![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
حاتم بن رجيبة
2024 / 10 / 24
هناك بلدان في الشرق الأوسط دون اعتبار إسرائيل مؤهلة أكثر من غيرها للإنفلات من التخلف و الإلتحاق بالدول المتقدمة ، بالعالم الأول.
هذه الدول هي تركيا وتونس .
سنرى لماذا هاتان الدولتان بالذات وليست دول أخرى ثرية أو قوية التسلح مثل السعودية أو إيران أو الجزائر.
هناك شروط أساسية يستحيل دونها الهروب من التخلف والإنحطاط . فكل الدول المتقدمة لها مقومات أساسية ألا وهي:
- المركزية والتعددية و التنافس الإقتصادي الحر و دولة القانون .
فكل دولة تحكمها العشائر والقبائل والطوائف تفتقر إلى حكم مركزي يمتد نفوذه إلى كل شبر من تراب الدولة لا تستحق صفة الدولة أساسا مثل الصومال والسودان واليمن وليبيا ولبنان. فهذه أشباه الدول تتخبط في الفوضى العامة والإفلاس والإنحطاط التام!!
وكل دولة تستحوذ فيها زمرة قليلة جدا بالنفوذ السياسي والإقتصادي المطلق يستحيل معها التقدم وهذا ينطبق على جل بلدان الشرق الأوسط مثل السعودية والأردن وإيران و الجزائر و المغرب و كل دول الخليج وأفغانستان . فدول البترودولار مثل السعودية والجزائر ستفلس متى نضب النفط أو استغني عن استعماله. وتنحدر إلى أفقر دول العالم.
تركيا وتونس هما البلدان الوحيدان اللذان يملكان مجتمعا مركزيا وتعدديا، فيهما أحزاب سياسية متعددة ومختلفة ومنظمات مجتمع مدني نافذة مثل النقابات و يمتد نفوذ الدولة إلى كل شبر فيهما و لهما جهاز قضائي متطور.
ينقصهما فقط عنصر وحيد لكن مهم متى حققاه فسيقفزان بسرعة ويتركان مستنقع التخلف.
على تركيا وتونس أن يدحرا الإحتكار في المجال الإقتصادي لتتكون طبقة بورجوازية كثيفة وصلبة تكون صمام أمان ضد الدكتاتورية والتخلف.
متى تمكنت تونس و تركيا من القضاء على استحواذ زمرة قليلة من العائلات المتيسرة على اقتصاد البلاد و دواليبه تكونان كمن مسكتا عصا سحرية تحول التراب ذهبا والحجر ياقوتا !!
متى فتحتا باب المنافسة الحرة في كل مجالات الإقتصاد من فلاحة وخدمات وصناعة وتجارة و سهلتا على كل رجل أعمال ناشئ الإنخراط في الدورة الإقتصادية مثل الحصول على التمويلات اللازمة بسهولة ومرونة وضمان حقوق ملكيته لثروته وابتكاراته و أزيلت كل العراقيل البيروقراطية والقضائية أمامه للدخول إلى عالم المشاريع والثروة والخلق والإبتكار متى انطلق مركب الإزدهار والثراء بكل ثبات نحو ميناء دول العالم الأول.
هناك بلدان بعيدة بسنوات ضوئية عن الإزدهار مثل دول الخليج و إيران وأفغانستان وليبيا لأنها بلدان متصحرة سياسيا ، لا أحزاب ولا منظمات ولا مجتمع مدني بالمرة، حكم مطلق وشمولي رهيب!!! السعودية أحسن مثال.
وحدها المجتمعات التعددية هي من تكون مستعدة أكثر من غيرها للإنطلاق، المجتمعات التي تكون فيها أحزاب سياسية مختلفة و منظمات مدنية وأجهزة سياسية لتقاسم الحكم مثل البرلمان والقضاء المستقل والصحافة الحرة هي من تكون أقرب إلى التطور.
هذا لا يعني أن تركيا وتونس علا باب قوسين من القفز نحو الإزدهار بل يمكن أن يبقى باب المنافسة الحرة في المجال الإقتصادي مسدودا إلى الأبد ويمكن كذلك أن يلعب الحظ دوره في أن يتمكن المجتمع المدني من القضاء على نفوذ اللوبيات الإقتصادية ويحرر عقال الإبتكار وملكات الخلق والعمل والبناء لدى كل المواطنين. مثل أن تندلع ثورة جديدة أو تظهر شخصية سياسية موهوبة ألخ .
قيس سعيد في تونس يشن حربا عشواء ضد العائلات القليلة المستحوذة على الإقتصاد، نتمنى له كل التوفيق! تركيا في وضع أحسن فقد فقد الجيش منوبوله إلى الأبد وحزب أوردوغان في اضمحلال و أفول.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |