السوبرماركت

خديجة آيت عمي
2024 / 11 / 6

إنتظرت قليلا أمام أكوام الخبز و المعجنات المغرية، ثم فكرت في أن تتحرك بعض الشيء و أردفت قائلة: لا شك أن التوقيت غير ملائم هذا اليوم. كانت تتحرك بخطى ثقيلة خوفا من إزعاج الزبناء. فالزبون يبقى ملكا مهما كلف الأمر خصوصا في وايتروز، وعلى الزبون أن يكون خفيفا كالضل تماما. نظرت إلى المواد المعروضة للبيع و قررت أنها أسعار لا تليق بدخلها الفردي و لذلك لا بد من الذهاب إلى مكان آخر. تذكرت أيام العز حيث كان الشباب يتراشقون بالمشروبات الغازية خارجا أو يكتفون بلقمة واحدة من البرغر ثم يلقون به شبه كامل أرضا دون ٱكتراث. أعادت التفكير من جديد و واصلت نزهتها أمام أشكال الطعام المعروضة للبيع، إغتبطت قليلا إذ تعرفت على ماركات حديثة و مأكولات ظهرت في أشكال مثيرة رغبة في تحقيق أقصى المبيعات. عادت إلى مكانها الأصلي و تصلبت هناك مصرة على البقاء واقفة. إنتبهت إلى أن كاميرات المراقبة في كل مكان و أنهم ربما قد تعرفوا عليها مرة أخرى و في هذه الحالة لن يتحقق حلمها لتلك الليلة. تفكرت في ليلة سابقة دخلت فيها السوبرماركت و خرجت منه بآحتقار وَعَدَت فيه نفسها ألا تطأ رجلها المكان مرة ثانية.
وقفت ثم ترددت في السؤال عن الموعد، فللمشرف كامل الأحقية في التصرف حسب هواه خصوصا حين يلمح شخصا واقفا في بؤس منتظرا بفارغ صبره أمام الطعام. و لسبب ما قد يقرر المشرف وـ غالبا ما يكون فقيرا بدوره ـ تأخير توقيت تخفيضات الطعام لساعة متأخرة من الليل للمزيد من الإذلال والتّسلط.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي