الجلسة

خديجة آيت عمي
2024 / 10 / 29

تحركت البقرة جانبا غير منتبهة للواقف أمامها.قذفت بأسألتها يمينا وشمالا و لم تتوقع جوابا من أحد. إذ كانت تعتزم أن تطرح ما لديها من موضوع و أن تسأل و تعترض في نفس الآن.
عدّلت الدجاجة من وقفتها رغم الإرهاق إذ لم ير جفنها النوم. تقلبت في فراشها قبل المجيء حيث كانت تنتظر فرصتها للتعبير عن أحوالها و هي التي لا تتجزأ عن أحوال الأمة على كل حال.
إنتبهت الدجاجة أن ريشا ينهار على الأرض و آخر يتطاير في سماء القاعة. حاولت الدجاجة أن تتدارك الأمر وخطر ببالها أن تتملص من الإهمال الذي تتعرض له منذ سنين و خطر ببالها أيضا أن تنكر حالة الفوضى التي تعيشها فالمشط و الشامبو و عدة النظافة متواجدة في كل المحلات و أن أظافرها الطويلة أصبحت في حالة تستدعي الإهتمام. لم تقل الذئبة شيئا، فقد ظهرت أنيقة ترتدي بدلة داكنة الزرقة و حذاء يليق بالدخل الجميل الذي تتمتع به.
جلست البقرة من على المرتبة و بيدها حاسبة يدوية و هي تهمهم خوفا على أحوال البنك. كانت طويلة ترتدي نظارة وكان شعرها يتطاير مع لعابها كلما إرتفعت أصوات الأرقام. كانت تنضح منها رائحة التبن و أشياء أخرى. حاولت جاهدة إخفاء البقع السوداء من على يديها و هي تدفع بأكمامها إلى الأمام كما فعلت الذئبة الهادئة فقد ٱنكشف أمرها وبدت فراقشها ظاهرة للعيان رغم الأناقة.
كانت الصغيرة في غاية الهدوء و امتثلت لأوامر السيدة بأن تعيد الحسابات من جديد إذ لا يمكن لإجراأت كهذه أن تتم دون تدقيق.
أخذت الدجاجة تصيح كالديك و إلا فلن يسمع صوتها أحد و حدث أنه كلما دافعت صاحبة الأظافر الطويلة عن نفسها كلما انتُقص من شأنها، فالبقرة صاحبة الشأن في البناية ويهمها أمر ذئبتها الصغيرة و أن العدالة هي آخر شيء في الحسبان.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي