قلادة حتحور

زينب محمد عبد الرحيم
2024 / 11 / 13

حتحور ربة الفيروز التي يتجلى حُسنها حين تنشق الصخور وتنفتح الكهوف ؛هي التي تشرق بلونها الفيروزي في الأفق الشرقي " نص دوّن على متون التوابيت.

اعتاد المصري القديم أن لا يفصل معتقداته الروحية والتي شكلت جزءًا هامًا وأساسيًا فى حياته عن الجانب العلمي والعملي؛ فالجانب العملى العقلانى يتجلى فى جوانب عدة من الحضاره المصرية ومن ثم ينعكس الجانب الروحي المرتبط بالمعتقدات على العديد من مظاهر الحياة لدى المصري القديم كالفنون والعمارة وكذلك النصوص التي دونت على تلك المتون والجدران وعلى أعمدة المعابد الشاهقة دلالة على مدى تعلق المصري القديم بحياته في العالم الآخر وكانت حتحور هي أحد تجليات المصريين القدماء في تفسير نشأة الكون فاستطاع المصري أن يدمج رمزية البقرة السماوية (حتحور) ويربطها بالكون وشكل السماء وكل ما يتعلق بالفلك ؛ومن هنا اصبحت حتحور سيدة الفيروز ،وأصبح حجر الفيروز هو الحجر المقدس المخصص لها ولاستحضار روحها ؛وارتبط الفيروز بطقوس حتحور الخاصة فنجد أن أهم آداة في ذلك الطقس هي (قلادة حتحور) وتسمى(عقد المينيت) وهو عقد مليء بحبات الفيروز الصغيره جداً التى لُضمت جميعها لتشكل عدة طبقات ليصبح عقداً ثقيلاً ويتدلى من جانبه الآخر يد برونزية أو نحاسية .

وقد كان عقد المنيت واحداً من أهم الأدوات المقدسة الخاصة بالمعبودة "حتحور" والتي تظهر مصاحبة للمعبودة حتحور في كثير من الإحتفالات ومنها إحتفال رأس السنة وقد كان لعقد المنيت ادواراً متعددة كأداة موسيقية تصدر صوت إيقاعي حيث أن المنيت كان يلبسه المغنيون والمغنيات في رقابهم لكي يحدث صوتاً موسيقياً كما كان له دور في الحماية كأداة حامية وفي العصر اليوناني الروماني أصبح عقد المنيت من الأسماء الأساسية لحتحور حيث يرد حتحور سيدة دندرة ، المنيت في قاعة المنيت وأطلق نفس الإسم علي معبد دندرة نفسه بل إن مدينة دندرة بالكامل كان يطلق عليها مقر المنيت" وفي معظم التقدمات في معبد دندرة وإدفو نري المعبودان إيحي وحورسماتاوي يظهران وهما يقبضان علي عقد المنيت والصلاصل وعلي الرغم من أن المنيت قد ارتبط بالمعبودة "حتحور" وأصبح

من أهم أدواتها إلا أن المعبودة "موت" كانت أول من حمل لقب سيدة المنيت منذ عصر الأسرة الثامنة عشر ، وقد ارتبطت عدة ربات آخريات بعقد المنيت مثل إيزيس سخمت نفتيس ورت حكاو، باستت.

اما فى عهد الدولة الحديثة ظهر عقد المينيت بكثرة على جدران مقابر النبلاء ووادى الملوك والملكات وذلك نتيجة لتقديس حتحور وطقوسها الهامة وهذه القلادة من شأنها أن تهدأ من روع حتحور عند غضبها عن طريق صوت الشخشخة الذى يحدثه العقد عند تحريكه , من أهم ماقيل فى هذا الأمر (العقيق يتحول إلى فيروز) نص احدى التوابيت من العصر اليونانى وتلك رمزية على تحولات حتحور أثناء غضبها لتصبح سخمت رمز الغضب واللهب ويرمز لها بالعقيق الأحمر , وعندما تهدأ تتحول إلى البقرة الوديعة حتحور ويرمز لها بحجر الفيروز النقى.

وتصور لنا اللوحات التي نُقشت على الجدران كاهنات حتحور وهن يرتدن عقد المينيت حيث كان المتوفي يُصور وهو يتسلمها من أيدي الكاهنة أو أحد افراد آسرته حتي تجعله في صحة ويبعث من جديد


ولم يقتصر استخدامها علي الدين فقط إنما كانت تستخدم في المناسبات ففي عصر الدولة الوسطي استخدمت في المناسبات السارة حيث جاء في قصة سنوهي إنها استخدمت لتمحو غضب الملك سنوسرت الأول" من سنوهي كما أن تقديم الصلاصل مع عقد المنيت كان له رمزية خاصة في تحقيق القدرة على التدمير والقضاء على "ست" الشرير
كيف كانت تقدمة طقس المينيت
كانت تقدم قلادة حتحور عن طريق انها ترفع وتتجلى أمام الاله وكان الاله يقدم المكافأة الالهية للملك نظير تقديمه للصلاصل وعقد المنيت وفي مقابل تلك التقدمات فإن المعبودات تتعهد بأن تتلقى التقدمة وبأن تعطي الملك القوة مثل حورس بن إيزيس

"إنني اهبك القوة مثل الصقر القوي، مثل إبن إيزيس "

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي