيث الجامعة ،مر القطار في الكثير من المدن والقرى الهندية ،ولكن في إحداها كان هناك رجل يدعى الألوهية وكان عدد أتباعه ٣ ملايين،وعلى فراش الموت أخبرهم بأن الألوهية ستنتقل إلى شخص آخر ،سيكون غريبا أسمرا متعلما،شعره اشقر ويتحدث العربية بطلاقة ،وسينزل إلى محطة القطار التي عندهم …استغرب الجميع كيف يكون هذا الغريب الذي لا يتحدث لغتهم ولا يتبع عقيدتهم أن يكون خليفة نبيهم هذا ،ولكن الوصية هي الوصية وما عليهم إلا السمع والطاعة حالهم حال بقية القطعان..مات الإله ودفن وقرر أتباعه الذهاب إلى محطة القطار بانتظار الإله البديل والجديد على الساحة،بعد أن وصل في أحد الأيام قطار قادم من مومباي ،نزل الركاب للاستراحة في محطة القرية ،وليشاهد اتباع هذا الإله الشاب الأسمر الغريب ذو الشعر الاشقر والمعجزة أنه يتحدث اللغة العربية بطلاقة..أنه هو،انه هو….اقبل الجميع إليه يقبلون رأسه ويديه ،ويسجدون عند قدميه ،اراد خليل أن يستفسر ويفهم ما الذي يجري لابد أن هناك سوء فهم ,ولكن لا وقت لذلك ،حملوه على رؤوسهم إلى المعبد و أجلسوه على كرسي الإله ،امام الفاكهة والورود وأخذوا يسجدون أمام قدميه…فهم الشاب خليل بعدئذ كيف أنهم يعتقدون أنه الخليفة الذي أخبرهم عنهم إلههم المتوفى، وذلك لتطابق مواصفات الإله الخليفة مع مواصفاته الشخصية..
شعر الشاب أنه في نعيم، وقرر أن يتخلى عن إكمال دراسته الهدف الذي من أجله سافر إلى الهند،ولكن أيضا قرر التخلي عن دينه وعقيدته التي توارثها من أجداده ،فأكد لهم أنه الإله الجديد، وتضاعف عدد أتباعه إلى ما يقارب ٧ ملايين شخص ،تصوروا ؟؟؟؟؟ مع مرور الوقت والسنين كانت أنديرا غاندي رئيسة الحزب الوطني تحتاج دعما من بعض الطوائف الدينية وغيرها، وكانت تعلم بوجود خليل الشاب الفلسطيني الذي يعبده الملايين فطلبت منه الدعم وحاولت كثيراً إقناعه بذلك لكنه رفض مساعدتها لأنه لا يريد الخوض في الأمور السياسية..
اتصلت غاندي بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في ذلك الوقت، واخبرته أن هناك شخصاً فلسطينياً أصبح إله في الهند، ويعبده الملايين…
لا اعرف اذا ذهب الرئيس ياسر عرفات إلى الهند ليلتقي بخليل ويقنعه بدعم غاندي كما يقص بعضهم ،ولكن المعروف في القصة الغريبة هذه ،هو قيام الرئيس الفلسطيني بمساعدة من جهات اخرى باختطاف وإرجاع خليل إلى فلسطين…..وهكذا تنتهي صفحات قصة من اغرب قصص التاريخ المعاصر…رجع خليل إلى واقعه الخايب ،يبحث عن عمل وهوية ،ورجع أتباعه يبحثون عن إله جديد بالباكيت…
وأنا أتساءل .ماذا لو بقي خليل في الهند لحد يومنا هذا؟ وماذا لو كان خليل هذا قبل ثلاثمائة سنة ،فكم سيكون أتباعه اليوم ؟؟؟؟؟
أما أنا ،فارجع واقول واكرر…… "الآلهة لا تخلق البشر ،بل البشر هم من يخلقوا الآلهة "..
تحياتي.
الأديان بشرية الصنع والاستيراد والتصدير..
ذ
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |