الدكتاتورية و سياسة الإغتيال و الإختطاف

كوسلا ابشن
2024 / 10 / 30

تعرض اللاجئ السياسي الأمازيغي هشام عبود لمحاولة إختطاف من طرف عناصر مخابرات النظام العسكري, في مدينة برشلونة و منها نقل الى مدينة إشبيلية في الجنوب الإسباني, قصد تهريبه بحرا,نحو مستعمرة الجنرالات. الإعلامي و السياسي هشام عبود من بين المعارضين البارزين المؤثرين في الرأي العام دزايري, بتصريحاته و كتاباته المنتقدة لسياسة النظام العسكري الفاشستي المتحكم في تسيير شؤون الدولة بالحديد و النار.
في الوقت الذي كانت عصابة الجريمة المنظمة التابعة لجهاز المخابرات العسكرية, تتهيأ لتهريب اللاجئ السياسي هشام عبود نحو دزاير ( ضيعة الجنرالات ), أفشلت الشرطة الإسبانية العملية بالصدفة و ألقت القبض على إثنين من عناصر عصابة المخابرات و أنقذت الإعلامي هشام عبود من أيدي الإرهابيين, و هو في حالة حرجة بسبب التعذيب الذي تعرض له. الآن ملف إختطاف هشام عبود بين أيدي القضاء الفرنسي و الإسباني, و التحقيق في قضية الإختطاف جارية, في إنتظار نتائج التحقيق و الخطوات اللازمة القيام بها فرنسيا و إسبانيا, لمعاقبة المسؤولين عن الجريمة المباشرين و غير المباشرين.
أدان رئيس جمهورية لقبايل فرحات مهني عملية الإختطاف الجبانة, و أدان إنتهاك سيادة إسبانيا, و دعا الرئيس مهني, المجتمع الدولي بإتخاذ إجراءات عقابية ضد سلطة الجنرالات القائمة على الإرهاب.
بسيطرة جبهة الخيانة على مقاليد السلطة السياسية, أسست نظام الحكم المطلق و طبقت سياسة ترهيب الشعب خاصة المعارضين المنتقدين لسياسة الإستبداد و المناضلين ضد نهب ثروات البلاد و ضد الإستغلال الفاحش و ضد الفساد المالي و الإداري الذي ينخر المؤسسات. لم يتراجع النظام العسكري الفاشستي عن عقيدة قدسية رأي الجنرلات, و رفض تقبل الرأي الآخر و لا النقد البناء, و بهذا مارس سياسة إنتهاكات حرية الرأي و التعبير و بأساليب عنفية و وحشية للتأثير السيكولوجي على الناس, بإفراز حالة الخوف و الترهيب, ترعب الشعب بمجرد سماع كلمة العسكر ( عقدة العسكر).النظام العسكري الفاشستي له تاريخ حافل في جرائم الآبادة الجماعية و التصفية الجسدية للمعارضين منذ الستينات من القرن الماضي, و كان المسؤول الوحيد عن الأسلوب الإرهابي من الإختطاف و الإغتيال السياسيين داخل البلد و خارجه, خاصة في أوروبا.
كل عمليات الإغتيال و الإختطاف التي ارتكبها النظام العسكري تمت على خلفية سياسية أو على أساس عرقي, بهدف صناعة الشرعية الوهمية و الولاء المرضي, لتمكين قوة و هيمنة نظام الجنرالات بأسلوب الإرهاب و الإكراه بالإستمرارية و الحفاظ على مصالحه الإقتصادية و السياسية و بالتأثير على القطيع لضمان الولاء بنشر الإيديولوجية الرجعية و التعصب القومي للتحريض على الكراهية و الحقد ضد المقاومين للإضطهاد السياسي و القومي. الإغتيال و الإختطاف منحى إرهابي يعبر عن عجز النظام في مرحلته الفاشستية, إعتقادا منه أن الأساليب الإرهابية قادرة على ضمان إستقرار الحكم و إستمرارية سياسة النهب و الفساد السائد في كل المجالات و في كل مؤسسات النظام الدكتاتوري.
دكتاتورية الجنرالات تتحكم في وسائل القوة لقمع القوى الشعبية, و مراقبة المعارضة السياسية و خاصة نشطاء حقوق الأمازيغ, وعرقلة العمل الإعلامي لمنع حرية الرأي و التعبير و النقد. و لهذا الهدف تم إنشاء مختلف أدواة الإستبداد, منها جهاز المخابرات للتجسس و مراقبة الشعب و شن حملات الإعتقالات القسرية و السرية و تعذيب المعتقلين و ترهيب المعارضة السياسية بعمليات الإختطاف و الإغتيال. بجانب إنشاء أجهزة الإرهاب و الآبادة, أنشأ النظام الدكتاتوري أجهزة الإستلاب و الإغترابي الذاتي و مكنه من كافة وسائل التكنولوجية الحديثة للإستخدام وسائل الإعلام للديماغوجية و الدعاية لسياسة و إيديولوجية النظام, لإقناع الشعب بضرورة حكم الجنرالات.
رغم أن طبيعة دكتاتورية الجنرالات توحي عدم قدرتها على سلطتها دون إكراه, إلا أن قوة العامل الإيديولوجي أثبت نجاعته في خداع القطيع و إستحماره. و لتغيير ما هو سائد على القوى الحية إبتكار أساليب نضالية جديدة قادرة على تحطيم أدوات الإرهاب المادية و الفكرية.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي