من اتكل لى زاد ترامب طال جوعه

شوقية عروق منصور
2024 / 11 / 13

من اتكل على زاد ترامب طال جوعه
هنا غزة .. هنا لبنان
نجلس في الزوايا مثل الأيتام ، نحضن وسائد الآمال التي خرج حشوها وأصبحت فارغة ، ننتظر المجهول الذي لا نعرف كيف سيأتي وما شكله ولونه ؟ هل يأتي مرتديا ثياب الأخوة ام يرتدي ثياب الأعداء؟ هل يأتي حاملاً هدايا الانتظار أم يأتي حاملاً أدوات التهديد و الرضوخ والركوع ؟ .
لا نعرف لكن الذي نعرفه أن القمة العربية الإسلامية الاستثنائية الطارئة التي عقدت في 11/11/ 2024 بمدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد عقدت وانتهت بكامل الثياب الرسمية المستوردة أغلبها من بلاد الكفار ، أما الضحكات فكانت فصل من فصول النفاق الدولي، لأن أصغر مواطن عربي يعرف أن خزائن كل دولة عربية مملؤة بالحقد والكره والتآمر على الدولة العربية المجاورة ولا يهم إذا طال دولاً عربية بعيدة ، المهم أن تفرغ الخزائن وتنظيفها بين كل فترة وفترة لأن الراعي الأمريكي لا بد أن يمر على حظائر الطاعة ويراقب مخازنها، ووضع قائمة الدول الجديدة التي ستكون ضحية التآمر .
أما فخامة المكان الذي عُقدت فيه القمة الاستثنائية في العاصمة الرياض فحدث ولا حرج ، السجاجيد الباهرة المشغولة بخيوط الانحناء التي تجعل الخطوات واثقة من الانحناء لدرجة وضع الرأس مكان الأقدام ، والطاولات التي صنعها النجار بشكل كل رئيس يرى الآخر خوفاً من الطعنة في الظهر ، حيث كل واحد منهم يقول في سره " أنت أمامي أراك جيداً " ، وكانت الخطابات ، كل رئيس وملك وأمير وقف أمام الميكرفون ، حتى أصيب الميكرفون بالصداع من شدة الكذب ، وعندما طالت ساعات الكذب رأيت رأس الميكرفون قد اشتعل شيباً ، هل رأيتم مرة ميكروفوناً رأسه أبيض - شايب - أنا رأيته في القمة الإسلامية العربية من كثرة الكذب لدرجة توقعت أن يقف ويقول للرؤساء العرب ، لم أفقد الذاكرة بعد ..!! خطاباتكم سمعتها عشرات المرات، لم تتغير !! اتركوا عبارات الانشاء الباردة، والكلمات العارية التي هربت إلى الشوارع لتحتمي بين الجماهير ، والمضحك أنكم قمتم بفتح مظلات التضامن مع الأخوة في غزة ولبنان والسودان.
وكان السؤال الذي دق مخيلتي لماذا لم يعقدوا القمة الإسلامية العربية في خيمة كبيرة ، تضامناً مع أهالي غزة؟ لماذا لم يقاطعوا وجبات الطعام الدسمة تضامناً مع أهالي غزة ولبنان ؟ لماذا لم يقيموا أو يفتحوا صندوقاً لدعم غزة ولبنان دون التهديد لفئة ومساومة جهات ومحاولة سيطرة فلان وعلان ؟؟ صندوقاً أخوياً انسانياً بعيداً عن تلوث السياسة ؟؟
وانتهت القمة ، وأغلق سوق العواطف البلاستيكية التي يقوم الرؤساء والقادة العرب بمدها حسب الحاجة والوقت وأحياناً يقومون بتحويل هذه العواطف البلاستيكية إلى مشانق يشنقون بها الأخوة ، فالمشانق تحل أكبر المشكلات .
انتهت القمة التي لم تقنع وجودها وبيانها الختامي أصغر مواطن عربي من المحيط إلى الخليج، لكن الذي نعرفه وعلى يقين منه ، أن هؤلاء القادة والزعماء تركوا العجوز المصاب بفقدان الذاكرة - بايدن- لوحده في ساحة البيت الأبيض ، يلعب كرة القدم في الوقت الضائع لعله يسجل هدفاً يرفع من نسبة مشجعيه .ويتمسكون الآن بتلابيب ثياب الراقص الأشقر صاحب الملامح الاستعمارية " ترامب" فهو القول الفصل ..!! لا قيمة لهم ولا مشورة ولا رأي !!!
هم مجرد زمن قطعوا فيه شرايين الأوطان والبلدان ... تكلموا في خطاباتهم عن غزة وعن لبنان وجاءت أصواتهم مثقلة بالبكاء والدموع ، وقد تورمت حناجرهم من كثر النواح .
خرجوا من القاعة وهم يحكون جلودهم من حساسية الكذب و الخداع ، ووقفوا في محطات الرجاء ينتظرون سياط " ترامب " .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي