المقاومة والمقاومة الإسلامية

اسماعيل شاكر الرفاعي
2024 / 10 / 21

في عصورنا الحديثة انتقلت حماية الأرض ، وحماية طقوس تقديسها والتضحية من اجلها :إلى الدولة القومية ( مُجَسدة في مفهوم السيادة الوارد في معاهدة وستفاليا 1648 ) وتم إطلاق إسم الامة او الدولة ( وليس الدين ) على المقاومة : فقالوا المقاومة الفرنسية او المقاومة الجزائرية او الفلسطينية : اذ تزامن ظهور المفاهيم السياسية الحديثة كمفهوم الشعب والأمة : مع المقاومة العالمية للاستعمار الأوربي : في القرن التاسع عشر الذي كان عصر بروز ظاهرة الوعي القومي وظاهرة الامة الدولة . وفي هذا القرن والقرنين السابقين تراجعت المفاهيم الدينية التي كانت تنظم شأن الناس العام ، وحلت محلها المفاهيم العَلمانية ( وأنا اقصد بالعلمانية هنا - بالإضافة إلى دلالتها التاريخية المتمثلة بفصل الدين عن الدولة - ما أنتجه العقل البشري من مفاهيم سياسية واقتصادية وثقافية في مقابل المفاهيم الدينية التي ينسب فقهاء الديانات وجودها إلى الوحي المرسل من عالم الغيب ) …

من المجاهدين الأفغان إلى المجاهدين الشيعة

في سنوات الحرب الباردة قامت المخابرات الأمريكية بالتعاون مع السلفية الوهابية في جعل الدين خادماً للسياسة ومساعداً لها في تحقيق أهدافها . فشكلا معاً ميليشيات قتالية تحت عنوان : الجهاد ، لتحرير ارض افغانستان الإسلامية من براثن جيوش السوفيات ( الملحدة ) ، وهي اكبر تظاهرة عالمية في العصر الحديث في توظيف الدين .
عاملاً مساعداً للسياسة ، وصارت تلك التظاهرة العالمية مثالاً يحاكيها ، وينسج على منوالها : كل السياسيين الطامحين إلى الزعامة مثل ابن لادن والزرقاوي والبغدادي وحسن نصرالله والشيخ ياسين وتلامذته في قيادة حماس . وأصبح استغلال الدين هو القانون الثابت لدى سياسيي العالم العربي ودول الشرق الأوسط .: حتى تركيا العلمانية منذ عام 1924 ( سنة إلغاء الخلافة العثمانية ) لم تسلم من تأثير قانون : استغلال الدين ، فحزب التنمية والعدالة الديني يحكم تركيا منذ ربع قرن : ويقود اوردغان الإدارة العامة للناس بقرارات يريد من خلالها تحقيق طموحه في عودة السلطنة العثمانية فجيوشه تمتد كما كانت إيام الإمبراطورية العثمانية : من كردستان العراق إلى شمال أفريقيا ،وقد تصدرت افكار الخميني عن " ولاية الفقيه " و " نائب الامام " . ..

التشيع السياسي

انهار تحالف المخابرات الأمريكية مع السلفية بعد 11 أيلول 2001 ، لتبدأ الجولة العالمية الثانية من الاستثمار في الدين وتوظيفه في السياسة : التي قادتها افكار آية الله الخميني عن : " ولاية الفقيه " و " نائب الامام " . .. ، ثم تولّى بناء مؤسساتها خارج ايران : فيلق القدس تحت إشراف ، الولي الفقيه . وقد تحقق لايران نتيجة توظيف الدين في السياسة ما لم تحققه من شعار تصدير الثورة الذي أطلقته بعد نجاح ثورة 1979 ، لقد نجحت ايران - بعد هذا التوظيف - : في التمدد الخارجي ، وتمكنت من إلغاء سيادة أربع دول عربية ( سوريا ولبنان والعراق واليمن ) عن طريق تأسيس تنظيمات سياسية وميليشيات عسكرية داخل هذه البلدان ، امتصت تدريجياً هيبة مؤسسات دولها ، وحلت محلها . فحركة أنصار الله في استيلائها التدريجي على اليمن بالتحالف مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ثم قتله والاستيلاء على صنعاء : كانت تحاكي تكتيكات حرب الله في الاستيلاء التدريجي على الحكومة والبرلمان في لبنان ومصادرة قراراتهما ، وفعلت الشيء نفسه الميليشيات الولائية في العراق في موقفها العدائي من انتفاضة تشرين 2019 ، وفي مقاومتها للتيار الصدري وإجباره على الخروج من ساحة العمل السياسي ، وتنصيب حكومة السوداني . ثم دخلت الفصائل الموالية لايران بمفاوضات مباشرة مع امريكا حول اقتراح هدنة بينهما . وقبل ذلك تدخلت جميع ميليشيات هذه الدول بأمر من الولي الفقيه لإنقاذ نظام آل الأسد عام 2011 ، وقد صحا العالم يوم 8/ 10 / 2023 على قرار حزب الله المشاركة في معركة " طوفان الأقصى " من غير أخذ رأي شركائه في الوطن او رأي الحكومه اللبنانية ، ومثله فعلت جماعات الحوثي في اليمن ، بمطاردتها للسفن التجارية المارة بالبحر الأحمر ، واطلقت الميليشيات الولائية في العراق صواريخها ومسيراتها على اسرائيل من ًدون الرجوع إلى حكومة السوداني ، لقد عبرت هذه السلطات الميليشياوية عن
تقيدها التام باوامر طهران في سلب ومصادرة سيادة دولها عبر الاستيلاء التام على قراري : ألحرب والسلام : لتصبح سيادة البلدان الأربعة خاضعة إلى ما يقرره الولي الفقيه في طهران …

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي